بيروت - عمر حبنجر
أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأمس من الديمان، على النداء الذي أطلقه الأحد قبل الماضي الى الأسرة الدولية لإعلان حياد لبنان من اجل خيره وخير جميع مكوناته.
وخابت توقعات بعض السياسيين ممن راهنوا على ان يخفف الراعي من لهجته، خصوصا فيما يتناول دعوته الرئيس ميشال عون الى فك الحصار عن الشرعية وعن القرار الشرعي.
بل على العكس شدد على ما سبق له ان اعلنه، تجنبا لأخطار التطورات السياسية والعسكرية المتسارعة في المنطقة من اجل تلافي الانخراط في سياسة المحاور والحؤول دون تدخل الخارج بشؤون لبنان، وحرصا على مصلحته العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي والتزامه بقرارات الشرعية الدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والجزء الشمالي من قرية الغجر، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وأعرب الراعي عن ارتياحه للترحيب الكبير الذي لقيته دعوته لحياد لبنان من مرجعيات وقيادات وأحزاب وشخصيات من مختلف الطوائف والمواقع.
وأضاف: أن كل هذا يعني أن اللبنانيين يؤيدون الخروج من معاناة التفرد والجمود والاهمال، يريدون مواقف جريئة تخلص البلد، يريدون دولة حرة تنطق باسم الشعب وتعود إليه بالقرارات الرسمية، لا دولة تتنازل عن قرارها وسيادتها أكان تجاه الداخل ام الخارج، لا يريدون أن يتفرد اي طرف بتقرير مصير لبنان بشعبه وأرضه وحدوده وهويته وصيغته ونظامه واقتصاده وثقافته وحضارته، بعد أن تجذرت في المائة سنة من عمره ويرفضون أن تعبث اي أكثرية شعبية او نيابية بالدستور والميثاق والقانون وبنموذج لبنان الحضاري وأن تعزله عن أشقائه وأصدقائه من الدول والشعوب وتنقله من وفرة إلى عوز ومن ازدهار إلى تراجع ومن رقي إلى تخلف.
وقال الراعي: لن نسكت عما يجري، فالحركة الشعبية تستحق الحماية لا القمع، مناشدا الرئيس ميشال عون مجددا فك الحصار عن الشرعية وعن القرار الوطني الحر.
وطلب من الأشقاء والاصدقاء نجدة لبنان كما كانت تفعل دائما، مشددا مرة أخرى على تحييد لبنان، ومتسائلا منذ متى كان الإذلال نمط عيش اللبنانيين؟.
واعتبر مراقبون أن آخر عظتين تمثلان تحولا إلى خطاب أكثر انتقادا لسياسات حزب الله والرئيس عون.
ونقلت «رويترز» عن مهند حاج علي من مركز كارنيغي الشرق الأوسط «اعتبر التدخل تحولا في سياساته بعيدا عن دعم الرئيس وأقرب لانتقاد الوضع السياسي في البلاد على المستويين الإقليمي والدولي».
وإلى جانب مواقف الراعي، انشغلت الأوساط السياسية في بيروت أمس بتصريحات رئيس الحكومة حسان دياب في دار الفتوى، وتحديدا رفضه المطلق لموضوع استقالة حكومته، حيث تمنى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على اهل الحل والربط في الحكومة ان يخرجنا علاء الدين (صاحب المصباح السحري...) من هذه العتمة، بإصلاح الكهرباء، كي نبصر ونرى شيئا من طريق شرقهم العتيد.
اما نجله النائب تيمور جنبلاط، فقد اعتبر ان الحكومة فشلت في كل ما يجب فعله لوقف الانهيار، ولم تقدم خطوة واحدة تسهم في احتواء تداعيات الأزمة واعبائها على المواطنين.
وعلى الصعيد المالي، سجل المزيد من التراجع على سعر الدولار في السوق السوداء الى ما دون السبعة آلاف ليرة لبنانية للدولار الواحد.
وارتبط هذا التراجع، زمنيا على الأقل، بالجولات التطمينية للسفيرة الأميركية دوروثي شيا، والتي شملت الرئيس نبيه بري ورئيس الحكومة، بالإضافة الى تزايد عروض الدولار.
وتتوقع مصادر رسمية استمرار هبوط الدولار الى حدود الأربعة آلاف ليرة، في حال سارت الأمور مع صندوق النقد الدولي على خير ما يرام، وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية نقلت عن فريق صندوق النقد الدولي قوله: كدنا نتوسل الفريق اللبناني كي يتصرفوا كدولة لا كأنهم يبيعوننا السجاد.