بيروت ـ زينة طبارة
رأى المرشح لرئاسة الجمهورية عضو جبهة النضال الوطني واللقاء الديموقراطي الذي أعيد إحياؤه النائب هنري حلو، أن الدورة الأولى من عملية انتخاب الرئيس لم تكن ديموقراطية فحسب إنما أيضا لبنانية مئة بالمئة، خصوصا بعد أن سرت العديد من الشائعات حول توجه البعض لتعطيل الجلسة ونسف الانتخابات برمتها، معتبرا في المقابل أن انسحاب فريق 8 آذار إثر إعلان الرئيس بري نتائج الدورة الأولى، ومن ثم تعطيل نصاب الدورة الثانية، ما هو إلا نتيجة طبيعية لعدم وجود مرشح للفريق المنسحب وعدم نضوج الطبخة الانتخابية لديه، معربا عن أمله في أن يكتمل النصاب يوم الأربعاء المقبل وأن تبقى العملية الانتخابية برعاية اللبنانيين وحدهم دون أي تدخلات وضغوطات خارجية، عل وعسى يستطيع المجلس النيابي إنجاز هذا الاستحقاق الوطني وتجنيبه المجازفة بمصيره.
ولفت حلو في تصريح لـ «الأنباء» إلى أن فريق 8 آذار اختار الاقتراع بورقة بيضاء على عدم اكتمال النصاب، وهو تعبير ديموقراطي وتصرف دستوري وإن كان غير مستحب، معتبرا من جهة ثانية أن طرح العماد عون لنفسه كمرشح توافقي وعدم اكتمال عناصر خوض المعركة الانتخابية لدى فريق 8 آذار على أساس هذا الطرح، آل إلى اقتراع الأخير بورقة بيضاء كخطوة أولى إلى حين نضوج الفكرة وكيفية تعامله معها، مشيرا ردا على سؤال إلى أن العماد عون ليس خصمه الرئاسي بعدما كان «وربما سيبقى خصمه على المقعد النيابي في بعبدا، إنما هناك منافسة وسباق ديموقراطي إلى الرئاسة الأولى، سيما وأن حلو يعتبر نفسه مرشح نهج الاعتدال والحوار والانفتاح على الجميع.
حلو المنافس لمرشح قوى 14 آذار رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع، ولمرشح قوى 8 آذار المفترض العماد عون، أكد أنه ليس مرشح الزعيم الشوفي وليد جنبلاط أو حصان طروادة، كما حاولت بعض الأقلام الصحافية تسويقه من باب الانتقاد والتشويه، إنما هو مرشح جبهة النضال الوطني واللقاء الديموقراطي المتنوع طائفيا ومذهبيا، تماما كما أن جعجع مرشح القوات اللبنانية وقوى 14 آذار، وكما العماد عون مرشح التيار الوطني الحر وقوى 8 آذار. هذا من جهة مؤكدا أيضا من جهة ثانية أن ترشحه ليس للمناورة من أجل الوصول إلى تسوية، والأهم أنه لم يأت على خلفية سحب الأصوات لا من رصيد د.جعجع أو العماد عون في الدورة الأولى، كما يحلو للبعض توصيفه، وهو ما كان قد أكد عليه النائب وليد جنبلاط خلال مؤتمره الصحافي عشية انعقاد جلسة انتخاب الرئيس يوم الثلاثاء الفائت ـ بل كان مقررا سلفا وأتى على خلفية سياسية صرف، والهدف منها إنقاذ البلاد من الانقسامات العمودية والحادة واستكمال ما بدأه الرئيس سليمان، وذلك انطلاقا من كونه مرشح الاعتدال ويملك القدرة على التحاور مع الجميع والانفتاح على جميع الفرقاء السياسيين دون استثناء.
وأضاف حلو: في البلاد اليوم اصطفافات حزبية ومذهبية وانقسامات عمودية عطلت المؤسسات، ولابد بالتالي من إيجاد حل يعيد اللحمة بين اللبنانيين ويخرج البلاد من ثباتها على جميع المستويات، معتبرا أن الحل الوحيد يكمن بانتخاب رئيس معتدل ينقذ البلاد ويجمع كل اللبنانيين تحت أجنحته، وليس بانتخاب رئيس لمجرد أن لديه جماهير وقواعد شعبية وازنة، وهو ما يسعى إلى تحقيقه من خلال جبهة النضال الوطني واللقاء الديموقراطي، مؤكدا استمراره في خوض معركة الرئاسة حتى النهاية، وأنه سيكون أول المهنئين للرئيس الفائز.
وردا على سؤال، ختم المرشح حلو مؤكدا أنه في حال وصوله إلى رئاسة الجمهورية سيقارب ملف السلاح ومشاركة حزب الله في الحرب السورية، انطلاقا من لغة العقل القائمة على الحوار والتفاهم والإقناع وليس على التصادم الذي لن يصل إلى نتيجة، خصوصا وأن اتفاق الطائف وضع رئيس الجمهورية في مركز الحكم بين اللبنانيين وتقريب وجهات النظر لبناء الدولة على قاعدة دعم الجيش والمؤسسات الدستورية واستكمال خطوات الرئيس سليمان.