تتواصل مأساة النازحين السوريين في مخيمات شمال سورية الغربي، التي تحولت إلى «مستنقعات ضخمة» فاقمت معاناة الآلاف من قاطنيها، بعدما أغرقتها السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي استمرت في الهطول خلال الايام الماضية.
وخطفت المأساة روح طفل توفي فجر أمس جراء سقوط جدار الخيمة التي تؤويه مع عائلته، في أحد مخيمات شمالي محافظة إدلب، بسبب المطر الغزير والسيول. وقال نشطاء، إن الطفل من نازحي بلدة التمانعة توفي فجر أمس اثر اصابته بكسور في الحجاب الحاجز ونزف بالرئتين وإصابة بالرأس، جراء سقوط جدار الخيمة عليه. وكان أعلن فريق منسقو استجابة سورية، عن ارتفاع أعداد المخيمات المتضررة، شمال غرب سورية نتيجة الهطولات المطرية الكثيفة إلى 145 مخيما، وانقطاع العديد من الطرقات المؤدية إلى بعض المخيمات. وحذرت الأمم المتحدة أمس من «ظروف مأساوية» في المخيمات التي «أغرقها الفيضان» في إدلب ومحيطها.
وزادت أن تدهور الأحوال الجوية قد «يزيد الأوضاع سوءا مع تساقط الثلوج وانخفاض الحرارة إلى ما دون ثلاث درجات مئوية في الأيام المقبلة». ونقلت وكالة فرانس برس عن النازح محمود العليوي في مخيم الحاسوب في بلدة معرة مصرين الذي يعيش مع عائلته المؤلفة من عشرة أشخاص قوله «لا كلمات تعبر عن 5% من المعاناة التي نعيشها. نحن منذ ثلاثة أيام غارقون في المياه». وأضاف بحرقة «لم نترك جهة إنسانية أو منظمة أو جمعية إلا وناشدناها، وحدها فرق الدفاع المدني لبت النداء وأخرجت الأطفال من المخيم، بعدما بات عبارة عن بحيرة» كبيرة حوصرت فيها الخيم وسكانها. وعمل نازحون برس على انتشال مقتنياتهم المبللة من سجاد وأغطية وأوان منزلية، بينما انهمكت نسوة في اخراج المياه من الخيم بوسائل تقليدية. وفي الخارج، رفعت جرافة تابعة لفرق الدفاع المدني، الناشطة في مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة، كميات كبيرة من الوحول التي خلفتها الفيضانات. وحرم النازحون من النوم لليال عدة بسبب تضرر خيمهم. وقال أبو قاسم، وهو أب لثمانية أطفال، «دخلت المياه الى الخيم والناس تقف على أقدامها منذ ثلاثة أيام».