- مصادر متابعة تنصح حكومة سلام بالالتزام الفعلي بسياسة النأي بالنفس
بيروت ـ عمر حبنجر
شكل انعقاد مجلس الوزراء امس اشارة على موافقة القوى السياسية على المطامر الثلاثة المعتمدة لنفايات بيروت وجبل لبنان بعدما زالت معارضة النائب طلال ارسلان لمطمر الكوستابرافا على شاطئ خلدة جنوبي بيروت وتفهم نواب الارمن اضطرار الحكومة الى اعادة فتح مطمر برج حمود، وكذا الحال بالنسبة لمطمر الناعمة في ساحل الشوق، وبقي تحفظ التيار الوطني الحر الذي اعلنه النائب ابراهيم كنعان على الهدر الجاري من خلال شركة سوكلين.
وكان الرئيس تمام سلام اشترط لعقد مجلس الوزراء اقفال ملف النفايات المستمرة روائحها بالانبعاث منذ 8 اشهر مع تلويحه بالاستقالة عند الضرورة.
ومع الشروع في رفع جبال النفايات من الشوارع والساحات، غابت ـ كما يبدو ـ كل المساءلات والتحقيقات حول المسؤولين في تعطيل الحلول وعقد الصفقات والسمسرات التي واكبت هذه الازمة.
وتناول مجلس الوزراء الى جانب البنود الـ 169 والمراسيم المتراكمة ما يوصف بفضيحة الانترنت والقمح المسرطن والتي رغم تصدرها وسائل الاعلام لم تستقبل باجراءات رسمية قضائية او امنية او اقله تحديد المسؤوليات والاسماء المتورطة في هذه الاعمال المتجاوزة لأمن البلد ولموارد خزينته.
وحضر موضوع المديرية العامة لامن الدولة على طاولة مجلس الوزراء بناء على طرح وزراء حزب الكتائب الثلاثة والوزير ميشال عون الذين قرروا اتخاذ خطوات تصعيدية حال عدم معالجة مجلس الوزراء لمشكلة هذا الجهاز الامني المرتبط مباشرة برئاسة الحكومة، والمعطل نتيجة التجاذبات السياسية داخل الجهاز والتي عبر عنها انعدام الانسجام بين قائد الجهاز اللواء جورج قرعة ونائبه العميد محمد الطفيلي المقرب من الرئيس نبيه بري.
وهدد الوزيران الكاثوليكيان ميشال فرعون وآلان حكيم اذا لم يستجب مطلب توفير التغطية المالية للجهاز، فضلا عن تعيين مجلس قيادة مؤلف من 6 اعضاء على ان يكون الصوت المرجح للمدير العام تفاديا للاشكالات بين المدير العام ونائبه، لكن الرئيس سلام تمكن من اقناع الوزراء المعترضين بتأجيل هذا الملف الى الاسبوع المقبل.
البند الآخر المهم على طاولة مجلس الوزراء كان موضوع الانترنت المهرب من قبرص وتركيا الى لبنان بصورة غير شرعية منذ عهد الرئيس اميل لحود وبشراكة نواب سابقين وابناء نواب ومتنفذين.
وعلق وزير الاتصالات السابق شربل نحاس هازئا مما اعلنه وزير الاتصالات بطرس حرب خلال مؤتمره الصحافي عن شركات اسرائيلية ضالعة بتزويد شبكات الانترنت غير الشرعية باحتياجاتها قائلا لـ «النشرة»: نشكر الله ان حرب اعلن الخبر وليس رئيس الحكومة تمام سلام، فارتعدي يا اسرائيل.
ولفت ساخرا الى انه: فضحنا الدهاء الصهيوني الذي حاول التسلل خلسة الينا، فأتى الجاسوس الاسرائيلي ببرج حديدي يتخطى طوله الـ 70 مترا وصعد على متن جرافته واتى بالجبالة وصب الاساسات ورفع البرج ووضع علينا انتانا من دون ان ينتبه اي جهاز امني ولا قوى الجمارك لكل ذلك، لا بل وضع بجانبه مولدا كهربائيا ومولدا آخر مساندا، وخزانا للمازوت، وانشأ مكانا للسكن للحراس، وقال: بهذا الدهاء تمكن من اخفاء فعلته قبل ان يتنبه لها الحرب والمنعم اليوسف رغم كل هذا التخفي الشديد!
وسأل نحاس وزير الاتصالات بطرس حرب ورئيس اوجيرو عبدالمنعم يوسف: لماذا لا تشغلان الالياف الضوئية؟
دوليا، تنصح الاوساط الديبلوماسية المتابعة حكومة الرئيس تمام سلام بشد العصب والالتزام الفعلي بسياسة النأي بالنفس بمواجهة الاطار الدولي المرسوم للنظام السوري ورئيسه، وعدم الاصغاء الى تصورات المتضررين من هذه المستجدات الحاسمة، لعلها تلتقط الفرصة في زمن الحلول بالمسارعة الى تحصين ارضيته الوطنية بمحاكاة كل الاحتمالات.
الاوساط الديبلوماسية ابلغت شخصيات سياسية لبنانية بان ملاحظات الاخيرة على التدخل الروسي كانت في محلها لجهة تعنت النظام وهروبه من التسويات السياسية التي لا يؤمن بها اصلا، وردت هذه الاوساط الاعلان الروسي المفاجئ بالانسحاب من جانب الرئيس فلاديمير بوتين الى انزعاج موسكو من تصريح لوزير الخارجية السورية وليد المعلم قال فيه ان بشار الاسد خط احمر، ونقول هذا للقريب والبعيد.