- «التيار» يتهم «القوات» بالعرقلة.. و«القوات» ترفض الاتهام
بيروت ـ عمر حبنجر
استجدت معطيات وشروط كابحة لاندفاعة الولادة الحكومية عكسها عدم ارتياح الرئيس المكلف سعد الحريري لمجريات الامور، والذي تمثل بالاجتماع الثاني لرؤساء الحكومة السابقين في دارته ببيت الوسط، واعلانهم دعم موقفه الدستوري من تشكيل الحكومة، وحضهم اياه على عدم التنازل او الاعتذار وتفعيل تصريف الاعمال في حال طال امد التشكيل.
وتبدو اللعبة الآن بيد حزب الله اذا تشكلت الحكومة الآن ستكون بشروطه، وبالتالي طوع بنانه، واذا تأخر التشكيل فالوقت الاقليمي يعمل لصالحه والداخلي مثله.
لكن الاوساط القريبة من تيار المستقبل تحدثت عن شروط معاكسة للرئيس المكلف بوجه ما يتردد في الاروقة السياسية، خصوصا القول باستعداد الحريري للتنازل عن وزارة الاتصالات، ارضاء للقوات اللبنانية بعد تعذر اقناع الرئيس عون بالتنازل لها عن وزارة العدل، وتقول الاوساط ان وزارتي الداخلية والاتصالات من حصة تيار المستقبل الذي يمثل في الحكومة الطائفة السنية، في حين ان باقي الاطراف يمثلون احزابهم فقط، لذا فإن المستقبل لا يستطيع التخلي عن «الحصة السنية» في الحكومة.
كما ان هناك شرطا حاسما للحريري وهو عدم توزير اي من النواب السنة التابعين لفريق 8 آذار، لكن موقع «لبنان 24» نقل عن قريبين من بيت الوسط امكانية الاستثناء في حال التبادل مع الثنائي الشيعي (حركة امل او حزب الله) بالتنازل عن موقع وزاري لمصلحة وزير شيعي يختاره تيار المستقبل، وهذه المقايضة مطروحة على الرئيس ميشال عون ايضا.
وحظي توجه الحريري هذا بدعم رؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام.
الرئيس نجيب ميقاتي الذي يرأس كتلة من 4 نواب كان امتنع عن مواكبة اللقاء التشاوري السني التابع لـ 8 آذار ليشكل دعامة قوية بوجه المتمادين على صلاحيات رئاسة الحكومة.
وكان الرئيس الحريري التقى ليل الاثنين في بيت الوسط الوزير ملحم رياشي يرافقه مدير مكتب رئيس القوات سمير جعجع، ايلي براغيد ناقلين اليه افكارا جديدة حول البدائل الممكنة لوزارة العدل، كون القوات لا تريد مشكلة مع الرئيس عون التي تتهمها اوساطه بالعرقلة.
وترد القوات اللبنانية بأنها لم تكن يوما في موقع المعرقل بل في موقع المُسهّل رغم المحاولات العبثية منذ نحو 5 اشهر لإلغاء دورها او تحجيمها، حيث كانت تعمد في كل مرة تسحب منها وزارة معينة الى تدوير الزوايا والبحث مع الرئيس المكلف عن وزارة اخرى، تتناسب مع حجم الثقة الشعبية التي حظيت بها في الانتخابات النيابية.
وتضيف مصادر القوات ان الجهات المعرقلة تهدف الى فك التحالف بين القوات والمستقبل من خلال محاصرة الاولى والتضييق على الثاني بالثلث المعطل والايحاء بأن سعد الحريري لا يمثل السنة في لبنان بصورة مطلقة.
مصادر التيار الحر دافعت عن موقف الرئيس عون من تشكيل الحكومة، ونقلت عنها اذاعة «لبنان الحر» الناطقة بلسان القوات ان رئيس الجمهورية سهّل الى أبعد الحدود، متسائلة عن رفض القوات لوزارات الدولة في وقت كان كل الفرقاء لا يمانعون بها، واتهمت المصادر القوات اللبنانية بأنها المسبب الاول للعرقلة، حيث كل يوم لديها مطلب جديد، ساعة تريد حقيبة سيادية، واخرى تريدها شبه سيادية، واعتبرت المصادر لصحيفة «الاخبار» ان معراب «مش عارفة الله وين حاطتها».