برعاية رئيس مجلس الوزراء م.محمد ناجي عطري ومحافظ حمص م.محمد إياد غزال، أضاءت حمص شمعة الدورة السادسة لمهرجان القلعة والوادي للثقافة والفنون 2010 بحضور: د.رياض نعسان آغا وزير الثقافة ممثل راعي المهرجان وعدد من الوزراء والمسؤولين وسفراء تركيا وألمانيا وإيطاليا ومحافظ حلب وعدد من رجال الدين وشخصيات اقتصادية ورجال أعمال ووجوه من الفعاليات الأهلية والرسمية إلى جانب حشد واسع من المتابعين والمهتمين.
واعتبر رئيس اللجنة العليا المنظمة م.غزال أن المهرجان يزداد ألقا عاما بعد عام ويسهم في تطوير الواقع السياحي في المنطقة وينهض بواقعها الخدمي والاقتصادي. وأضاف غزال في كلمته خلال حفل افتتاح مهرجان القلعة والوادي أنه أصبح من أهم المهرجانات في سورية والمنطقة بحيث يتميز بتنوع نشاطاته الثقافية والفنية والترفيهية والرياضية وكذلك ملتقياته الإعلامية التي يشارك فيها السياسيون والأدباء والإعلاميون السوريون والعرب.
وقد سبق حفل الافتتاح الرسمي رفع أكبر علم سوري في المحافظة بطول 100 متر وعرض 60 مترا على جبل السايح في بلدية الناصرة وافتتاح سوق للمهن والتقاليد الشعبية ومعرض رسوم أطفال في القلعة. وقدمت فرقة مهتران التركية عرضا جسدت فيه أبعاد الموسيقى في انتصارات الجيش التركي في كل الحروب التي خاضها مع خصومه.
الفرقة الفلهارمونية السورية
كما أحيت الفرقة الفلهارمونية السورية حفل الافتتاح بقيادة المايسترو ناهل الحلبي وقدمت برنامجا منوعا بطابع غنائي عالمي تضمن مقاطع غنائية للكورال والمغنين الإيطاليين «سيلفانا فرولي ـ سوبرانو إيطاليا» و«فابيو اندريوتي ـ تينور إيطالية» و«لبنى القنطار ـ سوبرانو سورية» التي تجاوزت حدود العالمية مع ابن حمص فادي عطية و65 عازفا و21 كورالا بحيث تناغمت لغة الموسيقى السورية والإيطالية واللاتينية والألمانية. ومن اهم انشطة المهرجان الملتقى الإعلامي في ندوات حوارية، الأولى كانت مع وزير الثقافة د.رياض نعسان آغا وبحضور السفير الايطالي بدمشق، والثانية مع وزير الصناعة د.فؤاد الجوني والثالثة مع وزير الإعلام د.محسن بلال، والرابعة مع سماحة المفتي د.أحمد حسون وسيادة المطران أسيدور بطيخة، والخامسة مع الإعلامي جورج صليبي والسادسة مع د.ميلاد السبعلي، والسابعة مع حاكم مصرف سورية المركزي د.أديب ميالة، والأخيرة مع الوزير اللبناني د.حسين حاج حسن وتتضمن انشطة المهرجان الأخرى أمسيات موسيقية غنائية فنية وافتتاح مجموعة من المعارض والمسابقات وغيرها. وفي محاضرته بعنوان «للعرب دور مهم في حيوية واستمرارية طريق الحرير»، أكد د.رياض نعسان آغا وزير الثقافة في أولى انشطة الملتقى الإعلامي في المحاضرة التي ألقاها بجامعة الحواش مع عمدة محافظة لوكا الإيطالية لوكا ليوني أن طريق الحرير ملك لعدد من الأمم شكل فيه العرب مفاجأة كبرى لأنهم الأمة التي كانت الجزء الأساسي في حيوية واستمرارية هذه الطريق التي انطلقت من الصين منذ القرن الخامس قبل الميلاد ورأى أن احتكار الصين عبر العصور لصناعة الحرير أعطاها هذه القيمة إلا أن تاجر صيني عشق امرأة سورية فباح بسر هذه الصناعة فكانت أنطاكيا آخر محطات طريق الحرير في الشرق من أهم المحطات الحيوية وآخرها على طريق الحرير. وأكد نعسان آغا أن العرب لم يكتفوا بتجارة الحرير فحسب بل ان مئات الملايين منهم استوطنوا الصين وهم اليوم يحفظون هويتهم العربية، مشيرا إلى الدور البارز لتدمر كاحدى العواصم على طريق الحرير بفضل ازدهار مملكتها التي ضمت مساحات واسعة امتدت من جنوب السعودية الآن وحتى الرافدين ومصر أيضا وقدر عدد سكان سورية في عهد زنوبيا بنحو 50 مليون نسمة، منوها بالطموح الحمصي الذي اتسع نحو الإمبراطورية الرومانية وهز عرشها وامتلكه بـ 14 إمبراطورا وإمبراطورة حمصية فتحت لهم الطريق إلى عرش روما الإمبراطورة الحمصية جوليا دومنا.
مصانع بديلة
وفي الندوة الثانية التي احتضنها ثقافي مرمريتا، حاضر وزير الصناعة د.فؤاد الجوني داعيا مجالس المدن لإقامة مصانع بديلة عن منشآت خاسرة داخل التنظيم. ومضى د.الجوني موضحا استراتيجية الوزارة التي تضمنت في جوهرها السعي لإصلاح وتطوير الشركات الأساسية الرابحة التي تمارس أنشطة استراتيجية بما يعزز قدرتها التنافسية، إضافة إلى العمل على تغيير الأنشطة الصناعية القائمة في الشركات الخاسرة بأنشطة ذات جدوى اقتصادية أو طرحها للاستثمار السياحي أو الخدمي من قبل جهات حكومية أخرى أو الدخول في شراكة مع القطاع الخاص.
من جهته، أكد د.محسن بلال وزير الإعلام وراعي الملتقى الإعلامي في مهرجان القلعة والوادي في ندوة حوارية بجامعة الحواش أن سورية بعد عقد على ولاية الرئيس بشار الأسد، ورغم كل محاولات الحصار والعزل التي تزعمتها أعتى امبراطورية (الولايات المتحدة الأميركية ومعها اسرائيل) ضدها تمكنت بفضل الحكمة والصبر للرئيس الأسد أن تقلب اتجاه المعادلة الاستراتيجية لما سمي بالشرق الأوسط الجديد ونجحت في عزل من حاول عزلها، معتبرا أن المقاومة هي التي تضع الوسام على صدر شعبها وأمتها ومن لم يقاوم فإن قدرته على حماية أهله وعرضه وبلده وأمته مشلولة. ولخص د.بلال البرنامج الاستراتيجي الذي طرحه الرئيس بشار الأسد منذ 17 يوليو 2000 في التنمية والتحديث والتطوير وتحرير الأرض وتحقيق السلام الشامل على أرضية الانسحاب من كل الأراضي العربية المحتلة. وذهب ضيوف الملتقى الإعلامي الذين شاركوا الوزير في الندوة، وهم نصري خوري الأمين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني ود. نواف الموسوي عضو كتلة الوفاء للمقاومة والبروفيسور أحمد الموصلي رئيس قسم الدراسات السياسية والإسلامية في الجامعة الأميركية بلبنان إلى أن السياسة الوطنية والقومية لسورية بقيادة الرئيس الأسد ودفاعها عن القضايا العربية العادلة ودعمها الدائم للمقاومة، أسهمت في تحقيق الانتصارات على أعداء الأمة.
الموسوي يشيد بدعم المقاومة
فمن جهته أشار النائب نواف الموسوي إلى أن الرئيس الأسد اختار المقاومة طريقا للنصر والتحرير موضحا أن الانتصارات التي حققتها المقاومة اللبنانية كانت بدعم ومؤازرة سورية التي أثبتت أنها دولة المقاومة في المنطقة مؤكدا أن كل عربي حر يفخر بسياسة الرئيس الأسد. وبخصوص حلم حمص أشاد بلال بالمشروع معتبرا أنه الإنجاز العظيم الذي حققه محافظ حمص م.محمد إياد غزال وأضاف خلال محاضرته في الملتقى الإعلامي بالمهرجان أن محافظ حمص أسس فيها ورشة واصلت عملها في الليل والنهار حتى كان ما كان والورشة مستمرة.
من جهة أخرى، قدم كل من مفتي الجمهورية سماحة الشيخ أحمد بدر الدين حسون والمطران ايسيدور بطيخة مطران حمص للروم الملكيين الكاثوليك أنموذجا راقيا للعيش المشترك الذي يتميز به النسيج الاجتماعي في مختلف بقاع القطر وأدارت الندوة د.ليلى الرحباني القيادية في التيار الوطني الكبير والتي قدمت الكثير من القضايا والأفكار التي تؤكد على القاسم المشترك في عبادة الإله الواحد في وقت أخذ الصراع يلبس فيه ثوب الدين والثقافة.