- لو انكسرت المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في بيروت لطالبت المجلس البلدي بأن يستقيل
- مصادر لـ «الأنباء»: ما كان ممكناً قبل انتخابات طرابلس لم يعد كذلك بعدها
بيروت ـ عمر حبنجر
الاطلالة الرمضانية الاولى لرئيس تيار المستقبل حافظت على وتيرة الاعتدال والنبرة الهادئة دون فتح دفاتر او كشف حسابات، ممهدا لقراءة نقدية ذاتية على مستوى التيار دون التهرب من تحمل المسؤولية امام الحلفاء والخصوم، مع ابراز قاعدة التمسك بمدرسة الشهيد رفيق الحريري في الاعتدال والعيش المشترك والمناصفة الاسلامية ـ المسيحية، متناولا «الحريرية السياسية» التي تحدث عنها وزير العدل المستقيل اشرف ريفي بالدعم والالتزام معطوفة على اتفاق الطائف وعلى العلاقة المميزة مع المملكة العربية السعودية «التي وقفت وستقف وستبقى في كل المراحل مع لبنان» لاجل مشروع الدولة فيه، قائلا «ان تيار المستقبل متمسك باتفاق الطائف»، مضيفا «اقول لكل من يعتقد ان بامكانه الاصطياد في ماء يريده عكرا، ان ما من شيء يمكنه ان يعكر العلاقة بيننا وبين المملكة العربية السعودية»، وكأنه بهذا يقطع الطريق على كل من يفكر في تغيير نظام الطائف او الهوية العربية للبلد.
وقال: الانتخابات البلدية تشكل بالنسبة لي فرصة لمراجعة نقدية ولتقديم كشف حساب سياسي وتنظيمي، لافتا الى ان محاولات تقديم سياسة التجييش والغرائز «لكن تربيتي علمتني الصدق والوفاء وتحمل النتائج مهما كانت قاسية ولا هروب الى الامام».
وكشف عن انه كان سيطلب الى المجلس البلدي الجديد الاستقالة لو كسرت المناصفة في بيروت، واشار الى محاولات تشويه صورة الدين الحنيف من قبل من اسماهم الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بالحفنة الضالة، ولن نسكت عن اخطاء بعض الاجهزة، والحملات الاعلامية على الشباب المسلم بحجة مكافحة الارهاب، ودعا رجال الدين المسلمين الى مواجهة هذه الفئة الضالة.
وشارك في الافطار رجال الدين مسلمين ومسيحيين والسفير البابوي ومفتي الجمهورية وممثل عن البطريرك الماروني الى جانب رئيس الحكومة تمام سلام والرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق.
ولوحظ غياب نائب رئيس المجلس الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان او من يمثله عن افطار بيت الوسط، كما غاب رئيس المجلس الاسلامي العلوي اسد عاصي او من يمثله في حين حضر ممثل عن العلامة علي محمد حسين فضل الله والسيد علي الامين.
ولوحظ حضور الوزراء نهاد المشنوق ورشيد درباس ونبيل دو فريج.
وتوجهت الكاميرا الى الوزير المشنوق عندما تطرق الحريري في كلمته الى مآثر الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وما قدمه للبنان.
وتوقف مشاركون امام قول الحريري انه كان سيطلب من مجلس بلدية بيروت المنتخب الاستقالة فيما لو اظهرت نتائج الانتخابات كسرا للمناصفة الاسلامية ـ المسيحية، واعتبروا في ذلك رسالة الى الوزير اشرف ريفي، بمعنى انه كان عليه ان يدعو الفائزين بانتخابات بلدية طرابلس الى الاستقالة احتجاجا على عدم فوز اي مرشح مسيحي او علوي.
ويواجه ريفي الآن حملات متعددة المصادر والاهداف، آخرها ما نشر في صحيفة «السفير» امس عن تلقيه الدعم من بهاء الدين الحريري، الشقيق الاكبر لسعد الحريري، والذي استضافه في مقره في موناكو، على اثر اعتراض بهاء على ترشيح شقيقه سعد للمهندس جمال عيتاني لرئاسة بلدية بيروت وقوله لهم: من غير الاخلاقي ان تتبنى من سرق مال اخيك الاكبر.
وتقول الصحيفة ان بهاء الحريري يتهم جمال عيتاني الذي كان يعمل معه باختلاس عشرات ملايين الدولارات في مشروع العبدلي في الاردن.
وبعد اعلان نتائج انتخابات بلدية طرابلس، اتصل بهاء بريفي مهنئا ومن ثم دعاه الى موناكو حيث سمع منه رفضه لخيارات شقيقه سعد السياسية، وابرزها تبني ترشيح سليمان فرنجية والحوار مع حزب الله.
وتحاول جهات عدة توسيع شقة التباعد بين سعد الحريري واشرف ريفي عن اظهاره كطرف في لعبة شد الحبل بين سعد وشقيقه بهاء الذي التقى مع ريفي على الشكوى من امور محددة، لم ينفها رئيس التيار، بدليل حديثه عن النقد الداخلي وتحمل كامل المسؤوليات، علما ان في اشارة الاخير معنى مختلفا، وكأنه يريد ان يقول لمن يتصرفون من عندياتهم في المستقبل او باسم المستقبل: انا المسؤول، وبالتالي الامر لي.
وبحسب اطراف سعت للتوسط بين الحريري وريفي لـ «الأنباء»، ان ما كان ممكنا قبل انتخابات طرابلس البلدية لم يعد كذلك بعد هذه الانتخابات، وما نجم عنها من فوز مؤزر للائحة المدعومة من وزير العدل المستقيل.
وبالتزامن، يواصل حزب الله حملته العنيفة على مصرف لبنان المركزي وحاكمه رياض سلامة على خلفية تقيد الاخير بقانون العقوبات الاميركية المالية حفاظا على الاستقرار المالي العام في لبنان.
وكان سلامة اعلن عن اقفال 100 حساب مرتبط بحزب الله تطبيقا للقانون الاميركي وان الاولوية هي لابقاء لبنان على الخريطة المالية الدولية.