عشية عيد مار مارون وذكرى 14 فبراير، اختصر محلل سياسي المشهد السياسي الماروني عند ثلاث قوى سياسية مع أجنداتها واشكالياتها السياسية:
1 - اندفع «التيار الوطني الحر» مع اقتراب العيد الـ 1600 لشفيع الطائفة المارونية القديس مار مارون في تنظيم رحلة «حج» جماعية الى حلب لتتويج الاتجاهات والاستدارات «المشرقية» لزعيم التيار على وقع تزامنات الانفتاح المزدوج على سورية من جهة، وذكرى ابرام «مذكرة التفاهم» مع «حزب الله» من جهة اخرى، ولم يخالف «التيار» بدوره هذه الاشكالية المثيرة بدورها لمزيد من الاهتمام اندفاعه الداخلي اخيرا الى طي صفحة تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية التي تسببت بانفصام بينه وبين ركن اساسي في قوى 8 آذار الرئيس نبيه بري، ولا كذلك اندفاعه الى سحب مشروع القانون لخفض سن الاقتراع الذي كان نواب «التيار» في اساس وضعه وتقديمه.
2 - انبرت «القوات اللبنانية» الى ابراز قوة عصبها كذراع مسيحية اساسية في قوى 14 آذار، عبر التحضيرات السياسية والشعبية الجارية للحشد المرتقب في يوم 14 فبراير المقبل، عبر التركيز على خصوصية هذه الذكرى والتصاقها الحصري بهذه القوى، ولم تخالف «القوات» ايضا وايضا اشكالية المواءمة بين تسليمها بمنحى الانفتاح الذي يتبعه حليفها الاكبر الرئيس سعد الحريري على سورية وإثارتها المفاجئة لممارسات تقوم بها اجهزة امنية في حق مناصريها، على خلفية التوجس من استعادة صفحات سوداء من زمن الوصاية السورية والنظام الامني «المشترك».
3 - حزب الكتائب في ورقة سياسية وضعها أخيرا سلك منحى وصفيا لاذعا في واقعيته لجهة ابراز الواقع «الفيدرالي» الذي تجسده «حكومة الوحدة الوطنية»، مع ان الحزب ممثل فيها ومنخرط في التسوية التي استولدتها، وبدا الحزب «اليميني» الاعرق في توصيفه للحالة السياسية اقرب الى «يسار» ينمو على كتف قوى 14 آذار، ممزقا بين «نصف رجل» في السلطة و«نصف رجل» في المعارضة، ولم يخالف الحزب هذه الاشكالية المثيرة للاهتمام والتي ترافقه منذ الانتخابات النيابية، بحضوره «اجتماع البريستول» ممثلا برئيسه الاعلى الرئيس امين الجميل الى جانب ممثليه في الحكومة وبعض نوابه، فيما غاب عنه ممثل «اليسار الكتائبي» النائب سامي الجميل.