- فرنجية: الرئيس بيؤمر.. عندما يدعونا نأتي
بيروت ـ عمر حبنجر
مجلس حكم او حكماء انعقد في بعبدا امس، الرئيس ميشال عون اعتبر في اجتماع الاقطاب العشرة اجتماعا تشاوريا لتفعيل العمل المجلسي والحكومي، فيما رأت فيه المعارضة ـ وبطليعتها الكتائب ـ محاولة لإرساء منهج حكم اقصائي ديكتاتوري مرفوض.
واجتمع المتشاورون حول طاولة نصف دائرية وسط القاعة الرئيسية في القصر الجمهوري في ظل صف من الاعلام اللبناني بعدد المشاركين العشرة الذين غاب منهم اثنان هما الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي انتدب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد لتمثيله ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الموجود في موسكو والذي تمثل بالوزير مروان حمادة، فيما حضر رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع بخلاف ما سُرِّب سابقا ولاعتبارات أمنية.
الأسباب الأمنية بررت غياب نصرالله شخصيا وغطت تسريبة انتداب جعجع لوزير الاعلام ملحم رياشي كي يمثله في اللقاء، اما غياب جنبلاط فالى جانب سفره فإن برودة الطقس بين المختارة وبعبدا وبيت الوسط لعبت دورا ايضا.
اما المشاركون فهم الرئيس ميشال عون الذي ترأس اللقاء، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة سعد الحريري، الوزير مروان حمادة ممثلا جنبلاط، رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، رئيس حزب الطاشناق الارمني اغوب بقرادونيان، النائب محمد رعد ممثلا حزب الله، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، رئيس الحزب السوري القومي الوزير علي قانصو، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان، ورئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع.
وتقول مصادر بعبدا ان ما فرض عقد هذا اللقاء هو اعادة النظر بطبيعة العمل الحكومي والنيابي، وفق تصور عملي غير فضفاض، مع الاتفاق على عناوين الاولويات والجدولة الزمنية لما اتفق عليه، وعدم الدخول في حالات استرخاء.
ولوحظ ان اي لقاء ثنائي لم يعقد بين الرئيس عون والمشاركين لتجنب لقاء رئيس المردة سليمان فرنجية بحسب المصادر، انما اكتفى بمصافحة سريعة.
وتحدث النائب فرنجية الى الصحافيين بعد اللقاء قائلا: لا مشكلة شخصية مع فخامة الرئيس، تلقينا الدعوة من موقعنا فلبينا، وعندما يدعونا نأتي، هو يأمر.
اما عن نتائج اللقاء، قال: اتفقنا على تسيير اعمال الدولة.
من جهته، رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع قال انه تحفظ على البند رقم 1 في جدول الاعمال لكنه لم يوضح ماهية هذا البند، ونفى ان يكون ادار ظهره للنائب محمد رعد.
اما النائب طلال ارسلان فتحدث عن وثيقة ستصدر تتناول مقاربة مفهوم الدولة.
وتولى المدير العام للقصر الجمهوري تلاوة الوثيقة التي هي ورقة العمل التي عرضها الرئيس عون.
في الاثناء، قال الرئيس السابق ميشال سليمان بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي: هناك تحفظات على لقاء بعبدا لأنه اذا كان لمتابعة العمل في المؤسسات فمن الضروري تطبيق مبدأ فصل السلطات، ما يعني أن الأمور المتعلقة بمجلس الوزراء تُبت في مجلس الوزراء، وما يتعلق بمجلس النواب يُبث بمجلس النواب، واذا كان اللقاء للحوار فكان يجب ان يضم باقي الشرائح السياسية.
واشار سليمان الى انه من دون مناقشة الاستراتيجية الدفاعية لا احد يتأمل النهوض بالدولة، وانتقد قانون الانتخاب، خصوصا الاخطاء في قاعدة احتساب الصوت التفضيلي.
ومع انعقاد الجلسة، طرح المعترضون على تشكيل اللقاء سلسلة اسئلة حول كيفية اعتبار قانون الانتخاب انجازا، بينما يطالب بعض اهله بتعديلات جذرية عليه؟ وعن مبرر اقرار قانون الانتخاب بمادة وحيدة ومن دون نقاش؟ وما مبرر اقصاء المعارضة المستجدة عن لقاء بعبدا؟ ولماذا لم يقتنع وزير الطاقة ـ ومن وراءه ـ بالمخالفة الجسيمة في موضوع استئجار البواخر الكهربائية حتى اضطر مكسورا الى الرجوع لادارة المناقصات العامة بقرار من مجلس الوزراء؟
رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الذي يتصدر حزبه الحملة على الاقصاء الحاصل، قال امس ان هناك اشارات واضحة توحي بأن السلطة تتجه الى ادارة البلد بنهج ديكتاتوري، وتمنى لو ان رئيس الجمهورية تصرف كرئيس للجميع وليس رئيسا للسلطة.
رئيس الحكومة سعد الحريري قال عشية اللقاء التشاوري ان البلد لا يمشي الا الى تسوية سياسية، ولا احد يملك عصا سحرية، لكننا نعمل على الانماء والاعمار.
وشدد الحريري على ان لا احد يستطيع ان يأكل حق تيار المستقبل.