- الرئيس المكلف يُقدم تصوره عن حكومة 2018 لعون
بيروت ـ عمر حبنجر
«74 نائبا حصة صافية لحزب الله، ما حوله من حزب مقاومة الى حكومة مقاومة».
هذا الكلام لقائد «فيلق القدس» الايراني اللواء قاسم سليماني احدث هزة سياسية في الاوساط اللبنانية، واثار انتقادات واسعة وسلسلة ردود جاء اولها من الرئيس سعد الحريري ومن قصر بعبدا عقب لقائه الرئيس ميشال عون، حيث سلمه تصوره (مسودة) التشكيل السياسي للحكومة العتيدة.
وقال الحريري: من المؤسف ان يصدر هذا القول عن دولة نود ان تربطنا بها علاقات من دولة الى أخرى، مؤكدا ان التدخل في الشأن اللبناني الداخلي امر لا يصب في مصلحة ايران ولا لبنان، واضاف: اذا خسر البعض في العراق لا يمكنه ان يظهر وكأنه يحقق انتصارات في اماكن اخرى، في اشارة الى خسارة حلفاء ايران الانتخابات العراقية.
بدوره، كتب رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان على صفحته التويترية معلقا بالقول: هنيئا للبنان بالكتل النيابية وبالنواب المستقلين، الذين يتجاذبهم محور الممانعة، والمحور الآخر، على امل ان ترسو مراكبهم على شاطئ المصلحة الوطنية.
النائب ميشال معوض رد مغردا هو الآخر بالقول: على اللواء سليماني ومعه محور الممانعة ان يعيدا حساباتهما جيدا، حتى لا يخطئا في عد النواب المحسوبين على حزب الله.
اما النائب سامي فتفت عضو كتلة المستقبل فطلب الى سليماني تسمية النواب الـ 74 لمعرفة ما اذا كان نواب التيار الوطني الحر من بينهم.
وتجنب التيار الوطني الحر الذي احتسبه سليماني ضمن «نواب» ايران تقليلا من اهميته، لكن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لحزب الله محمد رعد رد بصورة غير مباشرة على سليماني معتبرا ان في مجلس النواب اللبناني توجد اكثرية متجولة، اي غير مستقرة، كما كانت عليه في المجلس القديم.
بالعودة الى التشكيلة الحكومية، فقد قدم الرئيس الحريري رسما بيانيا بالحكومة العتيدة، من حيث الانتماء السياسي، لا الاسماء، شاكيا من المبالغات في طلبات بعض الكتل، وقال: انا اتحاور مع الجميع، لكن ليس شغلتي ان اقول كان يا ما كان، واذا وصلت الامور الى التوقف فسأعتذر، وسأتحدث الى الشعب اللبناني، وقال: انا مع تسريع تشكيل الحكومة دون تسرّع.
وكشف ان التصوّر الذي حمله الى الرئيس ميشال عون يشمل القوى الاكثر تمثيلا والتي تأخذ عليه انه لم يقدم لها حتى الآن اي مقترحات جدية.
لكن الرئيس المكلف اكد على النقاط التالية: الحكومة حكومة محاصصة، لا كتل نيابية كبرى خارج الحكومة، بيد انه لم يحدد ما اذا كان الرئيس نجيب ميقاتي مطابقا للمواصفات او تجمع النواب السنة.
وكما سبق ان اشارت «الأنباء»، فالرئيس الحريري متمسك بالحكومة الثلاثينية، وبعدم توزير علوي، اما السرياني الذي يطالب به الرئيس عون فيمكن القبول به في حال رفض حزب الكتائب الاشتراك بوزارة دولة، علما ان كتلة الكتائب المؤلفة من سامي الجميل ونديم الجميل وإلياس حنكش اقترحت امس فصل وزارة النقل عن وزارة الاشغال العامة ووزارة الداخلية عن وزارة البلديات، ما يبقي لها متسعا للحصول على حقيبة وزارة خدماتية.
وأوحى الحريري بإمكانية التنازل عن وزير سني يختاره رئيس الجمهورية شرط الا يكون فريق 8 آذار مقابل تنازل الرئيس عون عن وزير ماروني لمصلحة مستشاره الوزير الحالي غطاس خوري.
ويطالب الرئيس عون بوزير شيعي ضمن فريقه، وبما ان ذلك غير وارد من حصة الرئيس نبيه بري فقد تم التوجه الى حزب الله الذي عليه تسمية صديق للحزب وليس حزبيا، لينضم الى فريق الرئيس، مقابل وزير مسيحي يختاره الحزب.
وحول توزير النائب طلال ارسلان، قال النائب د.بلال عبدالله عضو اللقاء الديموقراطي الذي يرأسه تيمور جنبلاط ان زيادة الضغط علينا يجعلنا نطالب بأربعة وزراء لا ثلاثة، وان يكون الرابع من اقليم الخروب.
من جهته، قال الوزير غطاس خوري وردا على سؤال ان ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة تجاوزناها في الحكومة الماضية ولا عودة اليها، واعتبر ان النواب السنة خارج المستقبل متفرقون.
حزب الله اعتبر عبر قناة «المنار» ان التصور الذي قدمه الرئيس المكلف يشكل خطوة الى الامام، وايدت قوله ان المرحلة الاقليمية الحرجة تفرض الاسراع بتشكيل حكومة تضم الجميع، غير ان المنار املت ألا يكون هذا الحراك الحكومي مجرد جرعة تخديرية.
في هذه الأثناء برز موقف لافت للنائب نديم الجميل من مسألة التنسيق مع سورية لأجل عودة النازحين، قال: «يطالب لبنان بعودة النازحين إلى بلادهم وعدم فرض التوطين، لذلك يجب فعل كل ما بوسعنا لتحقيق هذا الهدف. فقد جربنا كل الوسائل منذ سنوات ولم نصل إلى أي نتيجة. لذلك لم يبق أمامنا سوى خيار التنسيق مع الحكومة السورية من أجل تحقيق العودة».
وشدد على «وجوب ان يحصل هذا التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية، وليس خارج اطار السلطة الشرعية اللبنانية»، موضحا ان «في إمكاننا اشراك الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر في هذه العملية من اجل تحقيق عودة آمنة وكريمة للنازحين».