- بري يعتبر النظام القائم مولداً للأزمات والحروب ويستغرب رفض 14 آذار لصيغة الـ «9-9-6»
بيروت - عمر حبنجر
أخفقت الاجتماعات التمهيدية الأميركية- الروسية- الأممية لمؤتمر جنيف 2، تبعا لانطلاقتها بعجلات مثقوبة، وتأجل الاجتماع الى أجل غير مسمى.
مثل هذا التأجيل كان متوقعا في لبنان، الذي لطالما استعجل المؤتمر من اجل حل روابطه القسرية بالأزمة السورية، أكان لجهة مشاركة حزب الله المباشرة في هذه الأزمة وما استتبعها من مشاركة لبنانيين آخرين دفاعا عن المعارضة او لجهة قوافل النزوح السوري الى لبنان، والتي فاقت طاقة هذا البلد على الاحتمال.
إلى ذلك، كان هناك اهتمام لبناني بتقصي المعلومات عن نتائج المحادثات السعودية- الأميركية التي جرت قبل يومين وإمكان انعكاسها على الوضع اللبناني وبالذات الوضع الحكومي.
ووفق مصادر المتابعين، فإن حاصل هذه المحادثات لم يكن بقدر المأمول والمرتجى، كما بدا ان الملف الحكومي اللبناني باق في دائرة الانتظار، وفي هذا السياق لم يحدد موعد نهائي لزيارة الرئيس ميشال سليمان الى السعودية.
كل هذه الأمور ناقشها الرئيس سليمان مع رئيس الحكومة المكلف تمام سلام في بعبدا أمس.
وتحدث سلام عن صعوبات وموانع عديدة حالت دون تأليف الحكومة، «لكن هذا لم يمنعني شخصيا، مع دعم الرئيس سليمان والناس، على المزيد من الصبر لأن الخيارات ليست سهلة، و7 أشهر انتظار عبء كبير علي، وقد حاولت تأليف حكومة «المصلحة الوطنية» والله يصبرنا ويصبر الناس معنا».
وردا على سؤال قال« لو وجدت في الاعتذار مخرجا من الأزمة لما ترددت، المهمة صعبة وشاقة لكن الإرادة عندي وعند الرئيس الاستمرار بمحاولة تأليف الحكومة، وهذا ما يجعلني أصبر وأتحمل وأعض على الجرح».
وتوقف المراقبون في بيروت امس أمام قول رئيس مجلس النواب نبيه بري ان النظام اللبناني القائم مولد للأزمات والحروب وحرام ان يبقى وسأل بري عن العلاقة بين تأليف الحكومة والطلب من حزب الله الانسحاب من سورية، وتعليقا على اشتراط 14 آذار ذلك قال: صار فينا مثل الرجل الذي طلق زوجته بسبب مؤتمر كامب ديفيد. والحكومة الحالية ليس فيها 14 آذار والآن يعرض عليهم الثلث المعطل. فلماذا يرفضون؟ فما هو السبب الحقيقي للرفض؟ ولذلك قلت انهم هم من يعرقل تشكيل الحكومة، مع العلم اننا لا ننطلق من مبدأ الرابح او الخاسر في سورية، فإذا خسرت سورية فجميعنا هنا خاسرون.
علما ان هناك من يقاتل في سورية منذ سنة و8 أشهر قبل حزب الله والأمثلة كثيرة.
وردا على الرئيس بري، قال النائب مروان حمادة عضو 14 آذار: كل الاحترام للرئيس بري لكن كل ما يعرضه على 14 آذار هو ثلث معطل، نحن نريد حكومة تعمل وتنتج وليس ثلثا معطلا الى حلبة ملاكمة بين 14 و8 آذار وبين حزب الله المقاتل في سورية، والمنتشر في لبنان والمتغلغل في كل شاردة وواردة، امنية وسياسية وقضائية، كلا، لا تركب الحكومات على هذا الاساس ولا تدوم.
وعن الاجتماعات مع الرئيس سعد الحريري في باريس، قال حمادة: كان هناك تقويم وليس اجتماعات كاملة، لان الرئيس أمين الجميل والدكتور سمير جعجع لم يغادرا بيروت، وقد عاد الرئيس السنيورة ووصفهم في التوصيف الذي حصل مع الرئيس الحريري، وهي ان جر 14 آذار من الحكومة الحيادية الى حكومة 8.8.8 ثم نسف هذه الصيغة والقول ان فرصتكم الاخيرة هي حكومة 6.9.9 والا التهويل بالاتي الاعظم، وكان الموقف ان نتمسك بحكومة حيادية للناس وان تعود الخلافات الى طاولة الحوار وقلنا لينسحب حزب الله من سورية لانه وهو جالس على طاولة مجلس الوزراء بينما يقاتل في سورية، وفي كل انحاء العالم، فهذا لا يستقيم مع عمل حكومي بناء.
ولاحظ حمادة أن جنبلاط لم يحرق سفنه مع 14 آذار ولا تمركز نهائيا مع شواطئ 8 آذار وبقي تموضعه الحالي الحيادي.
وتعليقا على قول بري ان هذا النظام مولد للحروب وحرام ان يبقى، قال حمادة: اتمنى ألا يكون في هذا الكلام خروج على اتفاق الطائف.
في غضون ذلك تواصل كتلة الاصلاح والتغيير ملامسة الاستحقاق الرئاسي من خلال الاضاءة على مواصفات للرئيس المقبل.
وأعلنت في رد ضمني على مصادر بعبدا ان الرئيس القوي هو الرئيس الذي يستند الى تمثيل شعبي وقوة ذاتية تمنحه الجرأة والاقدام، ورفضت الكتلة مبدأ التمديد والفراغ حتى في الحكومة.
وذروة الحملة الرئاسية، تمثلت في اطلاق السهام على رئيس الجمهورية ميشال سليمان من خلال مؤتمرات طائفية، تحت شعار الدفاع عن الاقليات المسيحية في البلدان العربية في وجه اكثريات اسلامية لطالما كانت الحاضنة لها على مدى التاريخ، انتصارا من هذه المؤتمرات لأنظمة عانى منها لبنان والمسيحيون خصوصا الامرين.
وتجاهل الرئيس سليمان سهام التكتل العوني، ودعا في احتفال قضائي، القضاة الى الا يتركوا الخوف يلج قلوبهم ليزينو «البوم» الدولة بصورة جميلة، بعدما كادت العصابات المتنوعة ان تأتي على هيبتها.
وأضاف: ما احوجنا اليوم الى الاحكام الحازمة والعدالة حيال مخططي ومنفذي الاغتيالات ومرتكبي المجازر في الضاحية الجنوبية وفي طرابلس، هذه المدينة العزيزة، ما بات يحتم ترسيخ العدالة والقانون واقتلاع المتاريس والدشم.
في غضون ذلك أعلن وزير الداخلية مروان شربل انه لم يوافق على الطلب الذي تقدم به الحزب العربي الديموقراطي عبر محافظ الشمال للتظاهر من جبل محسن الى ساحة النور في طرابلس يوم الجمعة المقبل، وقال ان خروج اي نوع من انواع التجمعات من جبل محسن الى اي مكان في طرابلس سيؤدي الى عواقب غير محمودة، وحتى لا نكون امام «بوسطة» عين رمانة جديدة كالتي اشعلت الأحداث في لبنان عام 1975. شربل قال بعد زيارته الرئيس نبيه بري في عين التينة، ان ثمة افكارا مهمة لدى الرئيس نبيه بري نحن ندرسها الآن.
وقال رفعت عيد للوزير شربل بعد الاتصال به لاستيضاح مبررات رفضه التصريح بالتظاهرة لاسباب امنية: انكم بذلك تثبتون وجهة نظرنا بأن الدولة التي لا تستطيع حماية مسيرة كيف تستطيع تأمين أمن شعب.
ورصدت الاجهزة الأمنية اللبنانية رتلا من ست دبابات سورية تدعمها سبع راجمات صواريخ (40 فوهة) خلف الساتر الترابي الفاصل بين بلدة «حكر الضاهري» السورية، وبين الجانب اللبناني من هذه البلدة، حيث منزل علي عيد رئيس الحزب العربي الديموقراطي.
وقال مصدر أمني لبناني ان قوات امنية داهمت منزل عيد ليل الاثنين ـ الثلاثاء تنفيذا للمذكرة القضائية بحقه، لكنها لم تعثر عليه، وبعد ساعات من المداهمة ظهرت الدبابات السورية والراجمات موجهة مدافعها الى داخل الاراضي اللبنانية.
وواكب هذا التمركز العسكري تسليط الاضواء الكاشفة باتجاه منزل عيد ومحيطه.