- ريفي: نعمل على تفكيك اللغم ولا داعي لجعل طرابلس منطقة عسكرية
- السنيورة في السعودية للقاء الحريري بعد جعجع وريفي
بيروت ـ عمر حبنجر
تحولت شوارع مدينة طرابلس الداخلية منذ منتصف ليل الجمعة جبهات قتال متنقلة بين الجيش اللبناني وبين مجموعات مسلحة يقودها عمر الميقاتي «أبوهريرة» ابن احمد سليم الميقاتي «ابوبكر» الذي اعتقله الجيش في بلدة عاصون بعد مقتل ثلاثة من رجاله.
وبدأت المواجهات الساعة الثامنة والنصف مساء امس الاول اثر تعرض دورية للجيش الى الهجوم من جانب مسلحين ملثمين في محلة التربيعة وخان العسكر، ما لبثت ان امتدت لتشمل السوق العريض وسوق الصاغة والسراي القديمة وغيرها من الاحياء الداخلية حيث تعرضت دوريات الجيش ومركزه لرشقات صاروخية ورشاشة استقدم على اثرها تعزيزات كثيفة وفرض طوقا على اماكن وجود المسلحين واغلق كل الطرق المؤدية اليهم مانعا بذلك الامدادات عنهم.
واستعمل الجيش خلال المعارك الرشاشات الصغيرة والمتوسطة والمضادات ونشر عددا من القناصين على سطوح المباني.
واسفرت المواجهات حتى الصباح عن جرح خمسة جنود والمواطنين محمد عزالدين وصالح رجب مقابل قتيل وعدد من الجرحى في صفوف المسلحين وتم القبض على بعضهم.
وبعد هدوء صباحي استؤنفت الاشتباكات وسط اجواء توحي بعزم الجيش على حسم الامر مع هذه الجماعات المتمترسة في اسواق طرابلس الداخلية.
غير ان المعلومات الخاصة بـ«الأنباء» تستبعد اقتحام الجيش لاسواق طرابلس الداخلية المتواصلة والضيقة حيث يعيش نحو 500 عائلة من فقراء المدينة، وترجح المعلومات الاكتفاء بمحاصرة الاحياء الداخلية ومنع امدادات السلاح عنها مع مشاغلة المسلحين الذين يربو عددهم عن المئتين تقريبا ريثما تنفد ذخيرتهم ويضطرون الى الاستسلام.
ويقول المطلعون ان هذه الخطة توفر الكثير من الدماء وهي مضمونة النجاح بيومين او ثلاثة ايام اللهم الا اذا تلقى المسلحون دعماً من خارج بقعتهم المحاصرة وهذا مستبعد قياسا على الطوق المحكم المضروب حولهم.
هذا الوضع حتم على مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار ارجاء المؤتمر الإسلامي المسيحي الذي كان مقررا عقده في طرابلس امس واستعيض عنه بلقاء سياسي بمنزل المفتي الذي نفى علمه بان يكون احد السياسيين يغطي هذه الاعمال.
وقال المفتي الشعار: الوضع لا يحتمل، الحرائق في كل مكان والخوف يسيطر على الناس في المدينة وعلى الدولة والجيش حسم امرهما والتوكل على الله.
وزير الداخلية نهاد المشنوق قال من جهته: المسكنات لم تعد تنفع.
وحضر الاجتماع الرئيس نجيب ميقاتي والنائب سمير جسر ونواب وعلماء دين وتحدث الرئيس ميقاتي مؤيدا تأجيل المفتي للمؤتمر الاسلامي المسيحي وقال ان طرابلس تدعم الجيش ولا تتقبل اي جماعة ارهابية وقد اطلعنا رئيس الحكومة تمام سلام على الاوضاع وعلى ما يجب، ونفى ميقاتي التدخل بالطريقة التي يعتمدها الجيش لاجلاء الارهابيين عن المدينة.
اما المفتي الشعار فقد اكد بلسان المجتمعين دعمهم للجيش وللقوى الامنية بالخطط التي يراها، للحفاظ على امن البلد وترابه، وحملوها الى العميد عامر الحسن مسؤول المخابرات الذي انضم الى اجتماعنا وقال ان همنا الاول طرابلس.
وامل المفتي ألا يضطر الى الاتصال بقائد الجيش ودعا هيئة الاغاثة الى اغاثة من خسروا بيوتهم.
في هذه الاثناء كان نواب المستقبل يجتمعون في منزل الوزير اشرف ريفي الذي تحدث بعد الاجتماع، محييا اهالي طرابلس الداخلية معلنا رفض تغطية اي تحرك مسلح خارج الشرعية الممثلة بالجيش وقوى الامن وقال ان التشاور متواصل مع الرؤساء سعد الحريري وفؤاد السنيورة وتمام سلام، واضاف: لست خائفا على طرابلس، اننا نعمل على تفكيك اللغم الجديد بالتعاون مع الجيش والامن وردا على سؤال قال: لا ارى داعيا لتحويل طرابلس الى منطقة عسكرية والجيش يدرك ذلك.
على الصعيد القضائي يبدو ان أوضاعا صحية يمر بها «أبو بكر الميقاتي» حتمت تأخير التحقيق معه. ويراهن المحققون على ما لدى ميقاتي من معلومات حول الأسرى العسكريين.
ويذكر ان توقيف هذه المجموعة جاء بنتيجة رصد الهاتف الخليوي الذي وزع صورة الجندي الفار عبدالقادر الأكومي، الذي تبين نتيجة الفحوص النووية انه صاحب الجثة المتفحمة التي وجدت في منزل ميقاتي.
وقبل ظهور نتائج الفحوص، قال والد الاكومي عندما بلغنا انه اصبح في قبضة الجيش اطمأننا، وشكرنا الله وحمدناه، لأنه مع الجيش تحقيقات تجري، ويبدو لنا مهما طال الزمن، نفسيا ارتحنا، اما اذا كان هو صاحب الجثة، فنقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، نسلم أمرنا الى الله وهذا قضاؤه وقدره.
وكانت صحيفة السفير نقلت عن «مصدر أمني»، ان الموقوف احمد ميقاتي كان على تواصل هاتفي مع نائب شمالي من خلال هاتفه الخاص عبر «العرب سات».
وعلمت «الأنباء» ان المقصود هو النائب خالد الضاهر عضو كتلة المستقبل، الذي عاد من قطر يوم امس الاول الجمعة، وقد نفى لـ «الأنباء» اي علاقة له بهذه المجموعة، واتهم جهات معينة بالدأب على توريطه بمثل هذه الأعمال.
وفي السياق عينه وصف مصدر امني في طرابلس ان التلميح الى علاقة الميقاتي بأحد نواب الشمال مجرد «ضخ إعلامي».
الى ذلك، نقل زوار قائد الجيش العماد جان قهوجي اشادته بالإنجاز النوعي الذي حققه الجيش باصطياد مجموعة «عاصون»، مؤكدا ان الأيام المقبلة قد تشهد المزيد من الإنجازات على صعيد تفتيت المجموعات الإرهابية. وطمأن الى ان المبادرة بين الجيش، وان الوضع في منطقة عرسال دقيق جدا ومفتوح على شتى الاحتمالات وان الجيش يقاربه بما يستحق من عمل امني دؤوب.
وبالنسبة لموضوع العسكريين اللبنانيين المخطوفين، فإن الجانب اللبناني لايزال ينتظر عودة الوسيط القطري احمد الخطيب بمطالب الخاطفين، وان قناة التفاوض الوحيدة التي تعترف بها الحكومة اللبنانية هي القناة القطرية.
وبالمقابل أعلنت جبهة النصرة عبر تويتر ان قضية الجهود المحتجزين، أصبحت لعبة سياسية بيد الحكومة اللبنانية التي تزج بالشارع اللبناني الى الهاوية.
سياسيا شهدت الرياض حركة ناشطة مع انتقال الرئيس فؤاد السنيورة رئيس كتلة المستقبل اليها للقاء الرئيس سعد الحريري، وفي وقت عاد منها الوزير أشرف ريفي بعد لقائه رئيس تيار المستقبل.
وسيكون التمديد لمجلس النواب عنوان لقاء الحريري ـ السنيورة، إضافة الى التطورات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي النائم في أدراج مجلس النواب.
وكان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع أمضى بضعة أيام في السعودية التقى خلالها مطولا بالرئيس الحريري وبمسؤولين سعوديين، أكدوا له على الدور الكبير الذي يمكن ان يلعبه المسيحيون، أقله على صعيد التوافق على اسم رئيس الجمهورية، حيث كان جواب جعجع: العين بصيرة واليد قصيرة، لقد حاولت مرارا وتكرارا إقناع العماد ميشال عون بمرشح توافقي نجمع عليه وللأسف لم أوفق.
عن لقاء الحريري ـ جعجع جدة، تقول المعلومات ان اللقاء كان طويلا وتناول كل الملفات اللبنانية، بدءا بموضوع الحكومة وما يجري في داخلها وأداء وزراء قوى 14 آذار فيها، مرورا بملف عرسال والعسكريين المخطوفين، والتمديد للمجلس النيابي والانتخابات الرئاسية وصولا الى العمل داخل قوى 14 آذار. تطابقت وجهات النظر في أكثرية الملفات وساد تفاهم على مقاربة التمديد للمجلس النيابي وتفهم كل من الحليفين لموقف الآخر، واعتبر ان الوضع اللبناني برمته يحتاج الى معالجة جذرية وعملية تبدأ في حدها الأدنى بانتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم انسحاب «حزب الله» من سورية.
وفي هذا الإطار نقلت إذاعة لبنان الحر، ان مسؤولا بارزا في حزب الله قال ان العماد عون مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية، لكن لايزال مبكرا إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ما يعني ان الفراغ هو مرشح الحزب الحقيقي.