- مصادر 14 آذار لـ «الأنباء»: يطرحون «السلة» كمقدمة إلزامية للرئاسة
- باسيل: نتشاور ونتعاون مع بري إستراتيجياً ومن لا يعجبه فتلك مشكلته
بيروت ـ عمر حبنجر
يمضي اللبنانيون في مراهناتهم على مواعيد الآخرين، بأمل ان تحمل في طياتها حلولا لمشاكلهم المستعصية بتخطيط مدروس او «على ضهر البيعة» اي بالمصادفة.
اقرب المواعيد المراهن عليها معركة حلب بين النظام وحلفائه من جهة والمعارضة وحلفائها من جهة ثانية، ويليها موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية التي تبدو متجهة نحو استمرارية الديموقراطيين في البيت الابيض عبر هيلاري كلينتون قياسا على توترات شخصية منافسها الجمهوري دونالد ترامب المقلقة.
وانتظار حلب سبقته مواعيد وانتظارات اخرى، اقليمية ودولية عبرت، فيما لبنان ينتظر على الرصيف، ومشكلة الرهان على حلب مرتبطة بوقتها المفتوح على المجهول، بينما الوقت اللبناني محشور في زاوية الاستحقاقات الدستورية الداهمة.
وانتظار الانتخابات الرئاسية الاميركية ليس وقته اقصر، فبعد الانتخاب في نوفمبر علينا انتظار تركيب ماكينات الادارة الجديدة حتى لو كانت الرئاسة استمرارية لمن سبقه.
في غضون ذلك، غاب ملف رئاسة الجمهورية عن اضواء الاجتماع الثنائي الثاني بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل، الذي خصص ـ كما يبدو ـ لاستكمال مباحثات سابقة حول ملف النفط والغاز في محاولة لاحتواء تحفظات الرئيس تمام سلام التي حالت حتى الآن دون وضع مراسيم النفط في جدول اعمال مجلس الوزراء.
وتبادل الرجلان عبارات المجاملة تعبيرا عن التفاهم، او قرب الوصول اليه، حيث بادر باسيل الرئيس بري بالقول: اني ارى في مداخلاتك وفيك الامام موسى الصدر، ورد بري مشيدا بمواقف باسيل خلال الخلوات الحوارية، وقد وصفها بـ «المتوازنة والواقعية».
وقال بري لصحيفة «السفير» انه بحث مع باسيل ملف النفط وما يمكن فعله في جلسة الحوار المقررة في 5 سبتمبر المقبل، واضاف مبتسما: لمن يهمه الامر لم نتطرق الى الشأن الرئاسي.
اما باسيل فقد اشاد باللقاء «الايجابي والمريح»، وقال: هناك امور نتناغم فيها وامور ننسق فيها، وامور اخرى قيد النقاش.
وقال: علاقتنا بالرئيس بري دخلت مرحلة جديدة، كان التفاهم النفطي في طليعة مؤشراتها، ونحن نتشاور ونتعاون حول ملفات استراتيجية في البلد، واذا كان البعض لا يعجبه هذا التطور في العلاقة مع بري فتلك مشكلته.
وتقول مصادر متابعة في هذا السياق ان تفاهم بري ـ باسيل تجاوز موضوع النفط الى ما هو ابعد، وما هو ابعد بنظر فريق 14 آذار لـ «الأنباء» هو مستقبل رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس النواب العتيد ومجلس الشيوخ الذي لم يبصر النور بعد، او ما يمكن اختصاره بسلة الملفات المتكاملة التي يطرحها كمقدمة الزامية للوصول الى التفاهم حول رئاسة الجمهورية.
بري في هذا الوقت واصل اطلاق تحذيراته، ملوحا بامكان اعتماد قانون 1960 الساري اليوم في حال تعذر الاتفاق على قانون الانتخابات.
كما حذر بري امام زواره من اجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية، حيث قد ينبري البعض الى مقاطعة جلسة انتخاب رئيس المجلس المنتخب وهيئة مكتبه، لأن هذا المجلس لا يكون دستوريا، وبالتالي لا يستطيع انتخاب رئيس للجمهورية قبل ان ينتخب رئيسه واعضاء هيئة مكتبه، مما يضعنا امام تعقيدات جديدة لا تحمد عقباها.
وتعليقا على كلام بري، قال النائب د.احمد فتفت عضو كتلة المستقبل ان الرئيس بري محق في هذه النقطة، الاولوية يجب ان تكون للانتخابات الرئاسية، انها مفتاح عمل المؤسسات وغياب قسم كبير من النواب لتعطيل النصاب يحمل هؤلاء النواب مسؤولية كبيرة في هذا المجال، وبري اشار الى مكامن الخطورة في عدم انتخاب رئيس كخطوة اولى لحلول ممكنة.
وعن رئاسة الجمهورية وموقف كتلة المستقبل، قال فتفت: واضح ان الجنرال ميشال عون لا يريد ان يكون رئيسا توافقيا ولا توفيقيا ولا مخرج دون رئيس توافقي.
في غضون ذلك، ينعقد مجلس الوزراء اليوم ولن تكون التعيينات العسكرية حاضرة على الطاولة.
وقال قائد الجيش العماد جان قهوجي لصحيفة «السفير» ان الوضع الامني في لبنان تحت السيطرة ويخضع لمراقبة شديدة، وتحدث عن سباق محموم مع الارهاب، الذي يسعى الى استهداف الساحة اللبنانية، لكن هذا لا يمنع حصول اختراقات بين حين وآخر.
وتحدث عن اهمية العملية النوعية التي نفذها الجيش في وادي عطا (عرسال) مؤخرا، وأدت لمقتل واحد وتوقيف آخر من اخطر رموز الارهاب الداعشي في لبنان، كما كشف عن معلومات لدى الجيش حول نية احد رموز التطرف زعزعة الامن، وجرى التنسيق مع القوى الفلسطينية من اجل احباطه.
وعن موقفه من تمديد خدمته العسكرية، قال قهوجي: انا لا اتدخل في كل ما يحكى حول التمديد او عدمه ولا شأن لي بكل هذا الاخذ والرد، والمسألة عند السلطة السياسية سواء قررت التمديد او تعيين قائد جديد، لا تزجوني بهذه الامور واتركوني اتفرغ لعملي.
في غضون ذلك، تسلم الجيش اللبناني شحنة كبيرة من المساعدات العسكرية الاميركية بقيمة 50 مليون دولار وتشمل 50 عربة همفري مصفحة و70 مدفع ميدان هاوتزر و50 قاذفة آلية للرمانات وألف طن من الذخيرة الصغيرة والمتوسطة وقذائف المدفعية الثقيلة.