بيروت - عمر حبنجر
«ثورة الخبز والكرامة»، عنوان الحراك الشعبي اللبناني في طبعته الجديدة بعدما تحول عمليا من انتفاضة الى ثورة، بحسب العميد المتقاعد جورج نادر الذي يشكل وعموم المتقاعدين من عسكريين وأمنيين جزءا من هذا الحراك، بعدما أفرغت لعبة الدولار السياسي مرتباتهم التقاعدية من كل قيمة شرائية.
ولأول مرة، ربما في التاريخ المعاصر، تحدى الجماهير الغاضبة منع التجول بقرار حكومي وتقطع الطرقات.
وقد امتدت أعمال «القطع» من طرابلس الى سواحل المتن والشوف مرورا في بعض شوارع بيروت، وصولا الى صيدا وامتدادا الى البقاع الأوسط والشمالي.
ومع تجاوز الدولار الأميركي عتبة 4 آلاف ليرة تجاوز الناس ايضا حواجز التردد والخوف من «الكورونا» بوجهيها الوبائي والسياسي ليقولوا «لا» بنبرة عالية.
وواضح وفق المعطيات ان هذه النبرة ستعلو أكثر في أواخر هذا الأسبوع، حيث يلتقي عيد العمال المصادف بعد غد الجمعة في الأول من مايو، مع استحقاق رواتب آخر الشهر، وسط إقفال شبه كلي للمصارف بين مضرب ومحطم الواجهات.
يضاف الى هذين العاملين حالة الاستنفار الأقصى والذي بدأ من طرابلس، عندما خرج المواطنون من صلاة التراويح أمس الأول الى الساحات وخاصة ساحة الثورة فصدرت التعليمات الى الجيش بدعوتهم للتفرق عملا بقرار التعبئة الصحية ضد «الكورونا».
وقد أجاب بعضهم بأنه يفضل «الكورونا» على الموت جوعا، وهنا حصل بعض التدافع وأقدم أحد من وصفوا بالمندسين على إلقاء زجاجة حارقة (مولوتوف) على آلية عسكرية واشتعلت فيها النار، عندها رد الجيش بإطلاق النار في الهواء كما استخدم الرصاص المطاطي بمواجهة المفرقعات التي أطلقت باتجاهه ما أوقع أكثر من ٦٠ جريحا بينهم عسكريون.
وقد توفي لبناني متأثرا بجروحه التي أصيب بها جراء المواجهات في طرابلس، وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام»، أن شابا فارق الحياة متأثرا بجروحه «إثر إشكالات ليلا بين عناصر الجيش وبعض المندسين في اعتصام الحراك الشعبي في ساحة النور بطرابلس».
ومن طرابلس إلى ذوق مصبح وساحل المتن، حيث أقفل المحتجون الطريق الدولي الذي يربط بيروت بطرابلس والشمال وقد تدخل الجيش وفتحها بعد مشادات مع المحتجين والمحتجات اللواتي افترشن الأرض لفترة طويلة.
وفي مختلف المواجهات التي حصلت أمس وقبله كان الشعار واحدا: تحركنا ضد سلطة الفساد والتلاعب بالدولار لا ضد الجيش الذي وضعوه بمواجهة شعبه.
وقال أحدهم: الجيش أهلنا ومعركتنا مع الفاسدين الساعين الى تشويه العلاقة بين الجيش وشعبه.
من جهتها، قيادة الجيش أعلنت، في بيان مكتوب، ان عددا من المندسين أقدموا على أعمال الشغب والتعرض للممتلكات العامة والخاصة وإحراق عدد من الفروع المصرفية واستهدفوا آلية عسكرية بزجاجة حارقة، كما تعرضت دورية عسكرية بقنبلة يدوية تسببت في جرحى عسكريين، ودعت القيادة المواطنين الى إخلاء الساحات، محذرة من عدم التهاون مع أي مخل بالاستقرار وكل من تسول له نفسه التعرض للسلم الأهلي.
بدورها، جمعية المصارف أعلنت عن إقفال جميع فروع المصارف في طرابلس اعتبارا من امس حتى استقرار الأوضاع.
وتوقف المراقبون، أمام تغريدة تويترية لنائب حزب الله إبراهيم الموسوي تضمنت قوله: «ان أسقطتم الحكومة فسنسقطكم في الشارع انها حكومة الفرصة الأخيرة يا بيك، وبعدها حتما الطوفان».
وأوضح لاحقا انه لم يكن يرد على أحد بالتحديد.. لكن يبدو أن المقصود هو وليد جنبلاط المعروف بأن لقبه البيك.
تيار المستقبل تحدث عن تصعيد كبير بوجه الحكومة، مشيرا الى اجتماع رؤساء الحكومة السابقين في «بيت الوسط» امس الاول.
وعلمت «الأنباء» ان التريث للرؤساء بإصدار البيان غايته انتظار ما سيقرره مجلس الوزراء في جلسة غد الخميس وما سيقوله حاكم المصرف المركزي رياض سلامة اليوم ليبنى على الشيء مقتضاه.