بيروت ـ جويل رياشي
استفاق اللبنانيون أمس على خبر تم التداول به يتعلق بقرار عائلة ضومط إقفال فندق «البريستول» العريق الذي يقع في منطقة فردان بالعاصمة بيروت، والذي شيد في 1951 وتم تجديده في 2012 (انتهت أعمال التجديد في 2015).
ونسب بيان غير موقع الى المالكين، خاطبوا فيه الموظفين وأخطروهم بقرارهم الإقفال النهائي بسبب الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن تداعيات احتجاجات 17 أكتوبر الماضي غير المسبوقة في تاريخ البلاد، وصولا الى وباء كورونا «الذي اجتاح القطاع الفندقي وأدى الى تدميره بالكامل».
وجاء في البيان «ان ادارة فندق البريستول تأسف لإعلامكم وبحزن شديد انها مرغمة على اتخاذ القرار بإقفال الفندق بشكل نهائي بسبب الخسائر الجسيمة اللاحقة بها، والتي أصبحت عاجزة عن تحملها».
وحمل البيان تطمينات في شأن التعويضات المادية الخاصة بالموظفين، الى تنويه بدورهم في مسيرة الفندق، مع الإشارة الى ان الإدارة استمرت في دفع رواتب الموظفين كاملة أثناء أعمال التجديد بين 2012 و2015 التي شهدت إقفالا كاملا.
«الأنباء» اتصلت بالمساعدة التنفيذية لمدير الفندق باسكال سلوان التي أكدت ان «الفندق مقفل حاليا، وأنه سيصدر بيان رسمي لتوضيح الأمور. وقد تتم دعوة الصحافيين الى مؤتمر صحافي لشرح حيثيات الموضوع».
وردا على سؤال عن مدى دقة البيان المتداول على السوشال ميديا، قالت «لا دخان من دون نار».
وكذلك صرح مدير الفندق اللبناني الفرنسي جوزف كوبات لوكالة «فرانس برس»: «بعد تريث لستة أشهر، قررت الشركة المالكة إغلاق الفندق في انتظار أيام أفضل، وفي الوقت الراهن هذا الإغلاق دائم»، بعدما «بات الوضع الاقتصادي لا يحتمل».
في ذاكرة اللبنانيين، ارتبط اسم «البريستول» بقلب بيروت اثناء الحرب الأهلية، ذلك انه بقي الفندق الوحيد من فئة خمس نجوم في الشطر الغربي من العاصمة، بعد توقف الفنادق الكبيرة عن العمل، وبينها «فينيسيا» و«هوليداي إن» اثر ما عرف بـ «حرب الفنادق» التي كرَّست تقسيم العاصمة في بداية الحرب الأهلية.
كان «البريستول» ذا المبنى الثلاثي المكون من ست طبقات بينها فناء كبير مجوف في الوسط لاستيعاب الحديقة، والمصمم من قبل المهندس الفرنسي جان روبير، مقصدا لحركة كثيفة ارتبطت بحقبة من تاريخ لبنان، وتعدت الحفلات الاجتماعية، وصولا الى التمهيد لما أطلق عليه اللبنانيون «الاستقلال الثاني»، عبر اجتماع شهير لأطياف معارضي الوجود السوري في لبنان في 2004، والذي حظي بمساندة معلنة من رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط والبطريرك الماروني الراحل نصرالله صفير، الى مساندة غير معلنة من الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
يحتوي الفندق على 157 غرفة تتوزع بين تصميمات بملامح شرقية وبين أخرى تعود الى حقبة الستينيات وصولا الى حقبة الحداثة.
وفي الفندق قاعة فسيحة للاحتفالات الكبرى لا تضم أعمدة. قاعة مر فيها أمير موناكو ألبر الثاني وشاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي والرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك والملكان الراحلان السعودي عبدالله الثاني والاردني الحسين بن طلال وغيرهم من المشاهير.
في شارع مدام كوري حيث مبنى وزارة الثقافة، كان فندق البريستول الملتقى اليومي لكثيرين لشرب القهوة وتناول الحلويات المميزة، اضافة الى تناول المأكولات الفاخرة وأطباق خاصة بالفندق عرفت بـ Les gourmandises du Bristol.