- 8 آذار وتحديدا حزب الله من يمنع انتخاب رئيس للجمهورية
- الاستفزاز المتعمد للسنة والتحريض الطائفي المقصود منه ضرب الاعتدال
بيروت ـ أحمد منصور
أكد عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار متانة العلاقة بين الرئيس سعد الحريري ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط وإن شهدت بعض البرودة في فترات معينة، مشيرا الى اننا لا ننسى للنائب جنبلاط موقفه ووقوفه الى جانبنا ومع جميع اللبنانيين في انتفاضة الاستقلال، مشددا على ان جنبلاط زعيم على المستوى الوطني، ونسعى دائما لنكون نحن وإياه على توافق في كثير من الأمور لما فيها مصلحة الوطن أولا واخيرا، لافتا الى ان جنبلاط كان من اول المرحبين بمبادرة الرئيس الحريري التي اطلقها مؤخرا، مؤكدا ان الشراكة الوطنية هي السبيل الوحيد لمواجهة التحديات والاستحقاقات التي تعصف بلبنان والمنطقة، مشيرا الى انطلاق مجموعة من المشاورات لتحقيق الاهداف التي رسمتها خارطة الطريق التي اطلقها الرئيس الحريري وفي مقدمتها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومنع احلال الفراغ في المؤسسات الدستورية الأخرى، ولفت الحجار الى اننا لسنا عاملا مقررا في موضوع انتخابات الرئاسة، بل المقرر هو توافق المسيحيين على رئيس وقال نحن لا نضع فيتو على العماد ميشال عون ولا على غيره، لكن عليه ان يقنع بتوافقيته الاطراف المسيحية الاخرى.
وقال الحجار في تصريح لـ «الأنباء»: لقد حدد الرئيس الحريري في خطابه الاخير، خريطة طريق لحماية الوطن والدولة، وشدد على ان اولوية الخارطة هي انتخاب رئيس للجمهورية، وكان الحريري واضحا من ان انتخاب الرئيس اولوية تتقدم على اي مهمة وطنية اخرى، واشار الحريري الى اشياء اخرى متلازمة في خريطة الطريق وفي مقدمتها رفض قتال حزب الله في سورية، ودعوة الحزب الى الانسحاب السريع من هذا المستنقع المهلك له وللبنان والدولة والوطن، كما تحدث في خطابه عن اهمية اجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها التي حددها القانون ورفض كل اشكال التمديد، مؤكدا ان المدخل للانتخابات هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية بشكل سريع وإلا فقد نذهب الى سيناريوهات مرعبة للبنان ولاستمرار الدولة والوطن.
وردا على الاتهامات المتبادلة بين فريقي 8 و14 آذار حول تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية قال الحجار: نحن لا نطلق الاتهامات جزافا، نحن لا نتهم كل فريق 8 آذار، بل نقول ان الفريق الموجه في 8 آذار وتحديدا حزب الله، هو الذي يمنع انتخاب رئيس للجمهورية كونه يملك السلاح والقدرة على التعطيل ويتحرك بتوجيهات من القيادة الايرانية التي تريد اخذ لبنان واستحقاقاته رهينة على طاولة مفاوضاتها في الملف النووي، في محاولة لانتزاع اعتراف من الدول الكبرى بنفوذها في المنطقة العربية، وحتى لو كان ذلك على حساب المصلحة الوطنية والقومية العربية، نحن نذهب الى مجلس النواب في كل مرة بدعوة من رئيس المجلس لعقد جلسة لانتخاب الرئيس، وهنا نسجل للرئيس نبيه بري وكتلته حضورهم دائما معنا في تلك الجلسات، التي يلبون الدعوة إليها، لذلك تبقى المشكلة فيمن يعطل، نحن نقرن القول بالفعل، وحتى إننا قلنا اكثر من ذلك، فقد قلنا اننا مستعدون للبحث في رئيس توافقي والقبول بأي مبادرة تذهب باتجاه انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ان اصابع الاتهام يجب ان توجه الى الفريق الذي يمنع المجلس النيابي من الانعقاد وهو حزب الله.
وعما اذا كان سيحصل توافق في حال ترشح النائب ميشال عون رسميا قال الحجار: نحن لسنا عاملا مقررا، بل عاملا مساعدا، والعامل المقرر في هذا الموضوع هو توافق المسيحيين على رئيس، فالعماد عون تحدث عن انه يريد ان يكون مرشحا توفقيا، نحن ليس لدينا مانع في هذا الموضوع، ولكن عليه ان يقنع بتوافقيته الاطراف المسيحية الاخرى، والتي تعتبر وازنة ولها تمثيل على صعيد الشارع المسيحي وعلى صعيد المجلس النيابي نحن لا نضع اي فيتو لا على العماد عون ولا على غيره، علما اننا اعلنا عن مرشحنا د.سمير جعجع، ولكن اصبح واضحا تماما انه في التوازنات الحالية، انه لا يمكن انتخاب رئيس جديد الا اذا كان هناك توافق مسيحي حوله وهذا ما نطالب به ونسعى إليه لتأمين الظروف المناسبة للوصول الى هذا الهدف.
وحول المخاوف المتصاعدة من حصول فتنة مذهبية في ظل ما يجري في العراق وسورية، اكد الحجار ان هذه المخاوف في مكانها، وقال: للأسف هناك مشاريع اقليمية تريد اخذ المنطقة لاقتتال مذهبي وطائفي، فهذا الاستفزاز المتعمد للمسلمين السنة، وهذا التحريض الطائفي، المقصود منه ضرب الاعتدال في الطائفة السنية والسعي الى اصطناع بيئة تطرف وارهاب غير موجودة اصلا في هذه الطائفة، الى جانب دعم انظمة، سواء في العراق او سورية تعتمد على الإقصاء والتهميش والحقن المذهبي والطائفي، وتطلق مجموعات ارهابية من سجونها وترسلهم مرة الى سورية ومرة الى العراق، في محاولة لتشويه صورة الثورة والانتفاضة للمسلمين السنة في سورية والعراق، وبالتالي وضع المجتمع الدولي امام المفاضلة بين الأنظمة القائمة الخادمة والمنفذة بتوجيه رعاتها الإقليميين وفي مقدمتهم ايران، فكل هذه المحاولات والتي تترافق مع تدخل عسكري لحزب الله في سورية وميليشيات عراقية مذهبية قمعا للانتفاضة والثورة فيها وحماية للنظام، فهذا يزيد من التطرف ويؤمن ارضا خصبة للخلايا الانتحارية والإرهابية.
ونقل الحجار عن الرئيس الحريري تشديده على الاستمرار في اعتماد الخطاب المعتدل والمتمسك بالشراكة والعيش الواحد والدولة والطائف والدستور، مؤكدا ان الحريري يوظف امكاناته ويعمل لخدمة لبنان، لافتا الى ان هذه مدرسة ارساها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتابعها الرئيس سعد الحريري، معربا عن امله في قدرة اللبنانيين على تخطي المرحلة الصعبة التي تعيشها البلاد، وتوفير قدراتهم لإنهاء الوضع الشاذ في الوطن.