- ميقاتي متمسك بالاستقرار لا بالحكومة .. وجعجع لن يجلس مع فريق القتل
بيروت ـ عمر حبنجر
شن النائب سليمان فرنجية هجوما متوقعا على الرئيس ميشال سليمان بسبب مواقفه من النظام السوري، وقال فرنجية ـ وهو حليف قديم لذلك النظام ـ ان على الرئيس سليمان انتظار قرار القضاء في قضية الوزير السابق ميشال سماحة الذي اوقف ـ ولايزال ـ بعد العثور على كميات من المتفجرات في حوزته اعترف بأنه تسلمها من مكتب اللواء علي المملوك كبير قادة المخابرات في النظام السوري.
وكان الرئيس سليمان دعا القضاء الى الاسراع في اصدار القرار الاتهامي في الموضوع لكن اغتيال رئيس جهاز المعلومات اللواء وسام الحسن الذي كان يشكل مظلة امنية وارفة ارعب المتعاطين بهذا الملف بمن فيهم القضاة.
الخوف.. يجمد الملف
وقد شهدت محاورة تلفزيونية مع نائب بيروت نهاد المشنوق سجالا عنيفا بين المشنوق وبين قاضي التحقيق العسكري رياض ابوغيدا على الهواء اثر تهجم المشنوق على تلكؤ القضاء في اقفال ملف سماحة.
ويؤدي تجميد هذا الملف الى تجميد فرص ملاحقة اللواء السوري علي مملوك والمستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان وكل من ساهم في نقل المتفجرات بواسطة سيارة سماحة الى بيروت.
وكشــف مصــدر قضــائــي لـ «الأنباء» ان ثمة محاولات من جانب حلف دمشق في بيروت وعبر محامي الدفاع عن سماحة لاثبات عدم توازنه نفسيا تمهيدا لاخراجه من هذه القضية.
يذكر ان سماحة باق في سجن الشرطة العسكرية المريح بالنسبة اليه مادام ان قرارا اتهاميا لم يصدر بحقه، لكن عند صدور قرار الاتهام عن المحقق العسكري ابوغيدا ينقل حكما الى سجن رومية حيث يصبح تحت حراسة قوى الامن الداخلي التي كشفت متفجراته.
ويدافع محامو سماحة عنه بالقول: انه قد يكون نقل المتفجرات تحت ضغط معين لكنه لم يفجرها او يحاول تفجيرها، بل ان عملية التفجير لم تكن من شأنه اساسا.
فرنجية: لست راضياً عن الرئيس
وبالعودة الى تصريحات رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فقد اعتبر الاخير ان الرئيس سليمان ليس حكما، وقد اثبت الرئيس الوسطي فشله وانا لست راضيا عن تصرفه.
ويعكس عدم الرضا هذا رأي النظام السوري بالتأكيد، ويضيف فرنجية: انا مع رئيس للجمهورية له حيثية قوية في طائفته، معتبرا ان الرئيس سليمان يرى في مهاجمة سورية ما يفيد انتخابيا، لكنه نسي ان هذه اصبحت موضة قديمة، وان عليه ـ اي على الرئيس سليمان ـ ان ينتظر قرار القضاء في قضية سماحة.
فرنجية الذي كان يتحدث لقناة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله قال ان الرئيس نجيب ميقاتي حريص على طائفته، ولا يرضخ لبعض من وصفهم فرنجية بالزعران، الذين سيحاولون فرض رغباتهم على الطائفة السنية، مشددا على ان هدف 14 آذار من مقاطعة الجلسات النيابية وجلسات الحوار تعطيل الانتخابات والابقاء على قانون 1960، كاشفا ان نجله طوني سيكون مرشح تيار المردة للانتخابات المقبلة وانه شخصيا سيعتزل النيابة وليست السياسة.
من رفع الغطاء عن الحسن؟
وعن اغتيال اللواء وسام الحسن، قال فرنجية الوثيق الصلة بالنظام السوري: لو لم يرفع الغطاء عنه هل كان قتل؟
وسأل: من رفع الغطاء عن الحسن؟ من الذي باع وسام الحسن؟ البيع هو فعل الحلفاء وليس الاعداء، اذا سورية قتلت الحسن فمعناه ان ميشال سماحة بريء.
هولاند في بيروت اليوم
في غضون ذلك، يصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى بيروت صباح اليوم في زيارة خاطفة لثلاث ساعات.
ويفهم المسؤولون من هذه الزيارة انها لا تتعدى رسالة دعم فرنسية للرئيس ميشال سليمان الذي ارتفعت اسهمه الشعبية بشكل ملحوظ، وقد بات يمثل بالنسبة للدول الغربية دور حامي الوحدة الوطنية في لبنان وراعي الحوار.
وثمة بعد اضافي آخر لهذه الزيارة، فهي قد تجعل من الزيارة المقررة للرئيس ميقاتي الى باريس في 19 الجاري لزوم ما لا يلزم، ويبدو ان الاحداث الاخيرة والاغتيالات عدلت الموقف الفرنسي، اذ شعرت باريس بحرج من استقبال ميقاتي في الظرف الراهن، بما يظهرها وكأنها تدعم فريقا لبنانيا ضد آخر.
ويصل هولاند الى مطار رفيق الحريري الدولي الثامنة صباحا ويعد الاستقبال الرسمي له في قصر بعبدا، الذي سينتقل اليه توا، حيث يلتقي الرئيس سليمان ويتناول الفطور معه، ثم يعقد الرئيسان مؤتمرا صحافيا مشتركا، يتخلله سؤالان للاعلام الفرنسي ومثلهما للاعلام اللبناني، ويغادر بعدها هولاند الى الرياض، حيث سيكون الملف اللبناني على طاولة مباحثاته مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
إلغاء زيارة بلغاريا!
وثمة زيارة اخرى للرئيس ميقاتي الى بلغاريا الاسبوع المقبل، مازالت محاطة بعلامات الاستفهام بسبب الحرج الذي قد يقابله رئيس الحكومة فيما لو كشفت اجهزة الامن البلغارية عن تورط عناصر من حزب الله في اطلاق النار على الحافلة البلغارية منذ شهرين ما افضى الى مقتل اربعة اسرائيليين سواح.
على الصعيد الحكومي، جدد نائب بيروت نهاد المشنوق التأكيد على انه لا عودة الى حكومة الوحدة الوطنية التي جربناها ولم ننسها.
وقال في تصريح امس: هناك اقرار من المعنيين ان حكومة ميقاتي راحلة، وقد قطعنا مرحلة الاستقالة وبات الحديث حول شكل الحكومة، حكومة تكنوقراط محايدين.
بعكسه تماما، دعا النائب التقدمي الاشتراكي اكرم شهيب الى حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على الحياة، وقال للمؤسسة اللبنانية للارسال: لا اعتقد ان هناك شخصا غير مسيس في لبنان، حكومة مصغرة قادرة على مواجهة نار النظام السوري في لبنان، حيث اننا نرى النار ونلقي بأنفسنا فيها.
زوار الرئيس ميقاتي نقلوا عنه قوله: انا لست متمسكا بالحكومة بل بالاستقرار، ورئاسة الحكومة اليوم تكليف وليست تشريفا، وليس اسهل علي من ان استقيل وأترك موقعي واذهب، لكن ماذا سيحصل لو تركت؟ سيحصل فراغ.
لكن سفيرة الاتحاد الاوروبي في بيروت التي التقت الرئيس ميقاتي امس اكدت دعم الاوروبيين للمؤسسات الدستورية اللبنانية، وقالت ان زيارة الرئيس الفرنسي هولاند الى بيروت اليوم تأتي في هذا الاطار.
رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع شدد من جهته على ان قوى 14 آذار لا يمكنها الجلوس مع فريق لا يتوسل سوى القتل والعنف كلغة وحيدة للحوار، ولو انه يحترم المرجعيات المطالبة بهذا الحوار، لكنه يدعوها الى التفكير مليا فيما يقول، واضاف مخاطبا طلاب القوات في جامعة الانديو الذين فازوا بالانتخابات الطلابية امام فريق التيار الوطني الحر الذي لم يشارك في الانتخابات، لأنه مدرك خسارته: لقد عادت لغة الاغتيالات لأن موازين القوى مشابهة والضعف السياسي لديهم، سينعكس على الانتخابات النيابية.