- جنبلاط يعلن قبوله بعون كمرشح المصالحة المسيحية
- الحريري يعد بقول كل شيء في رمضان
بيروت ـ عمر حبنجر
الجمر السياسي تحت رماد مساعي التهدئة والتبرير، وسط تقارب المحطات والاستحقاقات اللبنانية السريعة الاشتعال، فالحريق الذي نجم عن تصريحات وزير الداخلية نهاد المشنوق، في ثوب تيار المستقبل، وجد أكثر من متطوع لإخماده، من تعاطف الرئيس نبيه بري، مع سعد الحريري «ظالما أو مظلوما»، الى دعم وليد جنبلاط، وصولا الى السفير السعودي علي عواض عسيري، الذي نفى علنا علاقة الحريري بتصريحات المشنوق.
الرئيس بري اتصل بالرئيس الحريري مؤكدا دعمه له دون أي تراجع، ظالما كان أو مظلوما.
وقال بري للحريري: الحصان الأصيل يتعرض للكبوة لكن سرعان ما ينهض ويكسب السباق.
وحينما سئل بري عن سبب تدليله للحريري وهذه الغيرة السياسية عليه، قال: اذا كان من بديل منه دلوني عليه، مع احترامي لجميع السنّة.
أما النائب جنبلاط فقد حذّر الرئيس الحريري من أقرب الناس إليه، ومن أن الاعتدال السنّي بخطر، وانه مطلوب شيء خارجي من الوزير أشرف ريفي، لم يقم به الرئيس سعد الحريري على ما يبدو.
وشدد في حديث للمؤسسة اللبنانية للإرسال على أن المطلوب أن يبقى الحريري معتدلا.
وأكد جنبلاط أن الوضع الاقتصادي يحتاج الى أن يكون في سدة الرئاسة رئيس، مشيرا الى أن الكلفة الاقتصادية مع العقوبات الاميركية الموجعة للبنان، تقتضي وجود رئيس للجمهورية.
وتوجه جنبلاط الى الحريري بالقول: لا تعد الى الخطاب السابق بوجه حزب الله والشيعة، حتى لو لم يبق بقربك أحد، وأضاف: اذا انزلق الحريري الى الخطاب الطائفي والتجنيس فما الذي يميزه عن المشنوق وريفي؟
وعن رئاسة الجمهورية قال جنبلاط: أنا أقبل بقرار المصالحة المسيحية (بين عون وجعجع) وإذا قال كل الاقطاب المسيحيين ان خلاص لبنان هو بانتخاب العماد ميشال عون فلا مشكلة لدي وأنا أعتمده.
ورد على الوزير المشنوق بالقول ان العامل الأساس في الرئاسة اللبنانية دمشق وليست طهران.
ورد الحريري بتغريدة على جنبلاط، وفيها: يا صديقي وليد.. خط الاعتدال ليس موقفا اتخذناه، بل هو فعل قمنا به، الحسرة على الذي يقاتل في سورية واليمن، نحن مشوارنا طويل، يا بيك، بدها صبر وحكمة.
وفي تغريدة أخرى وعد الحريري بأنه سيقول كل شيء، في خلال رمضان، وأوضح مصدر في المستقبل أن المواقف المقبلة للحريري ستكون بالغة التشدد، حيال كل المجريات والتطورات.
وردا على الرد قال جنبلاط في تغريدة لاحقة: يجب أن تستمر في خطك للحفاظ على لبنان، اترك سورية واليمن لي، ولنركز على لبنان، على بيروت وطرابلس.
الوزير نبيل دو فريج، عضو كتلة المستقبل، علق على نصيحة النائب وليد جنبلاط للرئيس سعد الحريري بالحذر من أقرب الناس اليه، بالقول: نصيحة وليد جنبلاط هذه أطلقها في العاشرة ليلا، وعلينا أن ننتظر نصيحته صباح اليوم التالي، علّ يغير موقفه؟
واعتبر دو فريج أن كلمة «الاعتدال السني» التي يستخدمها جنبلاط ليست في محلها، فالاعتدال بقلب النصوص الدينية الاسلامية أو المسيحية، وقد برهن الحريري على الاعتدال في مواقف كثيرة.
العماد ميشال عون الذي يحيد نفسه عن السجالات في هذه المرحلة، تمنى في تغريدة له على تويتر، أن يكون شهر رمضان بداية الحلول لأزمات المنطقة ولبنان.
وفي السياق عينه كان هناك رد جديد من السفير السعودي علي عواض عسيري رفض فيه أن تكون المملكة موضوع جدل بين اللبنانيين، أو شماعة لمن أراد أن يلومها على شيء.
وقال لقناة الجديد: ما حدث ليس بسيطا، بحق المملكة السعودية وبحق الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، الله يرحمه، لذلك فإن الغضب في المملكة سيستمر.
وقال: كلام المشنوق شخصي ولا علاقة له بالرئيس سعد الحريري، وأنا أجهل دوافعه، والمملكة تبارك أي وفاق لبناني - لبناني، يُخرج رئيسا للجمهورية، فالرئاسة يمكن أن تكون لبنانية - لبنانية. وردا على سؤال قال: ريفي وزير في الحكومة اللبنانية وله مكانته، لكن المملكة لا تتدخل بالشأن اللبناني، وعن حزب الله قال: نحن في مشكلة معه، وليس مع الطائفة الشيعية.
منسق الأمانة العامة لـ 14 آذار د.فارس سعيد علق على موافقة جنبلاط على الرئاسة لعون: قبول جنبلاط بعون رئيسا، مثل قبولي بوجع الاسنان خوفا من الطبيب.
أما نائب عكار خال الضاهر فقد عقد مؤتمرا صحافيا في منزله بالشمال انتقد فيه تصريحات وزير الداخلية نهاد المشنوق في الجانب الذي يتعرض فيه للسعودية.