بيروت ـ عمر حبنجر
لا جديد على موعد ولادة الحكومة الميقاتية، سوى الحديث عن جديد المساعي باتجاه هذه الولادة، معطوفا على دعوات «الاكثرية الجديدة» للرئيس المكلف باستعجال تشكيل الحكومة، ومن دون بذل الكثير من الجهد، لاقناع بعضهم بتخفيف اللهجة وخفض الطلبات.
استعجال تشكيل الحكومة عكس قول الرئيس بري امام النواب «ان الحكومة باتت قريبة وانا متفائل بازالة العقبات من أمامها..» وأكد عليه ايضا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم «القادة الشهداء» للحزب بقوله: ان البلد لا يمكن ان يبقى بلا حكومة، وان الكثير من العقبات ليست صحيحة انما التأخير مردود الى انتظار ان يحسم الفريق الآخر رأيه.
لكن المراقبين الذين تابعوا اطلالة العماد ميشال عون على شاشة قناته التلفزيونية مساء امس الاول (أو تي في) فوجئوا بشدة الهجوم الذي شنه رئيس تكتل الاصلاح والتغيير على الرئيس اللبناني ميشال سليمان شخصيا، والذي عكس في الواقع طبيعة التعقيدات الداخلية المعرقلة لتشكيل الحكومة، والتي يخشى كثيرون ان تكون امتدادا لتعقيدات اقليمية متلازمة مع ظروف دولية معينة.
وزارة من 32
فقد أعلن عون ان «الأساس لهيكلية الحكومة لم يحدد بعد، لانه حتى الآن لم يتم تحديد عدد الوزراء، ونحن دافعنا عن وزارة تكون واسعة، مؤلفة من 32 وزيرا، تضم وزيرين للاقليات علوي واقليات مسيحية»، معربا عن اعتقاده بأن مشاركة الفريق الآخر حسمت، وهناك استحالة لمشاركة «14 آذار» في الحكومة، ونحن «مغطنا» الوقت في تأليف الحكومة، ويجب ان تؤلف.
واتهم عون رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بأنه «لم يكن على الحياد، وكان مع الاكثرية، وبالتالي كانوا عشرين داخل مجلس الوزراء، ونحن كنا عشرة، واليوم تصبح المعادلة اذا شاركوا في الحكومة عشرة مع رئيس الجمهورية، ونحن عشرون»، واضاف: «رئيس الجمهورية كان معهم في مجلس الوزراء، وكان يؤلف اللوائح (في الانتخابات النيابية) ضدنا، ويستدعي المرشحين، والناس تعلم ذلك، والكتلة الوسطية كانت ستشكل لرئيس الجمهورية، والادارة كانت ضدنا خصوصا في جبيل وكسروان».
واذ لفت الى ان «حصة رئيس الجمهورية (في الحكومة) يجب ان يكون منصوصا عليها في الدستور»، اكد عون ان «تكتل (التغيير والاصلاح) يريد 13 وزيرا»، وقال: «لا اعطي رئيس الجمهورية اي وزير من حصتي، هو اخل بشروط انتخابه، ونزل الى الميدان، واصبح يؤلف لوائح ضدنا، ويشكل ادارة، فلا يمكن ان نعطيه وزارة من حصتي، لتشتغل هذه الحصة ضدنا».
وعن انتقاد رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع لرئيس الجمهورية، اجاب عون: «كان حليفه في الانتخابات في جبيل وكسروان، وانا اعتبر سليمان خصمي السياسي»، واضاف: «لا اريد ان اشمت به (سليمان) في موضوع الوزير الياس المر، وليتذكر ما سبق ان قلت له عن الياس المر عند تشكيل الحكومة السابقة».
وكشف: «سليمان بعث لي رسالة قبل 7 أيار 2008، وانا اجبت، قائلا: اعتبر كتلتي كتلتك، وهو لم يلتزم معنا، والامور بدأت تزيد معه في البلديات وخصوصا في جبيل، واعتقد انه كان هناك بند من قبل القوى التي اوصلت سليمان الى رئاسة الجمهورية لتحجيمي، وقصة التوافق كانت كذبة كبيرة بالنسبة لنا، وكان هناك خطة لتحجيمي». وشدد على ان «قضية تشكيل الحكومة بسيطة اذا اردنا حلها، فالوزارات التي كانت مع المسيحيين تعود للمسيحيين، والتي كانت مع المسلمين تعود للمسلمين، ويمكن للرئيس ميقاتي ان يأخذ وزراء من المعارضة السنية في طرابلس وصيدا وبيروت والبقاع الغربي»، موضحا ان «المطلوب تفكيك التعقيدات، وتوزيع الوزارات بحسب حجم الكتل، فمثلث ميقاتي وسليمان و«النائب وليد» جنبلاط يكون له عشر وزراء ونحن لنا 20 وزيرا، اما بالنسبة لـ «الرئيس سعد الحريري فقد انتهى
one way ticket».
تخنها كتير
وأكد انه «يجب الا يكون هناك وزراء يعملون ضدنا، رئيس الجمهورية عنده طموح سياسي ويعمل لنفسه و«تخنها كتير» فوزارة الداخلية كانت موضع جدل في العام 2008، واصبحت موضع جدل اكبر عام 2009، وهو تعهد مع الحريري بمعالجة ما يحصل في قوى الأمن الداخلي، لكن لم يحصل ذلك، ووزير الداخلية (زياد بارود) علق بين المطرقة والسندان، ولم يتم دعمه من مرجعيته السياسية، لينفذ ما يجب عليه، وهو شخص مهذب وابن عائلة».