- أحمد الحريري: العبور إلى الدولة يمر بالقصر الجمهوري لا بقصر المهاجرين
بيروت ـ عمر حبنجر
رفع العماد ميشال عون من حرارة معارضته لانعقاد مجلس الوزراء الخميس المقبل دون التوقف امام اصرار وزرائه ومعهم وزراء حزب الله على اولوية تعيين قائد للجيش، وانضم الى العماد عون صهره وزير الخارجية جبران باسيل الذي تحدث عن «اخذ الحق بالقوة، بأسناننا، بأظافرنا».
لكن من المؤكد ان الجلسة الوزارية ستنعقد بحضور وزراء الحزب والتيار او بغيابهم، وبمشاركة وزراء كتلة التنمية والتحرير اي كتلة الرئيس نبيه بري انسجاما مع الاجواء الاقليمية والدولية التي شجعت رئيس الحكومة تمام سلام على المتابعة دون توقف او التفات الى اعتراض او مقاطعة، لأن اولوية الحكومة يجب ان تكون المتابعة والاستمرار تأمينا للمرافق الوطنية العامة بغياب اي سلطة دستورية اخرى وفق مصادر وزارية لـ «الأنباء».
وكان العماد ميشال عون اعلن عن التحضير لتحرك في الشارع لمواجهة الاكثرية الحكومية، وخاطب وفدا جنوبيا بقوله: نحن مدعوين للنزول الى الشارع ولأننا نرفض «ان يأتي كم واحد مسلبطين على الدولة يتصرفون كتنظيم مافياوي معنا، هذا لا يصير».
وقال: في المشرق يقضون على المسيحيين بالسيف، وهنا في لبنان يريدون القضاء عليها بالسياسة، حتى بتنا نشعر وكأننا مستعمرون من فريق المستقبل و14 آذار!
واضاف: يقولون اننا اقلية، ولكننا اقلية ضمن طوائف هي ايضا اقلية، بينما نحن اكبر اقلية بين الاقليات، فلماذا لا نربح مقاعدنا في الانتخابات؟
وزير الاعلام رمزي جريج اعتبر ان الاشتباك السياسي الذي حصل في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة في غير محله ومكانه، واشار الى انه لا يمكن ان يحصل شغور في قيادة الجيش، وعندما يقع الشغور اما يعين قائد جديد بعد ان يطرح وزير الدفاع اكثر من اسم ومجلس الوزراء يختار او يتم التمديد لتأمين استمرارية القيادة.
وردا على سؤال، قال جريج: صحيح ان التيار الوطني الحر يمثل الشريحة الكبيرة من المسيحيين الا انها ليست حصرية لأن هناك مكونات مسيحية اخرى للحكومة.
لكن وزير الخارجية جبران باسيل تحدث من البترون (منطقته الانتخابية) عن اخذ الحق بالقوة، وقال: اذا وضعنا امام الخيار الصعب فسنأخذ حقنا بالشراكة بالقوة «ونحن ننبه الى ان هذه السياسات تؤدي الى الانفجار»، وقال: القضية ليست قضية موقع او اثنين بل قضية كرامة ووجود، ونحن من نكون في البلد، في قلب مجلس الوزراء بأسناننا وبأظافرنا، سندافع عن صلاحيات رئاسة الجمهورية، وخياراتنا كثيرة، اياكم ان تخطئوا وتقولوا ماذا لديكم لتفعلوه، هذه الدولة نحن من يمولها، عندما نجد ان تتوقف عن اعطائنا حقنا سنعمل عصيان على العصيان، وليس فقط عصيان مدني.
مصادر متابعة اوضحت لـ «الأنباء» ان العماد ميشال عون سبق ان وضع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اجواء تحركه المزمع في الشارع، وان نصرالله اطلق يده في التحرك، لكنه احجم عن المشاركة في الحشد او بأي خطوة تؤدي الى زعزعة الحكومة السلامية.
المصادر اضافت ان انهيار الحكومة السلامية سيسقط آخر الاغطية السياسية لحزب الله ويضعه وجها لوجه، اما خصومه فيما هو الآن يستخدم الحكومة كعازل مانع للتصادمات الداخلية.
من جانبه، قال الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري في حفل افطار في البقاع ان طريق السلام في لبنان يمر من السرايا الحكومية لا في «سرايا المقاومة» المزعومة، كما ان العبور الى الدولة يمر في القصر الجمهوري في بعبدا وليس في «قصر المهاجرين» بدمشق.
وعن الدور السعودي في لبنان، قال: ان المملكة هي الامينة بحزم على اسلامنا الصحيح وعروبتنا المعتدلة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
الوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون قال لقناة «المستقبل» ان سقوط الحكومة يخرج حزب الله من كنف الشرعية ويحول لبنان الى دولة تحكمها منظمة ارهابية وتبتعد عنها الاستثمارات العربية والاجنبية.