بيروت ـ عمر حبنجر
واخيرا افلحت جهود القوى اللبنانية ـ الدولية المشتركة في انتشال الصندوق الاسود للطائرة الاثيوبية المنكوبة والمزيد من جثث ركابها، اضافة الى اكتشاف مكان وجود الآخرين في بقعة تراكم الحطام على مسافة اربعة كيلومترات من شاطئ الناعمة، جنوبي بيروت، وعلى عمق 45 مترا.
وتم نقل الصندوق الى قاعدة بيروت البحرية تمهيدا لتسليمه الى لجنة التحقيق فيما انشئت غرفة عمليات للدفاع المدني على شاطئ الناعمة تمهيدا لاستقبال الجثث التي توالى انتشالها امس.
وقد تحققت هذه الانجازات بمشاركة السفينة «اوشن البرت» والبارجة الاميركية يو اس اس رامردج، ووحدات البحر اللبنانية والخبراء الفرنسيين، وتبقى العهدة على الرافعة الاميركية الغواصة «أوديسي اكسبلور» البالغة التطور والآتية من ايطاليا انتشل الحطام وما فيه وما حوله من جثث الركاب.
وقال وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي الذي واكب عمليات البحث، انه تم وضع الصندوق الاسود، ولونه الحقيقي برتقالي فوسفوري في وعاء اكبر يحتوي على مياه البحر، حتى لا يتأثر محتواه بعملية الانتقال من تحت الماء الى الهواء.
وحسب الخبراء فان هذا الصندوق سيرسل الى مقر الشركة الصانعة «بوينغ» في الولايات المتحدة حيث يجري فتحه وفك رموزه، بحضور ممثل عن الشركة الاثيوبية التي تتبع لها الطائرة المنكوبة ومندوب عن لبنان البلد الذي اقلعت من مطاره وسقطت في مياهه، اضافة الى مندوب منظمة الطيران العالمي، وان عملية فك طلاسم وتسجيلات هذا الصندوق تستغرق بضعة اسابيع، الا ان مصادر تيار المستقبل كشفت ان رئيس الحكومة سعد الحريري خصص طائرته الخاصة لنقل الصندوقين الاسودين الى فرنسا للتحليل.
وزير الصحة د.محمد خليفة، اكد من جهته ان فحوص الحمض النووي لاقارب جميع ركاب الطائرة قد انجزت، بمن فيهم الراكب السوري، والبريطاني من اصل لبناني.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان الادلة الجنائية في الشرطة القضائية اللبنانية باشرت تحليل بعض الاشلاء المنتشلة من الركاب والملاحيين، بحثا عن امكانية وجود مواد سامة.
في هذا الوقت اجري مأتم شعبي لغسان قاطرجي من ضحايا الطائرة في بلدة تل عباس في عكار امس، غيابيا، نظرا لعدم العثور على جثته.
وكانت قرية «عيتا الشعب» في الجنوب شيعت الطفل محمد حسن تريك الذي كان من بين ضحايا الطائرة، مع والده الذي لم يعثر على جثمانه.
في غضون ذلك، تراوحت الاهتمامات السياسية في بيروت، بين كلام الرئيس السوري بشار الاسد لمجلة النيويوركر الاميركية حول تغيير النظام اللبناني، وحول الاستعدادات لمجلس وزراء الاربعاء الذي عليه حسم مسألة قانون الانتخابات البلدية، فضلا عن اطلاق الدعوات لأوسع مشاركة شعبية بالذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير الجاري.
فعلى صعيد تصريحات الرئيس الاسد كان الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من رئيس الوزراء سعد الحريري كافيا لإيضاح ما التبس على الصحافي الاميركي الذي اجرى الحوار، وبالتالي لامتصاص هذا الموضوع.
وقد رأى النائب مروان حمادة ان استثمار كلام الرئيس السوري بشار الاسد سهل اذا اردنا تصعيد الامور، اما اذا اردنا ان نلملم الموضوع فلنعتمد الطريقة التي اعتمدها تيار المستقبل بعد الاتصال الذي جرى بين الرئيس سعد الحريري والرئيس الاسد حرصا على ما تم انجازه في العلاقات بين البلدين.
وفي تصريح لصوت لبنان شدد حمادة على ان يبحث مجلس الوزراء مصير الانتخابات البلدية هذا الاسبوع، فاما ان تجري دون اصلاحات او يتحدد موعد واضح لها في نهاية الصيف او بعد سنة، وخارج موسم الاصطياف.
البلدية أسيرة الخيارات
وفي موضوع قانون البلديات المطروح على جلسة مجلس الوزراء في بعبدا الاربعاء رأى الوزير بطرس حرب ان النسبية المطروحة للانتخابات البلدية والاختيارية لم تقدم حلا للمشاكل، ولن تسمح في الوقت ذاته بانتخابات اكثر عدالة وديموقراطية من النظام الحالي، بنظر معظم الوزراء في الحكومة، بل هي تعقد وتوجد مشكلة جديدة حول التمثيل المسيحي في بعض البلديات الكبرى، لذلك فأنا اميل الى القول ان موضوع النسبية لن يمر في مجلس الوزراء استنادا الى اجواء الجلسة السابقة.
اما حول خفض سن الاقتراع، فقال الوزير حرب: الحكومة عند رأيها في هذا الشأن، انما البحث بالتوقيت، ولا ادري لماذا الرئيس بري يطلب من الحكومة استرداد مشروعه من مجلس النواب، والذي من شأنه تعكير العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
غانم: التأجيل للشتاء المقبل
النائب روبير غانم رئيس لجنة الادارة والعدل توقع من جهته تأجيل الانتخابات البلدية الى الشتاء المقبل ريثما يتسنى اجراء تعديلات جذرية على القانون الحالي. وعن المخارج التي طرحها الرئيس بري حول خفض سن الاقتراع من 21 الى 18 سنة كإقرار المشروع في مجلس النواب مع ربطه تنفيذيا بالعام 2013 تاريخ الانتخابات النيابية بمشاركة المغتربين ايد النائب غانم هذا المخرج.
واقرأ ايضاً:
لماذا الصندوق الأسود.. برتقالي؟
الأسد يؤكد لبري وقوف سورية مع لبنان في مواجهة أي عدوان إسرائيلي
أخبار وأسرار لبنانية
خليل لـ «الأنباء»: مشاركة لبنان بالقمة العربية «قنبلة موقوتة» وحكمة الفرقاء وحدها كفيلة بمنع انفجارها
فتفت لـ «الأنباء»: لا مصلحة للبنان في مقاطعة القمة العربية.. وهي تعلو فوق كل المفاهيم