بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو كتلة «المردة» النائب سليم كرم، ان اسقاط المجلس النيابي تعديل المادة 21 من الدستور لاعطاء الشباب في سن الـ 18 حق الانتخاب، كان بديهيا في ظل اعتبار المسيحيين ان التعديل دون ربطه بمشاركة المغتربين اللبنانيين في الاقتراع يستهدف وجودهم السياسي وحتى الإداري في مؤسسات الدولة، وذلك لاعتباره ان الاغتراب اللبناني مكوّن من غالبية مسيحية هاجرت خلال توالي الحروب في لبنان وعليه الهجرة التي احدثت وبشكل قســري خللا في التوازن الطائفي على المستوى الانتخابــي، ممــا يجعــل التعديل بصيغته المطروحة من قبل فريــق معيــن يُضعــف الــدور المسيحــي ضمن اللعبة السياسية وحتــى ضمن التوظيفات الإدارية في مؤسسات الدولة.
وأكد النائب كرم في تصريح لـ «الأنباء» ان المسيحيين يريدون إشراك الشباب في عملية الاقتراع كحق من حقوقهم المدنية، إلا أن هذا الحق يجب أن يكــون كامــلا وغير مجتزأ، وذلك مــن خــلال إعطاء الشباب في الاغتــراب حق الاقتراع كونهم لبنانيين مثلهم مثل المقيمين في الداخل اللبناني، أسوة بكل أنظمة الدول التي تتيــح لمغتربيها الاقتراع عند كل استحقاق انتخابي، مؤكدا أيضا ان المسيحيين لا يريدون أي خلاف مع أي مــن شركائهم في الوطن لا على المستوى الطائفي ولا على المستوى السياسي، معتبرا ان ما صدر من ردود فعل حيال إسقاط التعديل، وبالرغم من كونه دليل صحة في العمل السياسي، الا انه يبقى في غير محله كون الموضوع يندرج في خانة العرض والطلب ضمن اللعبة الديموقراطية، وان لا أحد من الفرقاء يستطيع المزايدة لبنانيا ووطنيا على الآخر بأي طرح كان.
على صعيد آخر وعن نتائج زيارة رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون الى الشوف، لفت النائب كرم الى ان ما حدث عبر التاريخ من أزمات وحروب بين المسيحيين والدروز في الجبل كان نتيجة إيحاءات واملاءات خارجية لكل من الفريقين المذكورين أوصلت الجبل الى ما وصل إليه من حرب عبثية تدميرية أدت الى تهجير المسيحيين منه في العام 1983، مذكرا بان تلك الإملاءات تمكنت من تفكيك كامل الوطن الذي يسعى العماد عون والنائب فرنجية الى إعادة جمعه وإعادة دمج أبنائه على مختلف طوائفهم في مناطق مشتركة كما كانت عليه قبل الحرب الأهلية، وهو ما تجسّد عمليا في ورقة تفاهم عون مع حزب الله وفي تقاربه وزعيم المردة النائب سليمان فرنجية مع تيــار المستقبل ومؤخرا في مصالحة الجبل مع الزعيم الــدرزي وليد جنبلاط التي كانت قد سبقتها أيضا مصالحة بين هذا الأخير والنائب فرنجية.
وردا على سؤال عما إذا كان العماد عون قد عنى بمصالحة الجبل عدم اعترافه بالبطريرك وبالتالي بالمصالحة التي أجراها في العام 2001، رفض النائب كرم المساواة بين زيارة البطريرك صفير وزيارة العماد عون للجبل، وذلك لاعتبار غالبية المسيحيين (على حدّ قوله) ان زيــارة صفير كانت زيارة رعوية أكثر منها مُصالحة سياسية، خصوصا ان هذا الأخير لا يستطيع اعطاء زخم سياسي للمصالحة بالقدر الذي يستطيع العماد عون تقديمه، معتبرا ان أخطاء البطريرك صفير على المستوى السياسي أدت الى اعتزاله في بكركي، في وقت أثبت مسلسل التحرك السياسي للعماد عون منذ عودته من فرنسا بدءا بورقة التفاهم مع حزب الله مرورا بزيارته للرئيس الأسد وصولا مؤخرا وليس أخيرا الى مصالحة الجبل، انه تحرّك سياسي بامتياز يقود فيه المسيحيين الى استرجاع مكانتهم على الساحة السياسية من خلال ما حققه من انجازات لم يحققها سواه.
وردا على سؤال ختم النائب كرم مطمئنا جميع المسيحيين حول مصيرهم في لبنان والمنطقة وذلك لاعتباره ان أسباب القلق على وجودهم قد تبــددت بفعــل انتفــاء مخطط استبدالهم بالعنصر الفلسطيني ومؤخرا بفعل تواصل العماد عون مع حزب الله من خلال ورقة التفاهم، ومع سورية من الباب المسيحي وأيضا من خلال تواصله مع الرئيس الحريري ومع النائب جنبلاط مثنيا على كلام رئيس الحكومة من حاضرة الكرسي الرسولي في الفاتيكان الذي قال فيه ان المناصفة في لبنان باقية حتى لو أصبحت نسبة المسيحيين فيه 5%.