- رئيس الحكومة يؤكد على التحالف مع عون
- نصر الله: نتيجة الانتخابات تعد انتصاراً كبيراً لخيار المقاومة وبيروت ستحافظ على هويتها العربية
بيروت ـ عمر حبنجر
تدني نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية، وتحديدا في بيروت، شكل استفتاء بحد ذاته على قانون الانتخابات الجديد، وتاليا على القوى والاطراف التي وضعت نصوصه او صدقت عليه.
بعض الاوساط استغربت هبوط نسبة المقترعين في بيروت خصوصا وفي دائرتيها الاولى والثانية رغم استقدام الناخبين بالطائرات من الخارج، وكان جواب الماكينات الانتخابية التي تواجه الاتهام بالفشل ان المراقبين يتحدثون عن المستقدمين من الخارج ولا يدرون ان معظم عائلات البيروتيين غادرت قبل يوم الانتخاب بإجازة الى الخارج.
ولابد من التوقف امام هبوط الضغط السياسي لتيار المستقبل مقابل صعود عدد من منافسيه السنة في بيروت، كرجل الاعمال فؤاد المخزومي، وفي طرابلس رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، والوزير السابق فيصل كرامي، وفي البقاع الغربي الوزير السابق عبدالرحيم مراد، وفي صيدا اسامة معروف سعد، وكل هؤلاء او معظمهم سيرعون في مرج حكومته، لكن لن يكون بوسعهم ولا ربما في نيتهم الدخول في هذا المجال الآن على الاقل، اولا لأن هناك «تسوية سياسية» بينه وبين التيار الوطني الحر ترعى الوضع الحكومي، وثانيا لأنه يبقى رئيس الكتلة النيابية السنية الاكبر (21 نائبا) وثالثا لأن الاجواء الدولية مازالت في صفه.
اما عن اسباب انكماش حجم كتلة المستقبل من 52 نائبا الى 20 فيعزوها منافسو المستقبل الى القانون النسبي المسلوق، الذي وافق عليه، والى استبعاد اهل بيروت عن الوظائف العامة باعتبارهم «غير مؤهلين» كما قال احد وزراء التيار، وعدم الالتزام بالمسلمات الاسلامية (عدم التعطيل يوم الجمعة ومشاريع العلمنة) واستغلال المرجعية الدينية للتسويق الانتخابي وفقدان الثقة بالوعود.
وطبعا كان لدى الرئيس الحريري جواب على معظم الاسئلة والتساؤلات في اطلالته الاعلامية عصر امس.
وقال الحريري ان نتائج الانتخابات اعطت تيار المستقبل 21 نائبا، وقد كنا مراهنين على نتيجة افضل وكتلة اوسع فيها مشاركة شيعية ومسيحية افضل لكننا واجهنا باللحم الحي مشروعا اقصائيا.
واضاف، في مؤتمر صحافي عقده في السراي الحكومي: مستمر بخوض التحدي على كل المستويات ونملك رصيدا شعبيا كبيرا.
وردا على سؤال، قال: السيادة لم نتخل يوما عنها، والقانون الحالي سمح بالكثير من الخروقات، وهذا ما حصل مع حزب القوات اللبنانية الذي اهنئه بالنتيجة التي حققها.
وبسؤاله، قال: مازلت حليف الرئيس ميشال عون وسأظل كذلك، لأن هذا التحالف يحقق استمرار البلد واكبر انجاز للحكومة هو الانتخابات النيابية.
وردا على سؤال، قال: انا غير قابل للكسر، ونقطة على السطر.
وعن تشكيله الحكومة الجديدة واحتمال فرض شروط عليه، قال: اذا كان علي تشكيل الحكومة اقبل بالشروط اذا كانت لمصلحة البلد، واصلا لا احد يضع علي شروطا، واذا لم يعجبني امشي.
وردا على سؤال حول موقفه من رئاسة مجلس النواب التي ستطرح في اول جلسة نيابية، قال: سأجيب كما اجاب الرئيس نبيه بري «انا بعرف مين بدي انتخب».
وتوقع ان يشكل حكومة بسرعة، المهم ان يحصل التوافق السياسي والباقي قابل للمعالجة.
ومن جهته، اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن نتائج الانتخابات بمنزلة «انتصار سياسي ومعنوي كبير لخيار المقاومة الذي يحمي سيادة البلد»، معتبرا أن «تركيب المجلس النيابي الجديد يشكل ضمانة وقوة كبيرة لحماية هذا الخيار الاستراتيجي ولحماية المعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة».
وفي خطاب تلفزيوني بعد يوم من أول انتخابات نيابية تجرى في البلاد منذ تسع سنوات، قال نصر الله: «نستطيع أن نحكي اليوم بدرجة عالية من اليقين أن الحضور النيابي الذي أفرزته هذه الانتخابات... يشكل ضمانة وقوة كبيرة لحماية المقاومة وهذا الخيار الاستراتيجي ولحماية المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة»، مشددا على أن «بيروت كانت وستبقى الحاضنة للمقاومة».
وبخصوص الاتهامات التي سبقت الانتخابات للحزب بمحاولة تغيير هوية العاصمة بيروت وهيمنة انصار إيران عليها، قال: «عندما نشاهد النتائج في بيروت سنجد ان التنوع القائم يؤكد ان بيروت للجميع وعلينا العمل على تحصين هويتها». وأضاف: «على ضوء النتائج اطمئن الجميع بان هوية بيروت ستبقى عربية وهي من خلال التنوع الذي اظهرته بيروت هي التي تعطي الهوية الحقيقية لها».