بيروت ـ عمر حبنجر
أعلن العماد ميشال عون عن تعرضه لمحاولة اغتيال أثناء مروره في مدينة صيدا مساء امس الأول عائدا من جولة انتخابية مبكرة في قضاء جزين الجنوبي، وقد أكد وزير الداخلية مروان شربل تعرض الموكب الوهمي الذي يتقدم موكب عون للرصاص، دون وقوع إصابات.
وأعلن عون عن محاولة الاغتيال اثر وصوله الى منطقة البترون الشمالية، حيث كان على موعد العشاء لتياره السياسي قبيل منتصف الليل وبعد نحو 3 ساعات من المرور عند المخرج الشمالي للمدينة. وزير الداخلية مروان شربل، وإزاء التشكيك الذي قوبل به إعلان عون عن محاولة الاغتيال قال ان الاعتداء حصل فعلا على الموكب الوهمي الذي كان يتقدم موكب العماد عون، مؤكدا ان التحقيقات جارية لمعرفة مصدر الرصاص وملابسات الحادث.
وقد اتصل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالعماد عون مهنئا بالسلامة، وكذلك فعل النائب طلال أرسلان ومعظم أعضاء تكتل الثامن من آذار.
وتفقد مدعي عام الجنوب سميح الحاج مبنى قيد الإنشاء في صيدا على مقربة من مسجد بهاء الدين الحريري، يعتقد ان النار أطلقت منه وعاين مبنى آخر مجاورا.
العماد عون قال ان هذه المحاولة هي الرابعة لاغتياله، أملا ان ينكشف الفاعلون. وتساءل: لماذا يريدون اغتيالي؟ وأنا لم أقتل أو أسرق أحدا، لا بالجملة ولا بالمفرق.
وأضاف: لن يستطيع أحد إخراجنا من تصميمنا في المحافظة على الاستقرار نحن نمشي في عكس السير، الشرق كله، حوض البحر الأبيض المتوسط يشعلون فيه النار، وهكذا يريدون ان يصنعوا في لبنان، لكن في لبنان تمكنا من وقف الحريق خلال حرب 2006 وبعد 2006.
عضو تكتل الإصلاح والتغيير نائب جزين زياد أسود الذي كان زاره عون، قال لإذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله، ان محاولة اغتيال عون هي محاولة لإلغاء فريق سياسي بالكامل، ومن يحاول تكذيب هذه المحاولة هو فريق 14 آذار، وتحديدا المجموعة التي تتحدث عن حصول أحداث لتبني عليها أهدافا سياسية.
وقال: لا أحد يستطيع انكار ان الذي حصل قد حصل، ولقد كانت لدينا معلومات مسبقة، وتأكدت صحة هذه المعلومات بإطلاق الرصاص على الموكب لكن العناية الإلهية ساعدت وقدرتنا على استيعاب الوضع ساعدت أيضا. ورأى ان الغاية من الاغتيال تنفيذ مشاريع أميركا وإسرائيل في المنطقة.
عضو آخر في كتلة التغيير والإصلاح إبراهيم كنعان، كشف امس ولأول مرة عن تعرض العماد عون لمحاولة اغتيال أثناء جولته في زحلة عاصمة البقاع الشهر الماضي، حين تجمعت معلومات عن جهات تحاول معرفة الطريق الذي سيسلك خلال عودته الليلية، من أجل استهدافه.. وانه تم التكتم على الأمر حتى لا تسجل هذه المحاولة في خانة المحاولات التي أعلن البعض تعرضه لها. بدوره، أكد النائب العوني نبيل نقولا تعرض احد مواكب عون لإطلاق نار واتهم تيار «المستقبل» و«أعوانه» بالوقوف وراء إطلاق النار. مصدر نيابي في 14 آذار قال ردا على سؤال لـ «الأنباء» انه ينتظر نتائج التحقيق الذي باشرته الأجهزة الأمنية للوقوف على صحة ادعاء المحاولة، وأضاف: لا يكفي أن يقدموا سيارة اخترقت جدارها رصاصة ويقولوا هذا دليلنا، لأن السيارة المزعومة إصابتها تابعت الطريق إلى البترون ولم يكشف عليها مرجع امني في صيدا وبالتالي يمكن اطلاق الرصاصة عليها من اي سلاح في مكان آخر، المهم بنظر المصدر تقديم فراغة الرصاصة او الرصاصات التي لابد من ان تكون في مكان اطلاق النار. ونحن لا نرى حتى الآن سوى ادعاءات وتوظيف سياسي انتخابي مجرد من كل مصداقية.
إلى ذلك، انشغلت الأوساط الرسمية، بالتطور الأمني الذي تمثل بدخول قوة مسلحة من الجيش السوري الحر الأراضي اللبنانية في منطقة عرسال الحدودية وهاجمت مركزين للجيش اللبناني، ثم انسحبت قبل وصول تعزيزات الجيش اللبناني.
ولم يبلغ عن اصابات في الارواح وتردد أن الجيش الحر استولى على شاحنتي اسلحة كان الجيش اللبناني ضبطهما وهما في الطريق تهريبا الى داخل الأراضي السورية.
وتقول صحيفة الديار (8 آذار) ان 50 عنصرا من الجيش الحر و120 مسلحا آخرين استولوا على الشاحنتين المحملتين بألفي قذيفة «آر بي جي» و400 بندقية وعبوات ناسفة. وزاد مصدر سياسي مطلع لـ «الأنباء» على ذلك، رابطا تصريح قيادة الجيش بعدم السماح لأي طرف باستخدام الأراضي اللبنانية من أجل توريط لبنان في أحداث الدول المجاورة، بتصور الرئيس ميشال سليمان للاستراتيجية الدفاعية، والذي حصر دور سلاح المقاومة بالدفاع عن لبنان وليس عن سورية او ايران.
الرئيس سليمان سارع الى التنويه بما قام به الجيش في جرود عرسال لحماية الأراضي اللبنانية ومنع استخدامها من اي جهة، وقال ان تصرف المؤسسة العسكرية يصب في اطار تحييد لبنان عن صراعات الآخرين الذي اتخذته الحكومة وهيئة الحوار الوطني بمكوناتها كافة.
ودعا سليمان أهالي المناطق المجاورة والمحاذية للحدود إلى الوقوف بجانب جيشهم ومساعدة عناصره في مهامه الوطنية.