بيروت ـ محمد حرفوش
تدور داخل كواليس قوى 14 آذار، نقاشات متعددة تتركز في جانب اساسي منها على تقييم نتائج محطات «المصالحات» التي انجزها النائب وليد جنبلاط، بعد «انعطافه» الشهير في 2 أغسطس الماضي، والذي أدرج تحت عنوان الواقعية السياسية وتجاوز رواسب احداث السابع من مايو.
وبحسب شخصية مشاركة في تلك النقاشات فإن 14 آذار لم تختلف مع جنبلاط على اهمية حماية السلم الأهلي، ولا على أولوية السلم الأهلي، لكنها اختلفت معه حول «خارطة الطريق» اذا جاز التعبير كما اختلفت معه ـ بطبيعة الحال ـ حول الخلل الذي احدثه انسحابه من ائتلاف 14 آذار.
وأشارت هذه الشخصية الى انه لم يكن لدى المشاركين في تلك النقاشات الرغبة في التطرق الى ما سمي بـ«الانعطافة الجنبلاطية» من اساسها، لافتة الى ان الهدف من النقاشات اساسا هو تحديد وتكوين قراءة موحدة ازاء السياسة الجديدة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وكيفية التعاطي معها.
ولاحظت الشخصيــــة الـ 14 آذارية انه ومــــع انتهاء «مصارحة الرابية» وقبلها مصالحة الشويفات ظهر بوضوح ان «الفريق الآخر» تعامل مع حركة جنبلاط ومع ما طرحه بصيغة «استقوائية» و«انتصارية» حيث رفض هذا الفريق التعاطي مع هذه السياسة بوصفها «مبادرة وحل» من جنبلاط مع هذا الفريق، فحزب الله اهتم بالسياسة الجنبلاطية الجديدة من زاوية اعتباره ان نتيجتها هي شق تحالف 14 آذار، اي من زاوية اعتبار انها قادت الى توازن قوى سيــــاسي مختلف، توازن في صالحه، بل اكثر من ذلك تعامل مع السياســـــة الجنبلاطية الجديدة بوصفها نتاجا لقوة اختبرها لتوازن قوة جرى تكريسه.
واشارت الشخصية الى ان اي قراءة او تقييم من قبل 14 آذار للمرحلة او للمستجدات الراهنة ينبغي ان يكون منصبا على كيفية تعاطي «الفريق الآخر» مع تلك المرحلة ومتغيراتها، وليس على وليد جنبلاط ومناقشة انعطافه، اي منذ ان قرر في 2 اغسطس اعتماد سياسة جديدة.
وشددت الشخصية على توجه الى عدم ابراز اي موقف يستفز جنبلاط او يخطئ في قراءته، وذلك من منطلق ان ما اقدم عليه كان دافعه وطنيا نبيلا، اي السلم الأهلي.