بيروت - عمر حبنجر
الصدمات تتوالى في بلاد الأرز، في السياسة، كما في جائحة كورونا، ومثلهما في الاقتصاد والمال ناهيك عن التهديدات الإسرائيلية التي باتت شبه يومية، مع اقتراب استحقاق التمديد للقوات الدولية في الجنوب «اليونيفيل».
وفي مقابل حرب الأعصاب الإسرائيلية المستمرة، قالت وزيرة الدفاع اللبنانية، نائبة رئيس الحكومة زينة عكر ان الحكومة لم تكن غائبة عن أحداث الجنوب وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية، خصوصا أن مجلس الأمن سيبحث قريبا التمديد لليونيفل، كما أن وزير الخارجية وجه رسالة الى الأمم المتحدة بهذا الشأن، مضيفة: الدفاع عن لبنان يبقى من مهمات الجيش اللبناني الذي هو على جهوزية عالية للدفاع عن لبنان واستقراره.
في السياسة الداخلية، غلب التمني والتحفظ على ردود الفعل على كلمة الرئيس ميشال عون في عيد الجيش، خصوصا لجهة عدم تطرقه الى موضوع الحياد الناشط الذي تبنى البطريرك الماروني بشارة الراعي الدعوة اليه.
ففي كلمته حصر الرئيس عون أعداء لبنان بالفاسدين والمتلاعبين بسعر الليرة وبلقمة العيش، وبالمحرضين على منع المساعدات وبوباء كورونا، وفي هذا بدا رئيس الجمهورية في موضع الشاكي، كما غالب حال اللبنانيين، لا في موضع الحاكم والمبادر بالحلول، واصفا جزءا من العلة دون ان يصف العلاج.
لقد سجل الرئيس عون 5 إصابات في مرمى الأزمة اللبنانية، فوضع من يعتبرهم وراءها في خانة أعداء لبنان، مصنفا الفساد كعدو أول، والمتلاعبون بلقمة عيش المواطن عدوا ثانيا والمضاربون على الليرة اللبنانية عدوا ثالثا، ومطلقي الشائعات ونشر اليأس وتحريض الدول على عدم مساعدة وطنه رابعا، لتأتي الكورونا في المرتبة الخامسة والأخيرة ومن دون أي مقاربة للقضايا الأخرى، الضاربة لسيادة الدولة ولأحادية قرارها وأقلها توضيح مبررات الجفاء الرسمي مع مبادرة البطريرك الراعي التحييدية للبنان.
واللافت أيضا في الكلمة الرئاسية التركيز على اتهام جهات تعمل على بث اليأس والتحريض على حجب المساعدات الدولية، متناغما في موقفه هذا مع موقف سابق لرئيس الحكومة حسان دياب قبل أيام، ما اضطر اللواء عباس إبراهيم المدير العام للأمن العام لنفيه بعدما أثار استياء الرئيس سعد الحريري.
البطريرك رد ضمنا على كلام الرئيس عون في عظة الاحد من الديمان امس حيث قال: دعوت إلى نهج الحياد الناشط لحماية كياننا، وأضاف: ان لهذا الحياد 3 أبعاد متكاملة مترابطة وغير قابلة للتجزئة، الأول هو عدم دخول لبنان قطعا في أحلاف ومحاور وصراعات سيادية وحروب إقليمية ودولية وامتناع أي دولة عن التدخل في شؤونه، اجتياحه أو احتلاله أو استخدام أراضيه لأغراض عسكرية، والثاني هو تعاطف لبنان مع قضايا حقوق الإنسان وحرية الشعوب، لاسيما القضايا العربية التي تجمع عليها دولها والأمم المتحدة، فلبنان المحايد يستطيع القيام بدوره في محيطه العربي وهو دور مميز وخاص ويحقق رسالته كأرض التلاقي والحوار بين الثقافات والحضارات. والثالث هو تعزيز الدولة اللبنانية لتكون دولة قوية عسكرية بجيشها تدافع عن نفسها بوجه أي اعتداء أكان من إسرائيل أو من أي دولة سواها.
وأضاف الراعي: لست أدري اذا كان أحد يعنيه حقا خير لبنان وشعبه وحماية وحدته وعودته الى سابق عهده المزدهر، يرفض هذا الحياد الناشط أو يشكك فيه أو يدعي انه لا يلقى إجماعا أو يعتبر أن تحقيقه صعب.
النائبة بولا يعقوبيان لامت «العقل الذي كتب الخطاب الرئاسي، العقل الذي أوصلنا إلى هنا، وهو لا يريد أن يرى كيف وصلنا إلى هذه الحال».
وقالت في مقابلة تلفزيونية «المسؤول هو من قال الأمر لي، ثم ترك المافيا تطبق النظام السيئ بطريقة أسوأ».
يعقوبيان وهي ناشطة في الحراك الثوري، قالت: «إن حزب الله نزل بسلاحه الأيديولوجي الذي هو أخطر من السلاح التقليدي حاملا شعار شيعة شيعة لحماية زعماء الأحزاب الطائفية الأخرى العاملة ضمنا على بناء دولة تمييز مذهبي عنصري»، وأضافت «نحن رهائن في مجلس النواب في ظل هذا الواقع».
النائب بيار أبوعاصي عضو تكتل «الجمهورية القوية» توجه إلى الرئيس عون بقوله، المشكلة ليست بالقدرة على التسلل بين الألغام أو حفر مقلع صخر بالإبرة، بل بازدواجية القرار بين الولاء بين الدولة وبين دولية حزب الله.
من جهته، وزير العدل السابق اشرف ريفي توجه إلى الرئيس عون بالقول: الاستقالة اشرف من ادعاء البطولات الوهمية على جثة لبنان.