٭ لقاء سليمان ـ فيلتمان: كشفت مصادر أن سليمان أحضر للمرة الأولى إلى اجتماع بمسؤول غربي رفيع مترجما، بينه وبين فيلتمان، رغم إلمام الرئيس اللبناني بالإنجليزية. وأنهى اجتماعهما بمحضرين، أحدهما بالعربية احتفظت به دوائر القصر الجمهوري، والآخر بالإنجليزية احتفظ به المسؤول الأميركي.
والواقع أن دوافع إحضار الرئيس مترجما يسهر على دقة الحوار ونقل العبارات ومغازيها بصدقية بلا غموض ولبس، ووضع محضر بالعربية رميا إلى تفادي ما يمكن أن يستخلصه المتحدث الأميركي من سوء تفاهم أو شكوك عندما يريد تدوين وقائع الاجتماع في تقرير ديبلوماسي سري، يخلص فيه إلى استنتاجات قد تناقض أحيانا مضمون الحوار، كي لا تتكرر مجددا الآثار السلبية التي لاتزال محاضر «ويكيليكس» تثيرها في لبنان.
٭ واشنطن وبكركي ومسيحيي 14 آذار: توقفت مصادر متابعة عند عدم زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان الى بكركي ولقائه البطريرك الماروني خلافا لما درجت عليه العادة، علما ان فيلتمان هو اول مسؤول اميركي يزور لبنان بعد انتخاب البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، مع الاشارة هنا الى ان مساعد وزير الخارجية الايرانية محمد رضا شيباني زار البطريرك الراعي مسجلا نقطة على فيلتمان.
ولاحظت هذه المصادر ان فيلتمان لم يلتق أيا من القيادات المسيحية السياسية مع انه التقى سياسيين (السنيورة وجنبلاط). أما لقاؤه مع الرئيس سليمان فإنه تم بصفته الرسمية الرئاسية.
٭ عودة التوازن: الاحداث في سورية التي نقلت النظام فيها من موقع الى موقع آخر في الوقت الذي يعتبر هذا النظام لاعبا اساسيا في الداخل اللبناني تؤكد عودة التوازن بين الفرقاء السياسيين في ظل تحالف لقوى 8 آذار مع النظام فتتأثر بقوته او ضعفه سلبا او ايجابا وفق ما كانت عليه الحال في محطات كثيرة. لذلك، يرى سياسيون في قوى 8 آذار ان زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان لبيروت قد أوحت بإبراز هذا التوازن في الوقت الذي كان يعتقد ان انتقال السلطة الى قوى 8 آذار يعني عمليا ابعاد الاميركيين عن لبنان ما دام لبنان اصبح رسميا في «محور الممانعة»، وهذا التوازن الجديد يفيد بعدم قدرة قوى 8 آذار على تأليف حكومة من لون واحد في ظل وجود معارضة داخلية قوية لا يمكن ان تتجاهلها.
(أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اعتبر في خطابه أمس ان العقوبات التي تسوقها أميركا والغرب وتريد من لبنان الالتزام بها ضد سورية، كانت من أهداف زيارة فيلتمان الى لبنان، داعيا لأن يكون هناك موقف رسمي وشعبي لبناني حازم وقاطع في هذا الأمر).
٭ تفاوت وتباين: لوحظ تفاوت وتباين في شأن المبادرة العربية للسلام بين موقفي الرئيس ميشال سليمان والسيد حسن نصرالله: سليمان جدد التمسك بالمبادرة العربية للسلام، ونصرالله دعا الى سحبها من التداول وعن طاولة الموقف العربي كرد حد أدنى على مواقف نتنياهو وأوباما.
٭ هيئة الحوار: يشير مصدر ديبلوماسي إلى أن التحرك الحكومي لم يصل بعد إلى مرحلة اليأس، وإن ظل بطيئا، كاشفا أن رئيس الجمهورية سينتظر أسبوعا أو أسبوعين على أبعد تقدير قبل أن يبادر إلى دعوة هيئة الحوار الوطني إلى الانعقاد، ومن سيفرض عليه تحمل المسؤولية أمام الرأي العام، وهو يتأنى حاليا لئلا يفسر ما يقوم به على أنه تسجيل فشل للرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي تقع على عاتقه المسؤولية السياسية والدستورية الأساسية في إدارة هذا الملف.