بيروت - زينة طبّارة
رأى رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون ان اللبنايين لم يروا في تهديدات ووعيد نائب حزب الله محمد رعد، سوى نحيب وصراخ من متألم على وعود بالنصر لم يتمكن مطلقها السيد حسن نصر الله من ان يجعلها صادقة هذه المرة ويكللها بهالة إلهية، معتبرا بالتالي ان رعد لم يكن ليخرج عن الادبيات السياسية ويلجأ كعادته الى التذكير بسلاحه الايراني، لو لم يتأكد له ان زمن سيطرة الولي الفقيه على الساحتين اللبنانية والعربية قد انتهى وباتت احلامه الاقليمية قاب قوسين من التبدد والاضمحلال، مؤكدا لرعد ان التهديد بقطع الايادي وسحب القلوب ما عاد يجديك نفعا في فرض مشيئة حزبك وقياداتك الايرانية على اللبنانيين، وما عليك بالتالي سوى استلحاق مقعد في القطار اللبناني قبل ان يفوتك وزملاءك في حارة حريك ويترككم منتظرين نصرا جديدا إلهيا على ضفاف نهري الغدير والليطاني.
ولفت شمعون في تصريح لــ«الأنباء» الى ان ما فات النائب الدونكيشوتي محمد رعد هو ان حزبه الإلهي لم يتمكن يوما من اخضاع قوى 14 آذار وهو في اوج سطوته، وسلاحه حائز اوسع غطاء اقليمي ودولي، فمن الطبيعي بالتالي الا يرهبها اليوم اصبع مرفوعة ورأس محموق وخطيب غاضب يهدد بالويل والثبور، وعظائم الامور، متسائلا ما اذا كان رعد بحاجة دائمة لتذكيره بما يدركه اكثر من سواه، وهو ان سلاحه إلهيا كان او شيطانيا، اصبح مجرد خردة في مستودعات الضاحية والجنوب والبقاع، ولم يعد صالحا لفرض تشكيلات حكومية على مقاس السياسة الايرانية ورغم انف اللبنانيين، مقدما بالتالي النصيحة لحزب الله بأن يعتمد خيارا من اثنين، اما ان يعود الى الدولة ويسلم سلاحه للشرعية اللبنانية ويشارك في صناعة السياسة اللبنانية على قاعدة لبنان اولا، واما ان يبيع هذا السلاح في سوق الحديد والنخاسة ويستثمر ثمنه في الشؤون الزراعية!
وفي سياق متصل، لفت شمعون الى ان هيستيريا رعد وتهديداته العلنية بقطع ايادي اللبنانيين وقوى 14 آذار والتصرف بغير الدفاع عن النفس، لا يمكن تمييزها سواء بالشكل او بالمضمون عن تهديدات حليفيه النائب السابق علي عيد ونجله رفعت باشعال حرب اهلية على كامل الاراضي اللبنانية، معتبرا بالتالي انه من الطبيعي ان تتزامن تهديدات حزب الله مع تهديدات الحزب العربي الديموقراطي مادامت المدرسة واحدة والمعلم واحدا ومصدر التعليمات والاملاءات واحدا، ومادام الشعور مشتركا بينهما بأن زمن دويلاتهم ومربعاتهم الامنية شارف على نهايته، وانهما سيدفعان لاحقا فاتورة ما تطبخه الرئاسة الايرانية الجديدة من خلال انفتاحها على الغرب او على ما سمي سابقا بالشيطان الاكبر.
وختم شمعون لافتا الى ان اللبنانيين ملوا سماع تهديدات رعد ووعيده، خصوصا ان صوتهم في الساحات اثبت عن جدارة انه افعل واقوى من صواريخ الوعود الصادقة، وان ارادتهم في بناء الدولة اصلب من ارادة الولي الفقيه في خطف لبنان وجعله حديقة خلفية لسياسته ومشاريعه وتطلعاته، مؤكدا بالتالي ان الحكومة العتيدة لن تكون بمشاركة حزب الله بالثلث المعطل ولن تقوم على قاعدة حماية السلاح غير الشرعي والمشاركة في الحرب السورية شاء رعد ام ابى، وما عليه بالتالي سوى ان يبدأ بشحذ السكاكين والسيوف على صورة داعش وجبهة النصرة والتكفيريين، تهيئة لقطع ايادي اللبنانيين ان استطاع الى ذلك سبيلا، مناشدا الرئيس المكلف الافراج عن التشكيلة الحكومية لتلاقي مسعى الرئيس سليمان في ترسيخ حياد لبنان عن التطورات في المنطقة.