1 ـ التصويت: أفضت الجلسة الانتخابية الى حصيلة لم تكن مفاجئة الى حد بعيد إلا في بعض الفوارق التي برزت في نتائج التصويت، إذ نال د.سمير جعجع 48 صوتا بفارق 4 أصوات عما كان مقدرا أن يحصل عليه، ونال مرشح جبهة النضال الوطني النائب هنري حلو 16 صوتا، أي بزيادة 6 أصوات عن كتلة جنبلاط (اللقاء الديموقراطي)، وصوت فريق 8 آذار بأوراق بيضاء بلغ عددها 52 صوتا:
1 ـ يضاف الى 52 ورقة بيضاء 7 أوراق سوداء (حسب وصف السفير جوني عبدو) اعتبرت ملغاة وحملت أسماء شهداء وضحايا سقطوا خلال الحرب اللبنانية في الثمانينيات سبق أن اتهم جعجع بالتورط في قتلهم (ورقة باسم رشيد كرامي وورقتان باسم طارق داني شمعون وورقة باسم الياس الزايك وورقة باسم داني شمعون وورقة باسم جيهان طوني فرنجية). وذكرت معلومات ان من وضع هذه الأوراق هم نواب من التيار الوطني الحر والبعث والقومي، وتردد أن أحد نواب «الوفاء للمقاومة» أو النائب عاصم قانصوه وضع اسم رشيد كرامي. وفيما لم يقر أحد منهم بتدوين أي من هذه الأسماء، جاهر النائب زياد أسود بأنه خرق قرار تكتل التغيير والإصلاح بالتصويت بورقة بيضاء وقال إنه صوت لجيهان طوني فرنجية. (أما المغلف الفارغ فقد وضعه النائب محمد كبارة).
2 ـ الأصوات الـ 16 التي نالها حلو هي إضافة الى نواب جنبلاط ما عدا أنطون سعد الذي صوت لجعجع: الرئيس نجيب ميقاتي، ميشال المر، أحمد كرامي، محمد الصفدي، نقولا فتوش وفريد الخازن الذي أعلم عون بذلك واستأذنه بحكم العلاقة التي تربطه بالنائب حلو.
3 ـ نال الرئيس أمين الجميل صوتا واحدا مع أن نواب الكتائب صوتوا لجعجع. ورفض نواب من 14 آذار محاولة فريق 8 آذار النيل من مقام الرئيس الجميل بتصويره أنه لم ينل سوى صوت واحد. ونقل عن النائب سامي الجميل قوله «إذا بدنا نكرم الرئيس الجميل منعطيه صوت واحد؟ عيب».
وغمز الكتائب من قناة نواب 8 آذار معتبرين ان «بعضهم سعى الى دق إسفين بين الكتائب والقوات»، فيما أوضح الرئيس الجميل مساء أن نواب الحزب صوتوا لجعجع وأنه لا يعرف من وضع اسمه لكن هذا العمل مدسوس ولا يليق بالوضع الديموقراطي البرلماني.
4 ـ ساد لغط بشأن تصويت النائبين ميشال المر ونايلة تويني (حفيدته)، وبعدما ترددت معلومات عن تصويتهما لمصلحة «هنري حلو»، سربت أوساطهما أن المر صوت لـ «حلو» فيما صوتت تويني لـ «جعجع».
2 ـ داخل الجلسة:
٭ علم ان أوساطا ديبلوماسية واكبت الجلسة أعربت عن عدم ارتياحها الى الجو الذي سيسود في الجلسة النيابية المقبلة. (السفير الفرنسي باتريس باولي جلس في الجانب المخصص للضيوف، والتقط عددا من الصور. كان يبتسم طوال الوقت، لعل المشهد العام داخل القاعة كان جديدا بالنسبة إليه والى الوفد الذي رافقه من «جمعية الصداقة اللبنانية ـ الفرنسية» في البرلمان الفرنسي).
٭ حضر عدد من المرشحين للرئاسة وهم: نادين موسى، بشارة أبويونس، وتريسي شمعون التي لفتت الى أن ترشيحها رمزي ضد د.جعجع وشوهدت تتحدث مع النائبين أسعد حردان وعاصم قانصوه.
٭ بدا لافتا حرص النائب جنبلاط على إلقاء التحية على أكثرية النواب ومصافحة النائبة جيلبيرت زوين وتقبيلها، فيما سجلت مصافحة بين النائبين جورج عدوان وسليمان فرنجية وعناق حار بين النائبين سامي الجميل وابراهيم كنعان.
٭ لبست النائبة ستريدا جعجع ثوبا أحمر لافتا لتكون أول نائبة تنتخب زوجها لرئاسة الجمهورية. وكانت جعجع آخر الواصلين وصافحت غالبية النواب. والوحيد الذي تجاهلها النائب سليمان فرنجية، لم يتصافحا على رغم وجودهما قرب بعضهما البعض. (النائبة جعجع بدت مستاءة من التصويت غير المسؤول (عبر الأوراق الملغاة) واعتبرته دليلا على الإفلاس السياسي للفريق الذي صوت بهذا الشكل. وقالت جعجع وهي تخرج من القاعة العامة إنها أول نائب يتسنى لها التصويت لزوجها مرة للعفو من السجن ومرة ثانية لرئاسة الجمهورية).
٭ سجل في ختام الجلسة «عتاب» بين النائب محمد رعد والنائب جورج عدوان، ربما بسبب عدم إعطاء الكتلة موعدا لوفد القوات اللبنانية لتقديم برنامج د.سمير جعجع. وسرعان ما انضمت النائبة ستريدا جعجع الى هذه الدردشة الطويلة. (حزب لله لم يحدد موعدا طلبته كتلة القوات اللبنانية، أما تيار المردة فإنه أرجأ الموعد الى ما بعد جلسة 23 ابريل).
3 ـ بعد الجلسة:
٭ عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض لخص مشهد الجلسة بالقول: «طوي ملف ترشيح جعجع وبدأ الجد». في حين وصف عضو كتلة «البعث» النائب قاسم هاشم ما حصل بالقول: «اليوم جعجعة وانتهت (في إشارة الى عدم فوز جعجع بالرئاسة)، وغدا طحين. حقنا مارسناه من ضمن اللعبة الديموقراطية».
٭ الرئيس السنيورة قال ردا على ما إذا كانوا راضين عن سير التصويت وما إذا كانوا يعلمون من هم النواب الذين أخلوا بالالتزام إنه راض عن التصويت ولم يفاجئه بل كان متوقعا، مؤكدا ان سير العملية الانتخابية كان ديموقراطيا وهادئا. فيما علق عدوان بضحكة عريضة: «إننا نقيم مع السنيورة التصويت لمحاولة معرفة «قصة الصوتين الضالين».
٭ حاول إعلاميون الاتصال بالنائب خالد الضاهر لاستيضاح سبب تمنعه عن حضور الجلسة، فأجاب مدير مكتبه أنه مسافر في قضية عمل، ولدى السؤال إذا كان سفره هروبا سياسيا من التصويت لجعجع، أجاب أنه سفر اضطراري، فيما يتساءل البعض إذا ما كان سفرا اضطراريا سياسيا.
٭ نقل عن النائب أحمد فتفت تساؤله ماذا سيكون موقف النائب جنبلاط «لو أن اجتماعا مسيحيا انعقد لتسمية من سيكون زعيم الدروز»، في إشارة الى ترشيح جنبلاط النائب حلو لرئاسة الجمهورية.