- الحريري يطل غداً للحديث عن انتخاب الرئيس والمستقبل الحكومي
بيروت ـ عمر حبنجر
ودّع اعضاء كتلة التغيير والاصلاح بالبهجة والحبور رئيسهم العماد ميشال عون اول من امس كون الاجتماع هو الاخير برئاسته من حيث المبدأ تبعا لانتقاله المرتقب الى قصر بعبدا الاثنين المقبل كرئيس للجمهورية.
البيان الاخير للتكتل برئاسة عون لفت الى ان المبادرات الداخلية الراهنة ألغت الحدود الفاصلة بين 8 و14 آذار، وضيقت هامش التأثيرات الخارجية لمصلحة لبننة الاستحقاق، واعتبرت ان الكلام عن تأجيل جلسة الاثنين «اصبح وراءنا» وان النضال لم ينته، بل يبدأ بعد اداء القسم، كما قال العماد عون.
قواعد التيار انصرفت منذ الامس الى تحضير مواكب الابتهاج من مقر التيار الى ساحة الشهداء حيث سيقام احتفال مركزي ترفع فيه كل الاعلام المشاركة في الحشد، يتبعها مهرجان غنائي كبير في سن الفيل في الثالث من نوفمبر احتفال بالمناسبة.
اول تهنئة مسبقة بالرئاسة تلقاها العماد عون من نائب طرابلس محمد الصفدي الذي زاره امس في الرابية مبايعا، وآخر المعطيات المتوافرة في الوسط السياسي تؤشر على انضمام كتلة وليد جنبلاط الى الركب المستقبلي ـ القواتي الداعم لعون، ولو تأخر الاعلان عن هذا الى اللحظة الاخيرة، علما ان بعض اعضاء هذه الكتلة استأذنوا باعتماد موقف مختلف وابرزهم النائب مروان حمادة.
المرشح سليمان فرنجية التقى البطريرك بشارة الراعي في الديمان امس، وقال بعد اللقاء للصحافيين ان الاجواء ممتازة، وردا على سؤال اكد استمراره في ترشيحه للرئاسة.
لكن مصادر سياسية اوحت لـ «الأنباء» بان هدف اللقاء كان اقناع فرنجية بالانسحاب لعون حرصا على الصف الماروني، لكن زعيم تيار المردة يريد ان يقنعه بالامر ومن يحسن تقدير قيمة هذه التضحية، وهو ما على البطريرك معالجته.
حول توصيف هذه الجلسة الانتخابية هل هي اولى بالمفهوم الدستوري والقانوني كما يرى الرئيس نبيه بري وبالتالي توجب نصاب الثلثين لانعقادها، اي حضور 86 نائبا، والثلثين ايضا للفوز في الدورة الاولى، ام هي ثانية ـ حسب رأي دستوريي التيار الوطني الحر ـ ولا تحتاج الى حضور اكثر من نصف عدد اعضاء المجلس زائدا واحدا، اي 65 نائبا، والحالة نفسها تنطبق على المرشح للفوز، أكان منفردا او بوجهة منافس.
وفي اجتماعها اول من امس، اقترحت كتلة التغيير والاصلاح ما يمكن اعتباره حلا وسطا، كأن يكون نصاب انعقاد هذه الدورة الانتخابية ثلثي عدد اعضاء المجلس، كما لو انها الدورة الانتخابية الاولى، على ان يكون الفوز للمرشح الذي يحصل على اصوات نصف عدد اعضاء المجلس زائدا واحدا، بحسب بيان الكتلة الذي تلاه امين سرها النائب ابراهيم كنعان.
لكن الرئيس نبيه بري حسم الامر من جنيف عندما اعلن للوفد الاعلامي المرافق ان «جلسة الاثنين دورة اولى، ونقطة على السطر».
اما الكلام عن تأجيل الجلسة لاسباب تقنية او غير تقنية، فقد رفضه العماد عون جملة وتفصيلا، وقد ابلغ هذا الموقف الى السيد حسن نصرالله الذي سعى لديه للارجاء اياما معدودة لمعالجة الانقطاع الحاصل بين عون وبري، لكن العماد لم يتجاوب مع الطرح لأنه يدرك خطورة التأجيل على حظوظه الرئاسية المرتفعة في الوقت الحاضر.
فيما فتح جنبلاط ذراعيه للعماد عون قبل الانتخاب، وسيزور عون النائب جنبلاط في دارته، وكلف وفدا من كتلته بزيارة المرشح الرئاسي عن الكتلة الجنبلاطية هنري حلو مقدمة لسحب ترشيحه.
بيد ان اوساط الرئيس بري في بيروت مازالت على حذرها، وقد وصفت قناة «ان.بي.ان» الناطقة باسم رئيس المجلس حركة الاتصالات بـ «الباهتة» وسط احتمالات مفتوحة لمسار الجلسة الانتخابية، ولاحظت ان العونيين يحتفلون بالفوز قبل وصول الجنرال الى بعبدا، بينما المردة منشغلون بتأمين اكبر قدر ممكن من الاصوات رفعا لرصيد مرشحهم للرئاسة سليمان فرنجية في صندوق الاقتراع، فيما يعمل فريق آخر لتعطيل الجلسة وفق سيناريوهات عدة مطروحة.
وقفزا فوق جلسة الاثنين التي يفترض ان تؤول الى انتخاب العماد عون رئيسا، حيث سيتلو خطاب القسم الذي تم تحضيره، بعد عملية الانتخاب مباشرة، سيتحول الحراك باتجاه مشاورات تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيلها، وسيظهر الحريري غدا في اطلالة تلفزيونية ليتحدث عن انتخاب الرئيس والمستقبل الحكومي.
عضو كتلة المستقبل الوزير نبيل دو فريج رجح ان يواجه الرئيس الحريري صعوبة في تشكيل الحكومة الجديدة بعد كلام السيد نصرالله عن التزام الحزب بعون «الذي سيضطرون لانتخابه الاثنين، لكنهم سيعودون بعد ذلك الى التموضع الى جانب الرئيس بري في موضوع الحكومة، وان حديث نصرالله عن التضحية الكبيرة بقبوله الحريري لرئاسة الحكومة المقبلة يصب ايضا في اطار العرقلة المنتظرة لمهمته»، واعتبر دو فريج ان اي عرقلة لانطلاقة العهد ستشكل ضربة للعماد عون وليس لرئيس الحكومة فحسب.
وكان لافتا امس زيارة وفد من مشايخ طرابلس للعماد عون في الرابية مباركين له رئاسة الجمهورية، وتحدث باسمهم الشيخ احمد كمونة معلنا الرهان على الجنرال لاخراج لبنان من محنته.