- لافروف في مؤتمر صحافي مع باسيل: لا أفضلية لدينا حول الرئيس اللبناني
بيروت ـ عمر حبنجر
من الواضح للمراقبين في بيروت ان مشهد اعضاء مجلس النواب اللبناني وهم يغادرون قاعة المجلس «جاريّن» خطى الفشل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية سيتكرر يوم الاربعاء المقبل وما بعده من اربعاءات مصحوبا بإعلان رئيس المجلس نبيه بري عن موعد انتخابي جديد.
في الجلسات اللاحقة لن تكون هناك اوراق بيضاء او سوداء كما وصفها «المستقبل»، انما لعبة افقاد النصاب القانوني لانعقاد الجلسة الانتخابية (ثلثا اعضاء المجلس) هي من ستكون البديل للورقة البيضاء التي اجهضت اول جولة انتخابية على مستوى الاستحقاق الرئاسي، وريثما تصل كلمة السر الخارجية، موحية بمن يجب ان يضع النواب بأكثريتهم اسمه كاملا ودون اضافات او رموز في صندوق الاقتراع الزجاجي.
وهذا دونه ايضا استحقاقات اقليمية كثيرة، الانتخابات الرئاسية السورية في مطلع يونيو، فالانتخابات العراقية، ولا ننسى الانتخابات المصرية، وربما لاحقا انتخابات نصف الولاية للكونغرس الاميركي، كل هذه المحطات مطلوب ان تمر قبل الوصول الى ساعة الفرج اللبنانية.
لقد اثبتت الجولة الانتخابية الاولى ان فريق 14 آذار قادر على صيانة وحدته السياسية، وهذا يعتبر عنصر الانتصار فيما حققه سمير جعجع من ارقام نيابية الى جانب تكريسه شخصيا كقطب سياسي بحيثية نيابية الى جانب حيثيته الحزبية، بقدر ما اثبتت تلك الجولة شدة انتماء العماد ميشال عون الى فريق الورقة البيضاء الذي حقق الفوز على 14 آذار في الجولة الاولى من السباق الى بعبدا، بفارق اربعة اصوات، وبالتالي اثبت انه مع تمايز الكتلة الجنبلاطية الوسطية يستطيع افشال اي محاولة لاكمال نصاب اي جلسة انتخاب لا يرتاح مسبقا لنتائجها.
اما بالنسبة للنائب وليد جنبلاط فقد عاد بالاصوات الستة عشر التي حققها مرشحه هنري حلو الى موقع «بيضة القبان» في لعبة الانتخابات الرئاسية، وانه ان لم يكن قادرا على بلورة قوة سياسية ثالثة تضاهي 8 و14 آذار فإنه امسك بأصواته الستة عشر القادرة على تأمين الاكثرية لأي الفريقين.
بيد ان اوساط اللقاء النيابي الديموقراطي الذي ينتمي اليه المرشح هنري حلو لفتت لـ «الأنباء» الى ان المجال بات مفتوحا امام حلو للمنافسة في الجولات الانتخابية المقبلة كمرشح اعتدال ووسطية، ما يوحي ان ترشيحه مدعوما من وليد جنبلاط، ليس مجرد عملية تمايز عن 8 و14 آذار انما هناك في بعض الاوساط العربية والفرنسية من بدأ يتحدث عنه، كمرشح بمواصفات مطلوبة، موجود وقادر على التحدي والمنافسة.
اما عن انتقاد البعض خصوصا تيار المستقبل لإعلان ترشيح حلو من منزل رئيس كتلته النيابية وليد جنبلاط، فقد ذكرت الاوساط انه سبق للرئيس الراحل كميل شمعون ان اعلن ترشحه من منزل كمال جنبلاط عام 1952، واذا كان بعض الموارنة نظر الى هذا الترشيح من زاوية هاجس طموح كمال جنبلاط لتوسيع دوره على حساب نظام المارونية السياسية الذي كان سائدا في ذلك الوقت، فإن وليد جنبلاط ليس في هذا الوارد الآن ولا الظروف السياسية الراهنة بعد الطائف تبرر مثل هذه المخاوف.
من هنا ترى اوساط اللقاء الديموقراطي ان تبني جنبلاط لترشيح النائب حلو لا يختلف كثيرا عن تبني «المستقبل» ومن بعد 14 آذار لترشيح د.سمير جعجع.
وحذرت الاوساط من اتجاهات لدى بعض اوساط 14 آذار مناقضة تماما لما كانت عليه الحال في الجولة الانتخابية الاولى.
وما يمكن الخشية منه هو ان تكون الجولة الانتخابية الاولى هي الجلسة الاخيرة من تأمين نصابها وريثما يتم التوافق على رئيس لا ينفرد بترشيحه اي من الفريقين المتنازعين.
هذا الواقع اثار امتعاض الرئيس ميشال سليمان حسب بعض زوار بعبدا من بعض الزعماء الموارنة دون ان يسميهم.
ويقول هؤلاء الزوار لـ «الأنباء» ان رئيس الجمهورية شبه التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي من جانب بعض هؤلاء الزعماء كتعاطيهم مع قانون الانتخابات النيابية الذي سموه بالارثوذكسي والذي تمسكوا به تحت عنوان نحن من يختار الرئيس ولا احد يفرضه علينا.
والآن يخشى الرئيس سليمان ان تؤول امور الرئاسة الى ما آل اليه القانون الارثوذكسي للانتخابات، حيث ضاع القانون ومعه الانتخابات النيابية.
من جهته، التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي الاشد حراكا من اجل انتخاب رئيس الجمهورية رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل مغادرته بيروت الى روما في زيارة تستمر حتى السادس من مايو يلتقي خلالها الرئيس سعد الحريري الاحد المقبل.
وردا على سؤال حول دعوته الى قمة روحية للضغط على النواب، قال: هذا ليس ضروريا، فواجب النائب ان يحضر الى مجلس النواب وهو موكل لانتخاب رئيس للجمهورية ولا يحق له التصرف وكأن الوكالة ملك خاص، ودعا الى اتخاذ تدابير بحق النائب الذي يغيب عن الجلسة دون عذر مقبول، وليس بطولة ان نكسر نصاب الجلسات.
وعن القمة الروحية التي تحولت الى مؤتمر وطني، والمفترض عقدها في بكركي بعد عودة البطريرك، علمت «الأنباء» ان الرأي استقر على تحويل القمة الروحية الى لقاء روحي تشاوري، بحيث يشمل حضورها شخصيات دينية بارزة غير رؤساء الطوائف بغرض عدم ابراز دور مراجع دينية بارزة ونزولا عن ضغوط سياسية معروفة.
ومن موسكو، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية لبنان جبران باسيل ان عملية انتخاب الرئيس اللبناني تعكس خصوصية التركيبة السياسية للدولة اللبنانية، وقال: ليس لدينا افضلية في هذا الشأن، وسنتعامل مع اي شخصية ينتخبها البرلمان بناء على الدستور، نافيا ضمنيا ما تردد عن دعم موسكو لمرشحين للرئاسة اللبنانية.
واشار لافروف الى استعداد بلاده لتقديم المساعدات العسكرية للجيش وقوى الامن وفي موضوع النازحين السوريين.
اما باسيل فقد دعا الى البحث عن اشكال حل جديدة من اجل التعاون على حل قضية النازحين السوريين الى لبنان وايجاد الظروف الملائمة لاعادتهم الى بلدهم، وقال باسيل: يمكن لروسيا ان تلعب دورا في تعزيز استقلالنا، ودعا الى رئيس قوي وحكومة قوية.