بيروت ـ عامر زين الدين
اكد عضو اللقاء الديموقراطي الوزير اكرم شهيب ان رئيس اللقاء النائب وليد جنبلاط يعتبر ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مناسبة وطنية كبرى.
وقال في تصريح لـ «الأنباء» مثل هذا الرجل لا يغيب لا عن اللقاء الديموقراطي ولا الحزب التقدمي الاشتراكي ولا النائب جنبلاط خصوصا فهو من حمل رايته ولواءه ولواء عائلته.
وكشف الوزير شهيب عن سير اللقاء الديموقراطي في عدد من المحطات السياسية والتشريعية على طاولة البحث في جلسة مجلس النواب اليوم الاثنين.
وقال «أما النسبة الى خفض سن الاقتراع فهو مطلب تاريخي (لجبهة النضال الوطني) وللحزب التقدمي الاشتراكي، كحق للشباب الذين سيكونون القادة في المستقبل والجسم الاساسي الجامعي والمؤثر في الاحزاب والتنظيمات والانتاجية السياسية»، وقد سبق ان اقر المجلس بنودا وتبقى آلية التطبيق التي قد تكون في هذه الانتخابات او الانتخابات المقبلة، والذي اقر في قانون الانتخابات النيابية السابقة.
ورأى شهيب ان هذا الموضوع سيشكل امتحانا لكل القوى السياسية التي عبرت سابقا وتعبر اليوم عن التزامها بهذه الشريحة.
وحول الانتخابات البلدية المقبلة، شدد شهيب على اهمية حصولها كواجب، سيما وان البلد يتمتع بالاستقرار بعد تشكيل حكومة وفاق وطني، كما انه اول امتحان رسمي للحكومة في التأكيد على هيبة السلطة وقدرتها على تجديد الدم في المناطق، خصوصا ان عددا كبيرا من البلديات حلت لاسباب مختلفة، وان انماء المناطق وادارة القرى يتطلبان وجود مجالس بلدية.
أما بشأن الاصلاحات على القانون الذي قدمه وزير الداخلية زياد بارود، فثمة تأييد لإقرار الكوتا النسائية، اما انتخاب رئيس البلدية ونائبه من الشعب مباشرة فقد تبرز تحفظات ازاءه منها ما يرتبط اولا بموضوع الاعراف والتقاليد التي قد تخترق، وثانيا: المداورة التي يتم الاتفاق عليها بين العائلات كل ثلاث سنوات مثلا، وثالثا: اذ ذاك يتمتع رئيس البلدية بسلطة شعبية الى جانب سلطته التقريرية مما يؤدي الى اصطفاف المجلس البلدي مجتمعا.
استبعاد الشهادات الجامعية
اما فيما يتعلق بشرط حمل المرشح شهادات معينة، فاستبعد الوزير شهيب اقرار مثل هذه البنود لاعتبارات عدة، لكنه استغرب الضجة السياسية الكبيرة حول الغاء الطائفية السياسية «التي هي ليست بالامر الجديد، انما مع كل مجلس نيابي حديث، طبعا مع اختلاف الظروف، اذا كانت مناسبة ام لا، ورأى ان للضجة ابعادا اكبر من تشكيل اللجنة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، وكما قال الرئيس نبيه بري فإن الامر ربما يأخذ 20 عاما ولا نصل معه الى نتيجة».
تصريحات شهيب لـ «الأنباء» تزامنت مع انطلاق العلاقة بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر من النقاشات الى التنفيذ، بما يؤشر الى تنامي التعاون بين الجانبين وارتقائه الى مستويات سياسية ان لم نقل تحالفية الى جانب اقلاع المحركات بما يتصل بملف المهجرين في الجبل وتعزيز الوضع الانمائي.
واذا كان الطرفان يحاذران حتى اللحظة من الدخول في الاستحقاق البلدي المقبل من حيث التنسيق والتعاون او حتى التحالف وعدمه، وهو الامر المتروك شخصيا لكل من زعيمي الفريقين النائبين وليد جنبلاط وميشال عون، الا ان ثمة تلاقيا كبيرا من اجل تشكيل رؤية مشتركة في مجال التعاون السياسي.
مؤتمر صحافي مشترك
وقد اشارت مصادر معنية لـ «الأنباء» الى ان خطة عمل مشتركة بين الحزب التقدمي والتيار الوطني الحر يجري الاعداد لها من قبل الجانبين وسيتم الاعلان عنها في مؤتمر صحافي مشترك التاسعة من صباح اليوم في فندق البريستول بحضور وزراء ونواب في اللقاء الديموقراطي وتكتل الاصلاح والتغيير الى جانب قياديين من الحزب والتيار واعضاء اللجنة التي انبثقت عن اجتماع عون ـ جنبلاط الاول برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا في 25 نوفمبر الماضي.
وستتحدث الخطة عن استعراض الظروف التي مرت في الجبل خلال السنوات المنصرمة، وصولا الى المراحل التي قطعتها عودة المهجرين والمصالحات بين المقيمين والعائدين، بحيث سيجري التشديد على ضرورة انهاء المصالحات المتبقية بين الدروز والمسيحيين في الجبل، لاسيما في عبيه وبريح وكفرسلوان واستكمال دفع الاموال للمصالحات الاخرى وملفات الاعمار واعادة الاعمار، كما تتضمن الخطة تفعيل عودة المهجرين التي انطلقت العام 1993 حينما تولى النائب جنبلاط مهام وزارة المهجرين ضمن برنامج انمائي في منطقة الجبل يوفر مقومات الصمود والعيش لابنائه، وتدعيم الاوضاع في شتى المجالات.
تعاون سياسي
وستتناول الخطة واقع التعاون السياسي بين الفريقين حول مجمل المواضيع والمسائل التي يمكن ان تشكل رؤية عمل مشتركة، خصوصا في مجال الدولة المدنية والاستراتيجية الدفاعية، والعلاقات اللبنانية ـ السورية والعربية وحقوق اللاجئين الفلسطينيين ازاء المطالب الانسانية وغيرها.
ولأن مثل هذا الانفتاح التقدمي على التيار الحر والعلاقة المستجدة بين الفريقين وتطورها بهذا المنحى قد يقلق فرقاء، كان الحزب التقدمي على علاقة معهم ضمن ثورة الارز ومنهم القوات اللبنانية ـ الكتائب ـ الاحرار، ستؤكد الخطة على ان التعاون بين الطرفين ليس موجها ضد احد من الاطراف السياسية في الجبل، وان آفاق التعاون مع هذه الاطراف يشمل مختلف النواحي التي من شأنها تعزيز وحدة الشعب اللبناني وتدعيم العيش المشترك، لاسيما في الجبل.
ومن المقرر ان يتحدث في المؤتمر الوزير اكرم شهيب وعضوا اللجنة المشتركة د.ناصر زيدان (اشتراكي) ود.ناصيف القزي عن التيار الحــر.