وضع العقيد الليبي معمر القذافي نظريات كثيرة ابان فترة حكمه التي دامت 42 عاما لحل معظم مشكلات العالم وضمنها في كتابه الاخضر، من دون أن يغفل عن تقديم نفسه كأديب ومفكر عالمي. حيث لا تختفي الناحية الفكرية والأدبية لدى العقيد خلف مناصبه المتعددة التي سماها لنفسه، فالعقيد واضع النظرية السياسية الثالثة والتي طرحها في الكتاب الاخضر ليضع نفسه بذلك الى جانب آدم سميث منظر الرأسمالية وكارل ماركس منظر الشيوعية.
فتنطوي النظرية الثالثة ـ كما يقول القذافي ـ على اعطاء حل لمشكلة الحكم بتولي الشعب الحكم من خلال مؤتمرات شعبية، وفي الكتاب الاخضر للعقيد ركن اجتماعي يفصل فيه الفرق بين الرجل والمرأة فيقول: «المرأة أنثى والرجل ذكر».
وفي كتاب بعنوان «الموت» يخوض العقيد في البحث عما اذا كان الموت ذكرا أو أنثى ويرجح انه ذكر، ويقول: من الواجب تحديد جنس الموت ومعرفة ان كان ذكرا أو أنثى، فإن كان ذكرا وجبت مقارعته حتى النهاية، وان كان أنثى وجب الاستسلام لها حتى الرمق الأخير.
وللعقيد مؤلفات عدة منها: «الأرض أرض» و«القرية قرية» و«انتحار رائد فضاء» وغيرها، لكن ما ركز عليه العقيد دوما هو ثورة الجماهير.
وكان العقيد قد توقع الثورة على غيره ولم يتوقعها أبدا لنفسه، حيث أكدها في عدة لقاءات تلفزيونية الى ان وثقها في كتابه «الفرار الى جهنم» حين قال: ان طغيان الفرد أهون أنواع الطغيان، فهو فرد في كل حال تزيله الجماعة ويزيله حتى فرد تافه بوسيلة ما، أما طغيان الجموع فهو أشد صنوف الطغيان فمن يقف أمام التيار الجارف، كم أحب حرية الجموع وانطلاقها بلا سيد وقد كسرت أصفادها وزغردت وغنت بعد التأوه والعناء، ولكني كم أخشاها، ولكني أحب الجموع كما أحب أبي، وأخشاها كما أخشاه.
ملابس القذافي.. زخرفات غريبة وتصاميم متعددة توازي حالته الفكرية
بشكل عام لا يمكن فصل خطاب الزعيم الليبي عن مظهره الخارجي، فخزائن ملابس العقيد تزدحم بأنواع وأشكال من الثياب التي تحاكي أو توازي حالته الفكرية، والحالة العامة للمناسبة التي يؤمها، كما تطورت ثياب العقيد لتلائم التغيرات في بلاده والعالم ولتتواءم مع التغييرات في أفكاره. وبين أقل 10 زعماء في العالم أناقة، حل «أقدم حاكم في العالم» خامسا، بحسب تصنيف نشرة مجلة «تايم» الأميركية قبل نحو عام، لكن أينما تواجد العقيد مع الزعماء، فإنه من السهل معرفة مكانه بينهم والفضل لثيابه. وإذا عرف السبب بطل العجب من ثياب القذافي، ففي البداية كان اللباس العسكري أساسيا، بوصف العقيد ضابطا عربيا يريد الوحدة العربية. بعدها نزع العقيد ثياب الوحدة مع الوطن العربي وظهرت القارة الإفريقية على ثيابه حين توجه للاتحاد مع إفريقيا، ثم توجه «الأخ القائد» وخلال لقاءاته في القارة السمراء لارتداء الألبسة ذات الطابع الإفريقي بوصفه «ملك ملوكها»، كما يقول. ولم تختف الملابس العسكرية من على جسد «صاحب الكتاب الأخضر»، لكن ألوانها تغيرت بين الأبيض المختلط بخيوط ذهبية، والأزرق الداكن، والأسود المذهبين أيضا، وفي أحيان أخرى بقيت القبعة العسكرية موجودة يعتمرها العقيد على رأسه مع لباس يشبه لباس المظليين.
وفي بعض الأوقات قد يفضل القذافي ملبسا رياضيا مريحا، لاسيما أن ذلك النوع من الملابس كان أساسيا خلال أوقات تمرينات العقيد.
ويرى بعض المراقبين أن العقيد استخدم الملابس أيضا لإيصال رسائله إلى الجماهير، لكن دون أن يرتديها. وفي لقطات منسوبة لقناة «ان بي سي» الأميركية منتصف الثمانيات يظهر العقيد في مقابلة وهو يصفف شعره، وفي ذات اللقطات يظهر العقيد بلباس المزارعين وهو يقود جرارا زراعيا.