- جعجع يتهم «قوتين اثنتين» بتعطيل الحكومة عبر مطالب غير عادلة ويؤكد قبوله المبادلة تسهيلا لولادتها ويكشف الأسباب التي دفعته لذلك
بيروت - عمر حبنجر ووكالات
أشرق صباح الحكومة اللبنانية الجديدة مساء أمس الخميس من قصر بعبدا، الذي انتقل اليه الرئيس المكلف سعد الحريري حاملا معه التشكيلة الجديدة لتقديمها للرئيس العماد ميشال عون. وانضم اليهما لاحقا رئيس مجلس النواب نبيه بري.
واستغرق مخاض ولادة حكومة العهد الأولى، تسعة أشهر منذ إعلان تكليف الحريري، تخللتها تجاذبات وسجالات حول توزيع الحصص والوزارات على الفرقاء، انتهت بتقديم ما وصف بـ«تنازلات» من جميع الأطراف.
وشكل النساء حضورا لافتا، حيث تولت ٤ سيدات حقائب وزارية منهن: ريا الحسن لوزارة الداخلية شديدة الأهمية فيما احتفظ جبران باسيل بالخارجية.
وقد تلا الأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل مراسيم تشكيل الحكومة. وجاء في نص مرسوم قبول استقالة حكومة سعد الحريري والذي يحمل الرقم 1، ما يأتي: «ان رئيس الجمهورية، بناء على الدستور، لاسيما البند 5 من المادة 53 منه، والفقرة (د) من البند واحد من المادة 69 منه، بناء على الاستقالة المقدمة من قبل رئيس مجلس الوزراء السيد سعد الحريري، يرسم ما يأتي: المادة الاولى: اعتبرت الحكومة التي يرأسها السيد سعد الحريري مستقيلة. المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم ويبلغ حيث تدعو الحاجة ويعمل به فور صدوره».
ثم تلا فليفل مرسوم تسمية الحريري رئيسا لمجلس الوزراء وجاء فيه «يسمى السيد سعد الدين الحريري رئيسا لمجلس الوزراء»
بعد ذلك تلا مرسوم تشكيل الحكومة وسمى سعد الحريري رئيسا لمجلس الوزراء.
وعقب الاعلان عقد الرئيس الحريري مؤتمرا صحافيا قال فيه «اليوم ينتهي الاسبوع الاول من الشهر التاسع لتشكيل الحكومة والمدة طويلة جدا والمهم اننا وصلنا الى تشكيل الحكومة»
وقال: الواجب يقضي بعد شكر عون على ثقته، الاعتذار من اللبنانيين، لم يكن هناك شيئ يدعو لهذا التأخير.
وأعلن الحريري أن: الجلسة الاولى ستكون يوم غد السبت الساعة الحادية عشرة قبل الظهر
وأشاد بالقوات اللبنانية لما« قامت بجهد كبير وأيضا التيار الوطني الحر» وشكر جعجع وباسيل وقال« أعلم ان وجودنا في الحكومة مهمة ليست بسهلة ولا خيار أمامنا إلا تحمل المسؤوليات، وأعتمد على جميع الوزراء في بناء الدولة».
وأضاف: التمويل موجود والمطلوب قرار التنفيذ، وهذا القرار يحتاج الى اصلاحات ادارية والتمويل لا يكون الا بإصلاحات جدية.
وتابع: «أعمال للحكومة لا تحتمل التأخير وزمن المسكنات انتهى، والحل لا يكون بالتنظير بل ببرنامج واضح وبإصلاحات حقيقية».
وقد غادر الرئيس بري قصر بعبدا دون الأدلاء بأي تصريح، وذلك قبل الإعلان عن مراسيم تشكيل الحكومة.
وفي أول ردود الفعل على التشكيلة الجديدة، أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع أنه «قامت قوتان اثنتان بتعطيل تشكيل الحكومة عبر إلقاء مطالب غير عادلة على كاهل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري».
وفي مؤتمر صحافي بعد اجتماع «تكتل الجمهورية القوية»، أوضح جعجع أنه «مازال البعض حتى اللحظة يحاول ابتزاز الحريري، ما دفع به الى المناداة على أصحاب النوايا الحسنة والغيورين على بناء الدولة للمساعدة في تذليل العقبات».
ولفت إلى ان «القوات اللبنانية لن تبخل يوما في سبيل لبنان، وكيف اذا كان الأمر تبديل حقيبة»، مشيرا الى «اننا اتخذنا قرارا بالقبول بتبديل حقيبة وزارة الثقافة بحقيبة التنمية الإدارية وهذه المبادلة مشروطة اذا كانت ستؤدي إلى ولادة الحكومة فورا».
وأكد جعجع أنه «يضاف سببان رئيسيان دفعا بتكتلنا للقبول بهذا التبديل، وهما التحضير للحكومة الإلكترونية الذي تعمل عليه القوات اللبنانية في اجتماعاتها وعبر مشاريع القوانين، وهذا الامر يعمل عليه في وزارة التنمية الإدارية، والسبب الآخر هو ان مستقبل لبنان جانب فيه يقع في الحكومة الإلكترونية».
وقبيل توجهه إلى بعبدا، قال الحريري من السراي الحكومي، إن «الحكومة المقبلة ستكون مرغمة على أخذ قرارات صعبة لتخفيض الموازنات، ولا تمويل يتعلق بملف النزوح السوري».
جاء ذلك خلال إطلاق «خطة لبنان للاستجابة لأزمة النزوح السوري»، في السراي بالعاصمة بيروت، مساء أمس.
وأوضح الحريري، أن «الحل الأسرع لعودة النازحين (السوريين) يبقى بتقديم ضمانات لهم بأن الظروف السياسية والمعيشية أصبحت مواتية لعودتهم» إلى بلادهم.
وتمنى أن تلقى هذه الخطة تجاوبا لتتمكن بلاده من استيعاب هذه الأزمة.
وأشار الحريري، إلى أن «وتيرة عودة النازحين لاتزال بطيئة، بالإضافة لتأمين الدعم للمشاريع الخاصة والصغيرة وتنفيذ المشاريع للبلديات».