بيروت - عمر حبنجر
مازال اسم المهندس سمير الخطيب، يحتل منفردا ساحة التكليف الحكومية، على الرغم من الحملات المتعددة المنطلقة التي تستهدفه كمرشح مزكى لرئاسة الحكومة، لتصيب عبره العهد وفريقه، مع خدش علاقة الصداقة الوثيقة له مع الرئيس سعد الحريري.
المشاورات مستمرة تمهيدا لاستشارات الاثنين الموعودة، وفي هذا السياق، سجلت نقاط إيجابية في لقاء الخطيب مع الوزير جبران باسيل، ويبقى التعويل على موقف سعد الحريري الذي التقاه امس الأول، وتبلغ منه تأييده له وحثه على الحصول على موافقة الثنائي الشيعي امل وحزب الله، لكن هؤلاء ينتظرون من الحريري دعما مكتوبا ببيان للخطيب، الذي هو من اقرب اصدقائه إليه، وهذا ما لا يراه الحريري ممكنا قبل استشارات الاثنين في بعبدا.
ودخلت المشاورات مرحلة توزيع الحقائب وغربلة الأسماء تسريعا للتأليف بعد التكليف، حيث مازال الكباش قائما، حول وزارتي الخارجية والطاقة اللتين يرفض باسيل التخلي عنهما، ويصر على ابقائهما بيد التيار، طالما انه باق خارج اللعبة الوزارية.
في حين اشارت مصادر الحريري الى رغبته بأن يتمثل تيار المستقبل باختصاصين في حين تتجه القوات اللبنانية الى البقاء خارج المشهد الحكومي، لا عبر تسمية مكلف ولا توزير.
وقد ترأس رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع اجتماعا لكتلة نواب القوات، في معراب غروب امس بتوقيت بيروت، وكانت هناك كلمة قوية له اكد فيها انه لا يمكن للقوات ان تكلف الا من يؤلف حكومة اختصاصيين مستقلين، وإلا ستكون الحكومة نسخة طبق الأصل من الحكومات السابقة، بوجوه وأسماء مختلفة ولن تحظى بثقة الناس.
وأظهرت استطلاعات اولية ان كتلتي «التنمية والتحرير» و«لبنان القوي» اللتين ستلتقيان رئيس الجمهورية بعد ظهر الاثنين، حتى اذا طرأت مفاجآت في الصباح، تصبان في مصلحة الخطيب.
في الأثناء، النائب نهاد المشنوق الذي سيشارك في الاستشارات منفصلا عن كتلة المستقبل، رفض الإفصاح عمن سيسمي، مؤكدا من دار الفتوى، ان الخطيب سيكلف الاثنين، ولئن وقف الحراك الثوري بوجه تكليفه.
وعرض المشنوق على مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان عقد اجتماع للمنتخبين من كل الفئات في دار الفتوى والتفاهم على اعتماد المعايير التي وضعها رئيس الحكومة سعد الحريري، لتشكيل الحكومة، وقد وعد المفتي بدراسة هذا الاقتراح.
وقال كل ما يحصل يراكم الاحباط ومنصب رئيس الحكومة وهو الممثل الأول للسنة، ولا اتصور ان احدا من السنة يقبل بكلام احد الوزراء (سليم جريصاتي) عن رؤساء الحكومة السابقين وهم اشرف من هذا الكلام.
وفي دردشة مع الصحافيين بعد الاجتماع، أبدى المشنوق خشيته من تدهور الأوضاع الامنية حتى ولو حصلت احداث دامية اليوم او غدا وخلال الفترة الفاصلة عن يوم الاستشارات الاثنين، لكن الخطيب سيكلف، مهما حصل، وفق وزير الداخلية السابق.
ولاحظ المشنوق ان الاوروبيين مشوا بحكومة التكنوسياسية وبقي الاميركيون وحدهم مصرين على حكومة «التكنوقراط» المستقلة التي يطالب بها الحريري.
وماذا عن موقف الحراك؟ اجاب العميد المتقاعد جورج نادر المعني بالمتقاعدين من العسكريين: الحراك الثوري يطالب بالاستشارات منذ شهر، والآن الرئيس عون عمل ما عليه، بالدعوة للاستشارات، والكرة الآن عند الكتل النيابية، واعتراضنا كان على طريقة التحضير للاستشارات، من خلال التأليف قبل التكليف، واليوم نحن نعتبر سمير الخطيب منغمسا مع الطبقة السياسية من خلال شركته الهندسية (خطيب وعلمي) وعلى المحاصصة الجارية، وكأن كل ما قمنا به كحراك ثوري لا قيمة له.
وعن تمثيل الحراك، قال في حديث اذاعي، اولا، التمثيل للثورة وليس للحراك.. وثانيا أي عضو في الثورة يريد ان يتمثل في الحكومة، نعتبره من «الخوارج» الذين يتسلقون على ظهر الثورة، مبروك عليه يروح يقعد معهم، نحن في الثورة لا نريد ان نتوزر.
واستبعد ان يكون احد ضعفاء النفوس قد التقى الرئيس عون، وقال لمن اطلق هذا الخبر، عليكم ان تذكروا الاسماء.
وعلى صعيد حركة الحراك، نابت الامطار الغزيرة التي هطلت على السواحل اللبنانية اعتبارا من صباح امس عنه فقطعت الطرق الدولية بين بيروت وصيدا، وتحديدا في خلدة والناعمة والدامور وجرفت السيارات واغرقت المنازل، وأجبرت عائلات على الهروب الى الحدائق المرتفعة.
وما زاد الطين بلة انهيار جدار دعم للطريق، مما حول الامطار المجمعة إلى سيول جارفة.
وكان بين العالقين في السيول الفنان الكوميدي عباس شاهين، والذي لعب دورا حاسما في استنهاض همة المسؤولين عن صيانة الطرق، بعبارات قاسية.
وفي المناطق التي لم تجتحها السيول تواصلت الاحتجاجات الشعبية لليوم الـ 50 على التوالي أججها تصاعد أسهم الخطيب، وامتدت الى عدة مناطق في بيروت وشمال لبنان وجنوبه.
وتجمع عدد من المحتجين أمام مقر جمعية المصارف في بيروت وصيدا احتجاجاً على تعامل المصارف مع المودعين، بعد تحديد المصارف سقف السحوبات للمودعين من المصارف، وأعلنوا أنهم سيقومون بجولة على مصارف عدة في بيروت، مطالبين بتوضيح حول القرار الجديد للمصارف.