بيروت - عمر حبنجر
انسحب وزيرا حزب الكتائب آلان حكيم وسجعان قزي من جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في السراي الحكومي برئاسة الرئيس تمام سلام، رافضين إعادة النظر بموقفهما هذا رغم إلحاح رئيس الحكومة.
الأجواء الحكومية بدت مكفهرة، قبيل انعقاد الجلسة، بسبب عودة بعض الملفات الخلافية إلى جدول الأعمال، وأكثرها تعقيدا، ملف النفايات في بيروت وجبل لبنان، ومشروع سد جنّة المثير للجدل من الناحية البيئية ومن ناحية الجهات التي سيتم تلزيمها به.
ورد وزير الاقتصاد حكيم انسحابه إلى الاعتراض على ملف النفايات، الذي اتجهت الحكومة إلى تأجيل البت فيه نتيجة إعلان بلدية بيروت معالجة نفاياتها ذاتيا، وبالاستقلال عن جبل لبنان، وذلك بعدما تم إقرار جزء من هذا الملف، ويتناول الترخيص بأشغال عامة بحرية عند مصب نهر الغدير (الكوستابرافا) وحول مطمر «برج حمود».
وتبعه بالانسحاب وزير العمل سجعان قزي الذي اعترض على عدم معالجة هذا الموضوع كما يجب ووجود ثغرات. وأشار إلى أن الرئيس سلام تمنى إعادة النظر بموقف وزيري حزب الكتائب، وقال إن لديهما قناعات لا يمكن التراجع عنها، لافتا إلى أن موضوع سد جنّة أرجئ إلى جلسة لاحقة.
وردا على سؤال حول عدم انسحاب وزير الإعلام رمزي جريج، المحسوب على الكتائب قال قزي إن الوزير جريج لم ينسحب من الجلسة، باعتباره الناطق الرسمي باسم الحكومة.
وفي موضوع سد جنّة فقد جرى ترحيله إلى جلسة لاحقة، بعد وضوح عدم التوافق حوله.
من جهته، الوزير عبدالمطلب حناوي طالب بإنشاء لجنة محايدة لبحث موضوع سد جنة تقنيا، مع ضرورة قيام استراتيجية واضحة للمياه في لبنان، بينما طالب وزير المردة روني عريجي بمقاربة فنية موضوعية لهذا السد، بعيدا عن المساجلات السياسية.
اما وزير البيئة محمد المشنوق، فقد أمل ان يحتاج الى مرجعية دولية لبت قضية سد جنة، وقال: المطلوب من وزارة الطاقة دراسة الاثر البيئي لهذا السد، وردت اوساط وزارة الطاقة بأن على وزير البيئة البحث عن الاثر البيئي في مطامر النفايات.
في غضون ذلك، بدأ رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، سلسلة إطلالات سياسية عبر إفطارات رمضانية استهلها امس، ببيت الوسط لرجال الدين، حيث أطلق جملة مواقف ذات صلة بالاستحقاق الرئاسي وبقانون الانتخاب، في ضوء ما نتج عن الانتخابات البلدية الاخيرة.
كما تناول الحريري شؤون البيت المستقبلي في ضوء الدعوات التي تلقاها من الحلفاء بضرورة تحديد اركان هذا البيت، وصولا الى الحديث عن المبادرات السعودية الايجابية، والمتعددة الوجوه والمراحل والحقب حيال لبنان.
وقد ركز الحريري على العلاقة مع المملكة وعمقها، وكان السفير السعودي علي عواض عسيري نقل امس عن وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي التقاه مصادفة في السراي الحكومي، ان المواقف التي أعلنها مؤخرا، تمثله شخصيا، ولا تلزم الرئيس سعد الحريري.
الوزير السابق ماريو عون، لم يستبعد ان يعلن الرئيس الحريري قبوله بالعماد عون رئيسا للجمهورية، في ضوء ما حصل من تطورات بلدية او سياسية، متصلة بزيارة الحريري الى الرئيس الفرنسي هولاند، فضلا عن تصريح النائب وليد جنبلاط الذي لم يكن يتيما، انما جاء نتيجة تطور معين، وفي ضوء ذلك كان انتعاش الآمال بقرب اختيار العماد عون، خصوصا بعدما تبين ان هناك حراكا ما، يحصل ونحن نترقب الأمور.
وردا على سؤال قال عضو كتلة التغيير والاصلاح «لصوت لبنان» ان الواقعية السياسية توجب الوصول اولا الى رئاسة الجمهورية، ونحن متفائلون، بعد إبداء المرشح سليمان فرنجية استعداده لتقبل تحول الحريري الى دعم العماد عون.