جددت روسيا أمس موقفها الرافض لأي قرار دولي ضد الحكومة السورية، وأعرب السفير الروسي في دمشق سيرغي كيربتيشينكو عن دهشته من تكرار بعض الدول لأخطائها، مشيرا إلى أن الاتحاد السوفييتي السابق استخدم حق النقض في مجلس الأمن للمرة الأولى عام 1946 حين بحث وجود قوات بريطانية ـ فرنسية في أراضي سورية ولبنان.. واليوم تريد الدولتان اللتان استخدم الاتحاد السوفييتي ضدهما حق النقض، تريدان الآن إعادة القصة من جديد، وأضاف: وكما حصل في عام 1946 سيحصل اليوم أو غدا إن أصرت الدولتان على طرح هذا الموضوع.
إلى ذلك، خرجت ولكن دون الحجم المتوقع أمس مظاهرات في عدد من أحياء مدينة حلب فيما أسماه المعارضون يوم «بركان حلب»، حيث ذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبدالكريم ريحاوي «ان المظاهرات التي ضمت المئات جرت في حي صلاح الدين وسيف الدولة وبابا الفرج وبستان القصر والمشارقة والشعار والفيض والأعظمية والقصر العدلي».
في المقابل، أشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إلى قيام «مسيرة حاشدة تأييدا لمسيرة الإصلاح ورفضا لمحاولات الفتنة والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد واستنكارا لما تبثه وسائل الإعلام المغرضة من أكاذيب وفبركات إعلامية تضليلية وتحريضية» في ساحة سعد الله الجابري في حلب.
ولفتت الوكالة إلى أن «مجموعة من الفعاليات الأهلية والشبابية في حلب نظمت مساء أمس مسيرة بالسيارات قدر عددها بثلاثة آلاف سيارة انطلقت من مدينة حلب باتجاه دمشق لتصل شمال الوطن بجنوبه».
وفي التفاصيل وتزامنا مع الدعوات لمظاهرات جديدة اطلقتها المعارضة تحت شعار «جمعة ارحل» افاد ناشطون حقوقيون بأن عدة مظاهرات جرت أمس في عدد من أحياء حلب للمطالبة بإطلاق الحريات.
يأتي ذلك في وقت جددت روسيا موقفها الرافض لأي قرار دولي ضد الحكومة السورية وأكدت أنها ستستخدم حق النقض الفيتو كما فعلت في السابق.
وأعرب السفير الروسي في سورية سيرغي كيربتيشينكو عن دهشته من تكرار بعض الدول لأخطائها، مشيرا الى أن الاتحاد السوفييتي السابق استخدم حق النقض في مجلس الأمن للمرة الأولى عام 1946 حين بحث وجود قوات بريطانية ـ فرنسية في أراضي سورية ولبنان.. واليوم تريد الدولتان اللتان استخدم الاتحاد ضدهما حق النقض، تريدان الآن إعادة القصة من جديد. وقال السفير الروسي فى حوار أجرته معه صحيفة (الوطن) السورية «يجب على الدولتين الا تكررا الخطأ ذاته الذي قامتا به في الماضي تجاه سورية. أشياء كثيرة تغيرت في العلاقات الدولية منذ تلك الفترة، ولكن هنالك مبادئ ثابتة، وكما حصل في عام 1946 سيحصل اليوم أو غدا إن أصرت الدولتان على طرح هذا الموضوع.
وفى رده على سؤال حول جدية موسكو في موقفها من سعي كل من باريس ولندن لاستصدار قرار في مجلس الأمن بالموضوع السوري وهل من الممكن أن يتغير؟ ولاسيما تحت الضغط الدولي؟
أعرب السفير الروسي عن دهشته لانه لا توجد دوافع للتخوف من الموقف الروسي، مؤكدا أن هذا الخوف غير مفهوم لانه في الموقف الروسي تجاه سورية لا ازدواجية في المعايير ومواقفنا ثابتة.
إلى ذلك، ورغم أن المظاهرات التي أريد لها لم تكن مليونية فيما أسماه المعارضون يوم «بركان حلب» أمس، رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان، عبد الكريم ريحاوي «ان مظاهرات جرت في عدد من الاحياء في مدينة حلب». واشار ريحاوي الى ان «قوات الامن قامت بتفريق المتظاهرين المنادين باطلاق الحريات بالقوة»، لافتا الى «ضرب المتظاهرين بالهراوات». كما ذكر «انباء عن وقوع جريحين» دون ان يحدد مكانهما.
واضاف الريحاوي «ان المظاهرات التي ضمت المئات جرت في حي صلاح الدين وسيف الدولة وبابا الفرج وبستان القصر والمشارقة والشعار والفيض والاعظمية والقصر العدلي».
وذكر ناشط حقوقي في اتصال هاتفي من حلب «ان مظاهرات ضمت المئات جرت في باب الحديد وساحة الجامعة وباب النصر»، لافتا «الى تدخل بعض العناصر الموالية للنظام لمهاجمة متظاهرين امام القلعة».
واشار الناشط الى «ان السلطات السورية اغلقت جامع امنة في حي سيف الدولة»، لافتا الى «تواجد امني كثيف في محيط الجامع بالاضافة الى قوات لحفظ النظام»
وكانت تقارير إخبارية أفادت أمس بأن عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا أمس الأول جراء اقتحام أجهزة الأمن السورية، مدعومة بالدبابات والعربات المدرعة، بلدات وقرى منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب شمال غربي البلاد، وصل إلى 16 قتيلا.
ونقلت قناة «الجزيرة» عن ناشطين حقوقيين أن العمليات أسفرت أيضا عن إصابة نحو خمسين آخرين.
وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية عمار القربي للقناة إن السلطات قطعت مساء أمس الأول الكهرباء وخدمات الإنترنت عن منطقة جبل الزاوية التابعة لادلب حيث القرى التي جرى اقتحامها بدبابات وآليات مدرعة أخرى. من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «ثمانية مواطنين قتلوا في جبل الزاوية وأربعة في قرية الرامي واثنين في قرية مرعيان، إضافة إلى اثنين في كل من قريتي سرجة وكفرحايا».
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن الذي يتخذ مقرا في لندن لوكالة فرانس برس «دخلت الدبابات وآليات نقل الجنود الى قريتي مرعيان واحسم» ووصلت تخوم البارة وهي قرية مشهورة بالاثار الرومانية. وتابع «انتشر الجنود في القرى وبدأوا عمليات مداهمة».
وفي وقت لاحق، أعلن عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان «60 دبابة ونحو 100 ناقلة جنود خرجت من قرية البارة وانقسمت الى قسمين اتجه الاول الى قرية كفر نبل والثاني الى كنصفرة» التابعتين لإدلب.
واشار رئيس المرصد الى «ان الدبابات تجاوزت قرية البارة التي دخلتها صباح امس بعد ان سمع دوي اطلاق نار كثيف فيها» مرجحا ان «يكون ذلك من اجل ترهيب السكان ومنعهم من الخروج من منازلهم». ولفت عبدالرحمن الى «وجود حركة نزوح باتجاه الجنوب والغرب من قرية البارة والرامي ومرعيان وكفرحايا» التي دخلها الجيش دون ان يتمكن من تحديد عدد النازحين. وفي سياق مواز، أشار عبدالرحمن إلى توقيفات جديدة استهدفت على الأخص قياديا في حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض مساء الثلاثاء في حلب وقيادي كردي في تيار المستقبل الكردي في الحسكة.
وافاد ناشطون وكالة فرانس برس بأن الكاتب المعارض منذر خدام الذي ترأس الاثنين الماضي لقاء المعارضة الذي نظم في دمشق تعرض مساء الاثنين لتهجم متظاهرين مناصرين للنظام.