- لو قرأ نصر الله آيات من الإنجيل أو العهد الجديد فسيقولون له لماذا تقرأ؟
- من الأفضل أن تبقى ترتيبات زيـارة جنبـلاط إلى سوريـة بعيـدة عن الإعـلامموقف الوزير المر يتطابق مع وجهة نظر الحزب لأهمية التنسيق بين المقاومة والجيشعلاقة حزب الله ببكركي مرهونة بموقف البطريرك صفير ويتوقف على مبادرة منه
بيروت ـ اتحاد درويش
حزب الله مرتاح لحكومة الوحدة الوطنية، والنائب نواف الموسوي يرى أن الالتباس الحاصل بالاعتقاد ان الديموقراطية التوافقية تتناقض مع الدستور اللبناني، مؤكدا في حديث لـ «الأنباء» ان هذه الديموقراطية، غير عددية، مشيرا في هذا السياق الى بيان مجلس البطاركة والمطارنة الكاثوليك الصادر عن اجتماع دير سيدة البير في مايو 1993 والذي قال ان الديموقراطية في لبنان فريدة، لانها ديموقراطية الجماعات لا العدد.
وأكد الموسوي فتح صفحة جديدة مع تيار المستقبل من خلال هذه الحكومة، من أجل بناء مؤسسات الدولة ونزع فتائل التوتر، واصفا الاصوات المانعة لتطوير هذا التعاون بالمفرقعات السياسية.
رؤى مشتركة
أما عن علاقة الحزب بالنائب وليد جنبلاط فقد أوضح ان هذه العلاقة آخذة في التطور وان حزب الله سيتقدم بهذه العلاقة، لافتا الى المراجعة التي قام بها النائب جنبلاط وأدت إلى تقاطع في رؤى مشتركة. وردا على سؤال عما يجري تداوله من أن السيد حسن نصر الله يسعى إلى ترتيب زيارة جنبلاط إلى سورية قال: «من الأفضل ان يبقى هذا الموضوع بعيدا عن الإعلام والتعامل مع ما جرى طوال الفترة الماضية على النحو الذي يفتح الآفاق امام استعادة روحية اسقاط اتفاق 17 مايو».
البطريرك صفير
وفيما يتعلق بعلاقة حزب الله مع البطريركية المارونية أعرب عن اعتقاده بان هذا الأمر هو عند البطريرك صفير، وقال ان ذلك مرهون بما ينوي البطريرك وموقوف على مبادرة منه.
وعما إذا كانت هذه المبادرة من البطريرك صفير هي باتجاه حزب الله؟ قال «أنا لا أتحدث عن مبادرة باتجاه الحزب، لكن اقول إنه في العام 2000 سئل البطريرك صفير عن حزب الله فقال «شباب لبنانيون يقاتلون من أجل تحرير وطنهم والدفاع عنه». اعتقد ان هذه الصيغة هي الصيغة الملائمة لوصف المقاومة في لبنان وعلى قاعدة هذا الوصف يمكن البناء.
آيات من الإنجيل
أما عن الردود التي اطلقها مسيحيو 14 آذار على خطاب السيد نصر الله في ذكرى عاشوراء الذي دعا فيه المسيحيين الى قراءة دقيقة للمتغيرات الدولية ولحسابات المصالح، والا يقبلوا ان يبقى بعضهم يدفع بهم دائما إلى الانتحار»، قال الموسوي ان السيد نصر الله توجه في خطابه إلى كل اللبنانيين عندما قال «رسالتي الى المسيحيين والمسلمين»، هم يقولون ان لبنان مؤلف من تفاهم اسلامي ـ مسيحي، وبالتالي عندما توجه السيد نصر الله إلى اللبنانيين خاطب المسيحيين وخاطب المسلمين، وهو رجل في موقع اساسي في لبنان ومن حقه الكامل ان يتحدث مع شركائه في الوطن، فلماذا لم يقم احد من المسلمين ويقول لماذا توجه الينا.
واضاف: «هناك قرار موجود لدى هذه القوى السياسية الخائبة بالمساجلة مع الحزب، حتى لو قال السيد نصر الله مهما قال، وحتى لو تلا آيات من الانجيل او فقرات من العهد الجديد، فلسوف يقولون انت لماذا تقرأ هذه؟» إذا هناك قرار باطلاق النار مهما قال، مع أن المنصف كان بإمكانه ان يرى في كلام السيد حسن نصر الله رؤية استراتيجية مستقبلية تدعو إلى اعتماد فكرة الائتلاف والعيش معا عوضا عن افكار التكفير والالغاء والتهميش والاقصاء، ورأى أن هناك أسبابا خارجية تتعلق بارتهانهم للإدارة الاميركية ورهانهم على مستجدات اسرائيلية يخرج نفسه من مسيرة التوافق ليبقى في إطار الفرقعة السياسية.
الجيش والمقاومة
وعما يتوقعه من المواقف المنتقدة لسلاح حزب الله واستئناف النقاش حوله على طاولة الحوار أشار الموسوي الى ان المقاومة هي جزء من الحكومة اللبنانية ومن الشرعية اللبنانية ومن آلية اتخاذ القرار اللبناني، لافتا الى ان كل اللغو السياسي الذي نسمعه لا قيمة له سوى تنفيس الخيبة ومحاولة استقطاب شباب لم ينضج فكره السياسي بعد، وأكد على أن التنسيق قائم بين الجيش والمقاومة وان كل هذا الكلام الذي نسمعه لا علاقه له بالواقع، موضحا ان هناك تنسيقا قائما وميدانيا بين الجيش والمقاومة، مشيرا الى زيارة وزير الدفاع الياس المر إلى الجنوب، وقال وجهة نظره الواضحة انه يجب ان يكون الجيش هو جيش والمقاومة هي المقاومة، معتبرا ان موقف وزير الدفاع يتطابق إلى حد بعيد مع وجهة نظر الحزب التي تقول في التنسيق بين الجيش والمقاومة مع الحفاظ على الثنائية بينهما لأن الاندماج غير مفيد لمصلحة لبنان.
وأضاف ان التضييق على المقاومة ومحاصرتها قد سقط في يوليو 2006 وجاء تشكيل حكومة وحدة وطنية لينقلنا الى مرحلة ان المقاومة قد تمكنت من ان تتفرغ لاهتمامها الأساسي وهو مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ومواجهة التهديدات الإسرائيلية، مشيرا الى ان كل هذه الضجة التي تحصل ليست أكثر من قنابل صوتية مزعجة للبنانيين لكنها غير مؤثرة، لافتا الى ان سلبيتها كونها تعمل على تعبئة حقد طائفي بين اللبنانيين.
ورأى ان هناك قوى سياسية في لبنان، وهي القوى السياسية الخائبة التي تنتظر ان تتكرر تجربة عام 1982 وتراهن على اعتداء اسرائيلي على لبنان يؤدي الى القضاء على المقاومة، وبالتالي تشكيل واقع سياسي جديد يمشي وروحية اتفاق 17 مايو، لافتا الى ان هناك من يراهن على تجديد المناخات السياسية التي نشأت بعد الاجتياح الإسرائيلي ويساعد على إشاعة هذا التوقع الكلام الذي اطلقه المسؤولون الأميركيون الذين أوحوا بالتهديد بعدوان إسرائيلي، مشيرا الى ان هذا الإيحاء تستخدمه هذه القوى السياسية الخائبة حتى تعود وتراودها أحلام تكسرت عندما سقط اتفاق 17 مايو. وأعرب عن اعتقاده بأن هذه القوى لم تتعلم من التجارب السابقة، لاسيما تجربة عام 1982 وهي تراهن على حصول اجتياح إسرائيلي يؤدي الى تعديل ميزان القوى وتتصرف الآن على قاعدة الاستعداد والتحضر لملاقاة هذا الوهم الذي تعتمده والاستثمار عليه.
مقايضة خاسرة
وردا على سؤال بان في هذه المواقف تخوين لفريق لبناني يطالب بطمأنته من سلاح حزب الله، أشار الى ان ما يسترعي الانتباه استحضار هواجس مفتعلة وتغييب مخاطر فعلية التي هي الخطر الإسرائيلي القائم وخطر العدوان الإسرائيلي الداهم أو المحتمل. ولفت الى ان هناك قوى سياسية مرتبطة ببرنامج سياسي خارجي، هذا البرنامج كان يستهدف سورية والمقاومة، الآن بسبب التغيير الدولي والاقليمي الذي حصل تجاه سورية، خرج من برنامج هذه المجموعة استهداف سورية وبقي استهداف المقاومة، مشيرا الى ان هذه المجموعة تقايض بخدمة للخارج اسمها محاصرة المقاومة مقابل دعم الخارج لها من اجل دور سياسي أكبر في المعادلة اللبنانية، لافتا الى ان هذه المقايضة خاسرة.
الحرب الشاملة
وعن تهديد باراك بشن حرب على لبنان عام 2010 قال ان حزب الله يقرأ الواقع الإسرائيلي بدقة ويتعاطى مع احتمالاته من موقع المتحسب لا من موقع الخوف والذعر، مشيرا الى ان ما رآه الإسرائيلي عام 2006 ليس سهلا، متسائلا ما الهدف السياسي لهذه الحرب؟ فإذا كان الهدف هو القضاء على حزب الله فإنه لا يمكن القضاء على المقاومة المسلحة من خلال عمل عسكري، لافتا بالقول ان الاسرائيلي يدرك ان العمل العسكري ضد حزب الله لا يكفي، والسؤال لماذا يقدم على عمل عسكري؟ وهل العمل العسكري يتوازن مع عمل سياسي؟ وما هو هذا العمل السياسي؟ مؤكدا انه لا أفق يتصرف الإسرائيلي على أساسه من موقع الحرب الشاملة، مؤكدا ان جزءا من هذه الحرب هدفه تعويد المجتمع الإسرائيلي على فكرة الهزيمة، وعدم الانتصار الكامل وفكرة تقبل خسائر فادحة.
أزمة القرار 1559
اما فيما يتعلق بالقرار 1559 الذي يعتبر من وجهة نظر الأمم المتحدة انه لم ينفذ، أوضح الموسوي ان دولا ساهمت في وضع هذا القرار قد تجاوزته وباتت تطلب من سورية التدخل في الشأن اللبناني، مشيرا الى ان الموضوع المتعلق بسلاح المقاومة هو ربط نزاع مع المقاومة عبر إثارة النقاش حولها.
وردا على سؤال قال ان القرار 1701 يؤكد على 1559 وعلى قرارات سابقة، أوضح ان القرار 1701 في روحه ونصه تجاوز الـ 1559 لأن هذا القرار 1559 لم يشر الى مشكلة الاحتلال الإسرائيلي للبنان والى مشكلة الصراع العربي ـ الإسرائيلي في حين ان القرار 1701 أشار الى هاتين المسألتين، وبالتالي فإن هذا القرار جعل 1559 وراءه، ولفت الى ان ما يقوله المسؤولون اللبنانيون ان هذا الموضوع قد جرى تجاوزه لأنه جرى تنظيم العلاقات بين لبنان وسورية وان الميليشيات اللبنانية قد حلت عام 1992 اما السلاح الفلسطيني فهو جزء من حل شامل للقضية الفلسطينية، مشيرا الى ان القرار 1559 لم يعد ذا موضوع، ورأى ان البعض في لبنان عندما ينظر الى القرار 1701 لا يرى 1701، بل 17 ـ صفر ـ 5 1983، وهناك فرق بين 1701 و17 ـ 5 ـ 1983 أي 17 مايو 1983.
حزب الله والكتائب
عن علاقة حزب الله بحزب الكتائب صاحب الطعن بالبند السادس من البيان الوزاري الذي ينص على المقاومة، قال الموسوي: لا شيء.
وعن الانفجار الذي استهدف «حماس» في مقرها بحارة حريك؟ قال: عبارة استهدف توحي بنتيجة مسبقة لتحقيق لايزال جاريا، وبالتالي علينا التوقف عند ما قالته حماس، وهو انتظار نتائج التحقيق.