المختارة - عامر زين الدين
رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنه لا حل إلا بتشكيل حكومة تكون وفق أصول الطائف والدستور، ولا نريد الدخول في حكومة أطاحت بالحد الأدنى بكل الأسس الدستورية التي حتى الآن يمارسها البعض.
كلام النائب جنبلاط جاء في ذكرى ميلاد المعلم الشهيد كمال جنبلاط على ضريحه في المختارة امس، وقد تحولت الى مناسبة وطنية جامعة وكبيرة بشكل عفوي ودون توجيه دعوات، إلا أن الآلاف من المواطنين والمناصرين، ولاسيما من ابناء الجبل والمناطق آثروا احياء المناسبة جريا على العادة ككل عام فحضروا وفودا شعبية وأهلية وشبابية وأفرادا حملوا الاعلام اللبنانية والحزبية لوضع زهرة على ضريح صاحب الذكرى. وانطلقت للغاية مسيرة شعبية ضخمة من قصر المختارة باتجاه الضريح سار فيها رئيس «التقدمي» وليد جنبلاط وعقيلته السيدة نورا ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط وداليا جنبلاط وتقدمها رجال الدين من مختلف المذاهب الإسلامية والمسيحية ممثلين لطوائفهم ومرجعياتهم الدينية. وأحاط بالعائلة وزراء ونواب اللقاء الديموقراطي، وعدد من الوزراء والنواب السابقين، وقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي، والاتحاد النسائي التقدمي ومنظمة الشباب التقدمي والكشاف التقدمي، وحشد غفير من المواطنين والشباب. وعند الوصول الى الضريح قرأ رجال الدين الفاتحة ووضع وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط الزهور على الضريح. وقال رئيس «التقدمي» على الضريح: «نذكر الذين يطالبون بتغيير النظام أن كمال جنبلاط هو أول من نادى بالتغيير. وحارب الفساد عندما أسقط رمز الفساد عام 1952 في الثورة البيضاء. ولاحقا قام بثورة 1958 ضد الأحلاف الأجنبية، ولاحقا وقف مع الثورة الفلسطينية التي نفتخر بها ونفتخر بكل جندي فلسطيني سقط معنا في تلك المعركة الكبرى». أضاف «كمال جنبلاط أول من تصدى لعدوان النظام السوري على لبنان. واغتالوه. وأول من نادى بالعلمانية مع الحركة الوطنية اللبنانية».
وتابع: «في ذكرى اليوم أحيي من هذا الموقع من كل قلبي المناضل الكبير محسن ابراهيم وهو الذي كان معنا، والشهيد جورج حاوي والكثر في تلك اللحظات الصعبة من النضال الوطني والقومي والعربي». وختم جنبلاط مؤكدا ان «المسيرة مستمرة وسنتابعها مهما كانت الصعاب ومهما أتتنا السهام من هنا وهناك فلا نبالي.. المسيرة مستمرة».
بعد ذلك التقى وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط برجال الدين ممثلي الطوائف، وبعد كلمات من قبلهم حول أهمية الذكرى كوطنية جامعة في المختارة، قال وليد جنبلاط «الشكر للمشايخ والآباء على حضورهم والشكر موصول الى الجميع. إننا نمر بفترة استثنائية في الصعوبة ومن التحديات والآتي علينا أقسى من الذي مر، ولا حل إلا بالتضامن الاجتماعي والتعاضد. ولا حل إلا بتشكيل حكومة، تكون وفق الأصول، أصول الطائف، والأصول الدستورية، ولا نريد أيضا الدخول في حكومة أطيحت بالحد الأدنى بكل الأسس الدستورية التي حتى الآن يمارسها البعض».
وختم «كما سبق وذكرت أيامنا صعبة جدا وانني في الحزب جاهز لتقديم أي دعم ضمن الممكن من أجل الصمود ومن أجل الاستمرار. دائما كنا نجتمع منذ 42 عاما ونستمد من هذه الذكرى قوة، واليوم وبالرغم من كل المصاعب سنستمر بقوة إضافية في المواجهة وفي الاستمرار».