عواصم ـ هدى العبود والوكالات
قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس انه يأمل ان تتخذ سورية خطوات للإصلاح خلال عشرة أو 15 يوما وأن أنقرة وجهت رسالة واضحة إلى سورية بالكف عن إراقة الدماء الناجمة عن عملية القمع الوحشية للاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية.
وأكد أن حكومته ستستمر في متابعة التطورات في سورية عن كثب، بعد الرسالة الواضحة التي نقلها وزير الخارجية احمد داود اوغلو للرئيس السوري بشار الاسد امس الاول.
في غضون ذلك قالت الخارجية الفرنسية انه لا يمكن لسلطات دمشق ان تستمر في تجاهل رسالة مجلس الأمن الدولي التي اكدتها دول عدة في المنطقة. وأضافت أن «الوقت لم يعد للمناورات والمماطلة، على السلطات السورية ان تستجيب للطموحات المشروعة للشعب السوري». من جهته، التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم وفدا يضم مبعوثين من جنوب افريقيا والبرازيل والهند، الدول التي تشغل مقاعد غير دائمة في مجلس الأمن الدولي، وأكد لهم تصميم بلاده على إجراء حوار وطني والقيام بإصلاحات. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن المعلم شرح للوفد الأوضاع التي شهدتها بعض المدن السورية نتيجة قيام مجموعات مسلحة بالقتل والتخريب، وأوضح أن وحدات من الجيش العربي السوري اعادت الأمن والاستقرار الى تلك المدن. وأشار إلى أن وحدات الجيش بدأت صباح امس مغادرة حماة، مؤكدا ان سورية مصممة على الحوار الوطني وتنفيذ حزمة الإصلاحات التي اعلن عنها الرئيس بشار الاسد.
ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سماع أصوات اطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة ودوي انفجارات صباح امس في دير الزور وأكد قيام قوات الأمن بحملات اعتقالات واسعة.
وأفاد المصدر نفسه عن امتداد الحملة الأمنية إلى ريف دمشق وتحدث عن اقتحام قوات هائلة من الجيش مدن زملكا وعربين وحمورية والبدء بحملة اعتقال كبيرة.
وقال المرصد إن امرأة قتلت عندما اقتحمت 12 دبابة وعربة مصفحة وعشر حافلات كبيرة محملة بالجنود بلدة تفتناز، ووقع هجوم مماثل على بلدة سرمين القريبة في ريف ادلب.
فرنسا تؤكد أنه لا يمكن لدمشق استمرار تجاهل رسالة المجتمع الدولي
وفي التفاصيل بدأت معالم الرسالة التركية «الحاسمة» التي حملها وزير الخارجية احمد داوود أوغلو تتضح، حيث قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انه يأمل ان تتخذ سورية خطوات للإصلاح خلال 10 او 15 يوما وان أنقرة وجهت رسالة واضحة إلى سورية بالكف عن إراقة الدماء الناجمة عن عملية القمع الوحشية للاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية.
وصرح اردوغان بأن سفير تركيا لدى سورية زار حماة وقال إن الدبابات تغادر المدينة، واعرب عن امله ان يكون ذلك انسجاما مع الرسالة التركية.
واضاف اردوغان «أبلغنا الأسد رسالة واضحة بأنه لابد من وقف إراقة الدماء ووقف العنف ضد الشعب السوري، لا يمكنكم الحديث عن الإصلاحات والتطور والدماء تسفك، لا يمكنكم ان تضحكوا على الشعب السوري».
من جهتها قالت كريستيان فاج مساعدة المتحدث باسم الخارجية الفرنسية خلال مؤتمر صحافي «لا يمكن لسلطات دمشق ان تستمر في تجاهل رسالة مجلس الأمن الدولي التي اكدتها دول عدة في المنطقة».
واضافت ان «الوقت لم يعد للمناورات والمماطلة، على السلطات السورية ان تستجيب للطموحات المشروعة للشعب السوري».
من جهة اخرى، التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم وفدا برئاسة جنوب افريقيا يضم ابراهيم ابراهيم وباولو كورديرو وديليب سينها مبعوثي جنوب افريقيا والبرازيل والهند التي تشغل مقاعد غير دائمة في مجلس الأمن.
وقد شرح الوزير للوفد الأوضاع التي شهدتها بعض المدن السورية نتيجة قيام مجموعات مسلحة بالقتل والتخريب موضحا أن وحدات من الجيش العربي السوري أعادت الأمن والاستقرار إلى تلك المدن وبدأت أمس مغادرة حماة وأن مراسلي وكالات الأنباء ذهبوا لمشاهدة الوضع هناك وأكد أن سورية مصممة على الحوار الوطني وتنفيذ حزمة الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس السوري بشار الأسد.
كما بين الوزير للوفد ان ما تتعرض له سورية من تدخلات خارجية وتحريض إعلامي واسع يهدف للضغط على قرارها السياسي المستقل الذي يقف حائلا في تحقيق أجندات خارجية.
وقد ثمن الوزير مواقف الهند والبرازيل وجنوب افريقيا ولبنان وروسيا والصين التي وقفت في وجه الحملة التي تستهدف سورية في مجلس الأمن، هذه الحملة التي لم تأخذ بالمعلومات والوقائع التي قدمتها سورية المعنية والمسؤولة أولا وآخرا عن أمن واستقرار شعب سورية وسلامة أرضه ومؤسساته.
من ناحيتهم عبر أعضاء الوفد عن وقوفهم مع سورية وتضامنهم مع قيادتها وانهم انطلاقا من هذه الصداقة يتشاورون مع سورية مؤكدين وقوف بلدانهم الى جانبها من أجل إعادة الأمن والاستقرار وسعيهم المستمر وثبات موقفهم ضد أي تدخل في الشؤون الداخلية السورية ومعبرين عن ثقتهم بأن الإصلاحات التي يقودها الرئيس الأسد على مختلف المستويات ستخلق واقعا جديدا في سورية يلبي طموحات وتطلعات شعبها موضحين أن المجتمع الدولي مطالب حاليا بالدعوة الى منح الفسحة اللازمة من الوقت كي تؤتي هذه الاصلاحات ثمارها بدلا من اعطاء مؤشرات مشجعة للمجموعات المسلحة لتصعيد الاضطرابات والعنف.
وكانت وزارة الخارجية الاميركية أعلنت أول من امس ان الولايات المتحدة تجري مفاوضات مع شركائها من اجل «تشديد» العقوبات المفروضة على الحكومة السورية بسبب ما أسمته القمع «المقزز والمقيت» للمتظاهرين.
واضافت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نالاند للصحافيين انه «لمن دواعي الأسف الشديد ان يكون الرئيس الأسد لا يسمع كما يبدو صوت الأسرة الدولية الذي لا ينفك يعلو، صوت قلق يزداد في حدته ومداه وفي عدد الدول التي تعلن عن مواقفها».
المركزي السوري يؤكد وجود بدائل للبنك النمساوي في حال رفض طبع العملة
إطلاق نار ودوي انفجارات في دير الزور وإدلب واقتحام لمدن «زملكا وعربين وحمورية» بريف دمشق
في السياق نفسه أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن سماع اصوات اطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة ودوي انفجارات صباح أمس في دير الزور بشرق سورية حيث يخشى السكان من ان يكون الجيش بصدد تنفيذ عملية جديدة.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» نقلا عن شهود عيان انه «شوهدت الدبابات وناقلات الجند المدرعة تجوب الشوارع في أحياء الشيخ ياسين والجبيلة والموظفين مع استمرار سماع اصوات اطلاق نار من رشاشات ثقيلة ودوي انفجارات».
واشار الى انه واعتبارا من السادسة بتوقيت سورية سمعت «اصوات اطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة واصوات انفجارات في حيي الجبيلة والموظفين».
واضاف «هناك مخاوف لدى الاهالي من عملية اقتحام جديدة» ينفذها الجيش وقوات الامن.
وكان المرصد نقل امس الأول عن ناشطين في دير الزور ان دبابات ترافقها سيارات أمنية ترفع رشاشات ثقيلة تنتشر في شوارع دير الزور وفي ساحة الحرية التي شهدت تظاهرات حاشدة في الاسابيع الاخيرة، مشيرا الى «اعتقالات واسعة» في هذه المدينة.
وافاد المصدر نفسه بامتداد الحملة الامنية الى ريف دمشق وتحدث عن «اقتحام قوات هائلة من الجيش مدن زملكا وعربين وحمورية وقيام قوات الامن بمصادرة جميع الدراجات النارية والبدء بحملة اعتقال كبيرة» مشيرا الى ان «اصوات الرصاص مسموعة حتى المدن المحيطة».
واكد ان هناك «قطعا كاملا للاتصالات عن المدن» الثلاث حيث تم البدء «بحملة مداهمات للبيوت واعتقالات منذ الساعة الخامسة فجرا».
كما تحدث المصدر نفسه عن بدء عملية عسكرية للقوات السورية في محافظة ادلب. ونقلت «رويترز» عن سكان المنطقة إن دبابات سورية اقتحمت بلدتي سرمين وتفتناز قرب الحدود التركية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن امرأة قتلت عندما اقتحمت 12 دبابة وعربة مصفحة وعشر حافلات كبيرة محملة بالجنود بلدة تفتناز. ووقع هجوم مماثل على بلدة سرمين القريبة.
في غضون ذلك، غادرت عشرات من آليات نقل الجنود صباح أمس حماة حيث انتشر الجيش بقوة في نهاية يوليو بعد تظاهرات حاشدة، حسبما ذكرت صحافية من وكالة «فرانس برس».
وقالت الصحافية التي شاركت في زيارة نظمتها السلطات السورية لحوالى ستين صحافيا ان حوالى اربعين آلية ترفع كل منها العلم السوري وتقل جنودا كانت تغادر قبيل ظهر أمس المدينة.
وردد بعض الجنود الذين كانوا يرفعون اشارة النصر «بالروح بالدم نفديك يا بشار» و«الله، سورية، بشار وبس».
من جهة أخرى، أكد رئيس جمعية حقوق الإنسان السعودية د.مفلح القحطاني اعتقال عشرات من المواطنين السعوديين في سورية «بسبب جنسيتهم السعودية».
ونقلت صحيفة «الوطن» السعودية عن القحطاني قوله إن اعتقالهم ليس على ذمة قضايا جنائية حسب الشكاوى التي وردت للجمعية من الأسر السعودية، مشيرا إلى مخاوف أسر السجناء عقب اندلاع أحداث العنف في سورية، وقلقهم على مصير أبنائهم القابعين في السجون.
ونفى القحطاني «علم الجمعية بالتهم الموجهة للرعايا السعوديين في السجون السورية» موضحا أن الأنباء «متضاربة بهذا الخصوص، فهناك من يقول إنهم على ذمة قضايا جنائية، وهناك من يقول ربما تكون عوامل أخرى وراء اعتقالهم».
وأكد وصول شكاوى لجمعيته تفيد بأن سجن عشرات السعوديين في السجون السورية يأتي بسبب الجنسية السعودية وليس على ذمة قضايا جنائية أو غيرها.
ولم يخف القحطاني إشكالية عدم العلم بأماكن سجن عشرات السعوديين المسجونين في سورية، مطالبا السلطات السورية بمحاكمة الرعايا السعوديين القابعين في السجون السورية، أو الإفراج عنهم.
وأشار إلى أنهم لا يملكون أرقاما محددة حول عدد المعتقلين، وأن الأقوال متضاربة في هذا الجانب.
في سياق آخر، قال مصرف سورية المركزي إنه لم يبلغ بشيء من النمسا رسميا حول كل ما قيل وما نشر عن العقد الموقع مع البنك النمساوي (أو بي إس) عام 2008 لطباعة العملة السورية.
ونفت مصادر مطلعة «وجود أي مشكلة قانونية في العقد الموقع مع البنك (النمساوي) المذكور لإصدار الأوراق المالية».
وقالت صحيفة الوطن شبه الرسمية التي أوردت النبأ أمس إن «المصرف لديه بدائل كثيرة وعديدة (في حال قامت النمسا بتعليق العقد مع مصرف سورية المركزي»).
وكانت وسائل إعلام قد أفادت بأن مصرف «أو بي إس» النمساوي امتنع عن تسليم سورية كمية من العملة السورية لأسباب تتعلق بالأوضاع العامة «غير المريحة» في البلاد.
واقرأ ايضاً:
الكندري: محاكمة النظام السوري على جرائمه مطلب عالمي
نواب يطالبون بطرد السفير ونصرة الشعب السوري
الحربش: بيان الملك عبدالله جاء واضحاً وقوياً وما يحدث في سورية وصمة عار علينا جميعاً
رغدة: أنا مع الأسد والقذافي