- الغارة السورية على عرسال حركت السواكن السيادية في لبنان.. والسفير عبده يؤكد: حزب الله يدافع عن إيران في سورية لا عن النظام السوري
بيروت ـ عمر حبنجر
عرسال تحت الضوء الساخن مجددا، والسؤال بعد قصف هذه البلدة اللبنانية الشهيرة بصخورها الصلبة ومناخها البقاعي الجاف من قبل مروحيات النظام السوري هو ماذا لو تكرر قصف عرسال وجوارها من الجو او الارض، هل تنفذ الدولة تهديدها بمراجعة الجامعة العربية ومجلس الأمن؟ وهل ينفذ الجيش اللبناني تهديده بالرد على مصادر النيران؟
التقدير ان الاختراقات السورية النظامية للحدود اللبنانية لن تتوقف عبر الحدود الرخوة بين البلدين، وفي ظل اصرار النظام على متابعة مواطنيه الهاربين من جحيمه الى داخل الاراضي اللبنانية، بقذائف الراجمات وصواريخ الطائرات، فهل ينفذ الرئيس ميشال سليمان تلويحه بمراجعة الجامعة العربية والأمم المتحدة؟
عمليا مثل هذا الاعلان الرئاسي لن يكون اكثر من موقف تسجيلي للتذكير بان لبنان بلد ودولة ذات سيادة، اما ابلاغ الجامعة، فلن يتعدل الموقف الاعلامي، لان الجامعة في حالة مقاطعة للجانب السوري، في حين تبدو مراجعة مجلس الأمن، بلا طائل في ظل الفيتو الروسي الحامي لممارسات الحليف في دمشق.
وتقول مصادر 14 آذار لـ «الأنباء» ان المعارضة السورية التي خبا وهجها بعد سقوط القصير، بصدد شن هجمات مضادة وسط اجواء دولية مساعدة نسبيا، وان الرهان على المعارضة السورية، هو السبيل الاسلم لمواجهة تطاول النظام وحلفائه على سيادة واستقرار لبنان.
ويقول النائب مروان حمادة ان 14 آذار سترفع مذكرة الى الرئيس سليمان بهذا الصدد وستتضمن الرد على انخراط حزب الله في الحرب ضد الشعب السوري، بلا مبالاة باستقرار لبنان.
وفي هذا السياق، يقول السفير اللبناني السابق في باريس جوني عبده، ان حزب الله لا يدافع عن النظام السوري في سورية، انما عن النظام الايراني، لان سقوط النظام الايراني، يبدأ في سورية وينتهي في طهران.
السفير عبده يعتبر ان الاسد سقط عمليا، والا لما كان استعان بحزب الله، وسمع للامين العام لهذا الحزب بأن يدعو خصومه الى النزال في سورية، وكأن سورية باتت ساحة مفتوحة، واكثر من ذلك الابتهاج بسقوط القصير وكأن الحزب اسقطها، ملغيا دور جيش النظام، وهذا ما يبدو ان كلام الحزب قد توقف حوله، نتيجة المراجعة من جانب النظام.
عبده قال ان الايرانيين يستهدفون الخليج في نهاية الامر، واعتبر ان الحملة على القاعدة والتكفيريين مفبركة، وكشف عن ان احد مراسلي قناة سي.ان.ان الاميركية اجرى مقابلة مع بن لادن ذات يوم بتدبير من مستشار الرئيس الراحل لدى حزب الله، الذي اعطى ملامحه دون ان يسميه ليؤكد ان القاعدة وفتح الاسلام اختراع ايراني ـ سوري.
لافتا الى تصريحات أيمن الظواهري التي تشكل رافعة للأسد وطهران كلما أصاب موقفهما الوهن.
وقال ان الرئيس ميشال سليمان انسان وطني وصادق ولا يهتم بالشعبوية.
ولاحظ ان حزب الله يقول «المقاومة الإسلامية في لبنان وليس المقاومة الإسلامية اللبنانية» لأنه لا يتقبل الرأي الآخر، وهذا دأب التكفيريين، وان الشاب الذي قتل أمام السفارة الايرانية قتل لأنه ضد الثورة ولذلك قتل وليس لأنه شيعي وحسب.
وفي حديث لقناة المستقبل قال جوني عبده ان الأميركي سلم الإيرانيين العراق ثم أفغانستان وطالبان تتفاوض مع الإيرانيين لتسلم الحكم.
ولاحظ أيضا ان العماد ميشال عون لم يعلق على قصف الطيران السوري لبلدة عرسال. وكانت مروحية عسكرية سورية أطلقت صواريخها على ساحة عرسال يوم الأربعاء، فيما أعلن الجيش اللبناني انه اتخذ اجراءات للرد الفوري على اي خرق جديد.
هذه الغارة شدت الأنظار عن الفشل الذي واكب محاولات المجلس الدستوري الانعقاد للبت في الطعون المقدمة ضد قانون التمديد لمجلس النواب.
لكن السفارة الأميركية في بيروت تدخلت بشكل مباشر عبر تغريدة لها على «تويتر» لحث المجلس الدستوري على المتابعة في بحث الطعنين المقدمين من الرئيس ميشال سليمان والعماد ميشال عون ضد قانون التمديد لمجلس النواب، ما أوجب على المجلس تحديد موعد جديد وأخير للاجتماع يوم الثلاثاء المقبل أي قبل يومين من انتهاء ولاية مجلس النواب وبدء سريان مرحلة التمديد 17 شهرا.
في تغريدتها نبهت السفارة الأميركية من تآكل اضافي للديموقراطية في لبنان بإشارة ضمنية الى عجز المجلس الدستوري عن تأمين نصاب اجتماعه لليوم الثاني على التوالي بسبب غياب العضوين الشيعيين والعضو الدرزي في المجلس، وطلبت السفارة من المجلس الدستوري الانعقاد والبت في الطعون.
ورد رئيس مجلس النواب نبيه بري الداعم للتمديد النيابي ان موقف المتغيبين عن اجتماع المجلس انطلق من القانون ومن الحرص على درء الفتنة.
ما حصل في المجلس الدستوري يستكمل المشهد الطائفي المأزوم في لبنان، وتساءل رئيس المجلس د.عصام سليمان عمن ادخل لوثة الطائفية الى اعلى مؤسسة دستورية في لبنان، مهددا بفضح الامور وتسمية الاشياء بأسمائها.
والخطير فيما يجري عبر المجلس الدستوري هو جعل التخلف عن القيام بالواجب فضيلة ووصف من يقوم بواجبه بالمتآمر على المصلحة الوطنية. وكشف د.سليمان ان ورقة الملاحظات حول ادائه ملفقة وتهدف الى تبرير عدم انعقاد المجلس الدستوري. على ان الاجواء السياسية السائدة لا توحي بأن ما تعذر حسمه في الجلسات الدستورية الماضية يمكن حسمه في جلسة الثلاثاء المقبل.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان فريق بري ـ جنبلاط الذي عطل نصاب جلسات المجلس الدستوري بغياب ممثليهما عنه يفضل ان يسقط الطعن الذي تقدم به الرئيس سليمان بفقدان النصاب، وليس بأي وسيلة اخرى، حرصا على معنويات رئيس الجمهورية واحتراما لوجهات نظره.
لكن ثمة مقابل لذلك يتمثل في تسهيل تشكيل الحكومة سريعا. وفي هذا السياق، يتعين ان يصعد الرئيس المكلف الى بعبدا يوم الاربعاء اي بعد فشل المجلس الدستوري في الانعقاد الثلاثاء ومعه تشكيلة حكومية.
المصادر المعنية كشفت لـ «الأنباء» ان حزب الله تخلى عن المطالبة بالثلث المعطل في الحكومة ضمن اطار هذه الصفقة، لكنه تمسك بالمشاركة في الحكومة لأن هذه المشاركة تعكس الاعتراف به كجزء من الشرعية اللبنانية، ويبقى: هل يقبل تمام سلام بإشراك الحزب وبأي صفة؟ ذلك هو السؤال.