امتدت قائمة قتلى العمليات الأمنية المستمرة منذ اندلاع المظاهرات قبل خمسة أشهر على معظم الخريطة السورية. ومع تصاعد العمليات العسكرية في دير الزور، وسعت قوات الجيش مسرح اعمالها الى ريف حماة وريف ادلب الى جانب منطقة الحولة بريف حمص.
ففي حماة وبعد إعلان مصدر عسكري أن الجيش بدأ انسحابه من المدينة وأن الحياة الطبيعية تعود الى المدينة تدريجيا، قال ناشطون ان العملية العسكرية امتدت الى الريف حيث قتل 5 اشخاص على الأقل، برصاص قوات الامن، على ما افاد ناشطون.
وقال محام رفض الكشف عن اسمه «انتشرت خمسون دبابة في محيط حلفايا وطيبة الامام شمال حماة»، بينما اعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ان خمس جثث نقلت إلى مستشفى الجواش في بلدة طيبة الإمام شمالي حماة بينها جثتان لطفلتين من العائلة نفسها وهما عفراء محمود الكناص وتبلغ من العمر ستة أعوام وسناء أحمد الكناص وتبلغ من العمر 11 عاما.
وفي الشرق استمرت العمليات العسكرية في دير الزور، وقال ناشطون ان أحياء في المدينة تعرضت لعمليات قصف عنيف ومداهمات واعتقال واسعة النطاق.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة منه ان «صوت اطلاق الرصاص الكثيف سمع في حي الجبيلة منذ الساعة السادسة والربع صباحا مع ورود معلومات للاهالي عن ان السلطات الامنية والعسكرية ستنفذ عمليات مداهمة في الحي».
وقال المرصد في بيان آخر انه بعد سماع أصوات إطلاق نار كثيف في أحياء الحويقة والقصور والجبيلة في مدينة دير الزور «وصلت معلومات مؤكدة عن استشهاد شاب وسيدة متأثرين بجراح أصيبا بها».
وأضاف المرصد نقلا عن نشطاء على الارض ان «15 شخصا على الاقل قتلوا في عدد من احياء دير الزور التي تهاجمها الدبابات والآليات المزودة برشاشات ثقيلة».
وبذلك يرتفع الى 17 مدنيا قتلى الدير حتى عصر امس. واشار المرصد الى أن «عمليات مداهمة واعتقالات تنفذ في حي الحويقة اعتقل خلالها 17 شخصا».
على صعيد مواز، أعلن المرصد السوري ان قوات الامن السورية وسعت عملياتها في ريف إدلب واقتحمت بالدبابات بلدتي سرمين وبنش التي تبعد 30 كلم عن الحدود التركية. وأفاد ناشطون عن سقوط 13 قتيلا وعدد من الجرحى.
وقال المرصد في بيان نقلته وكالة الانباء الفرنسية ان «عشرات الدبابات وناقلات الجند المدرعة» اقتحمت صباح أمس بلدات بنش وسرمين وبدأ اطلاق نار كثيف فيهما سمع في القرى المجاورة.
واشار المرصد الى ان تظاهرات حاشدة كانت تجري في بلدة بنش منذ بدء حركة الاحتجاجات.
نزوح عائلات سورية
وفي الأردن، أكد محافظ محافظة المفرق الأردنية سليم الرواحنة وصول عائلات سورية الى المحافظة تدفقوا عبر الحدود الأردنية ـ السورية نظرا للظروف الأمنية التي تشهدها سورية حاليا.
وقال الرواحنة في تصريح صحافي أمس ان عدد العائلات التي نزحت الى المفرق يقارب نحو 60 عائلة وربما يصل الى المائة عائلة منتشرة في أحياء مختلفة ضمن المدينة.
على صعيد متصل، أشارت صحيفة «الرأي» الأردنية الصادرة أمس إلى وصول عدد كبير من المواطنين السوريين النازحين الى محافظة المفرق بسبب الأوضاع الأمنية في بلادهم.
وقالت الصحيفة انه قد لوحظ أن عائلات بأكملها باتت تصل الى المحافظة طلبا للأمن والاستقرار متخذة من المفرق مستقرا لها ولأبنائها ضمن شقق سكنية مستأجرة أو مملوكة لهم بعدما تم شراؤها.
ونقلت الصحيفة عن مواطنين سوريين نازحين من مدينة درعا قولهم «انه بعد أن قطعت القوات الأمنية السورية الماء والكهرباء والدواء والغذاء عن درعا، باتوا يفكرون بالفرار الى الأردن لما يحظى به من أمن واستقرار»، مشيرين إلى اختيارهم محافظة المفرق الأردنية للنزوح إليها لقربها الى مناطق سكناهم في سورية والعيش بسلام.
من جهة ثانية استمرت المظاهرات الليلية بعد التراويح في عدة مدن وخرجت عدة أحياء من دمشق ودرعا وأكد المرصد ان مدينة حمص (وسط) شهدت مساء الاثنين الماضي تظاهرة حاشدة في شارع الملعب الرئيسي شارك فيها اكثر من 15 الف شخص رددوا هتافات تنتصر لحماة ودير الزور وتطالب باسقاط النظام.