حمّل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي امس الحكومة السورية مسؤولية استمرار القتل والعنف لعدم استجابتها لمبادرات وأطروحات الجامعة العربية التي تعبر عن مطالب الشعب السوري.
وقال العربي خلال مؤتمر صحافي عقده امس إن الجامعة لم تكتف فقط بالاتصال بالحكومة السورية ولكنها احتضنت أيضا جميع أطياف المعارضة السورية ونجحت في عقد اجتماع ضم 230 شخصية ممثلة لجميع أطياف المعارضة في القاهرة خلال شهر يوليو الماضي لبلورة موقف موحد في التعامل مع الازمة السورية.
واستعرض العربي الجهود التي قامت بها الجامعة لحل هذه الازمة واحتوائها منذ يوليو من عام 2011.
وأضاف انه رغم كل الاجتماعات التي احتضنتها الجامعة العربية الا أنه لم يحدث أي تقدم بسبب الموقف المتعنت للحكومة السورية وكذلك فشل مجلس الامن في القيام بمهمته الرئيسية في حفظ الامن والسلم في العالم.
وردا على سؤال حول المهمة الجديدة للممثل المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي بشأن سورية أكد العربي ان الديبلوماسي الجزائري رجل لديه خبرة طويلة في التعامل مع الازمات مشيرا الى ان الابراهيمي لم يضع حتى الان خطوطا عامة لمهمته ولم يطرح أي مقترحات حتى ينتهي من الاطلاع على حقيقة ما يحدث على الارض.
واشار الى أن الابراهيمي زار العاصمة السورية دمشق وقام كذلك بزيارة مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا والاردن وسوف يتوجه الى الامم المتحدة وسيتحدث مع أعضاء مجلس الامن الدولي ووزراء الخارجية العرب قبل أن يشرح تفاصيل خطته لحل الازمة السورية.
ووصف العربي أوضاع الشعب السوري بالمأسوية مشيرا الى وجود بين 300 و400 ألف لاجئ في تركيا ونحو 140 ألفا في مصر الى جانب أعداد كبيرة جدا في الاردن ولبنان وغيرهما بالإضافة الى نزوح نحو مليوني سوري من مناطق الى مناطق أخرى داخل سورية نفسها بسبب القتال محذرا من العواقب الوخيمة لاستمرار هذه الازمة.
وعما يتردد بشأن تسليح بعض الدول العربية للمعارضة السورية قال العربي «إن الجامعة العربية ليست لديها أسلحة ولا علاقة لها بموضوع التسليح ولا نتدخل في الحروب».
واضاف انه «اذا كانت هناك دول عربية تمد أطراف المعارضة بالسلاح فهذه دول ذات سيادة وتقوم بهذا العمل خارج نطاق الجامعة».
وحول ما يتردد عن وجود خلافات عربية بشأن الجهود الجارية لحل الازمة السورية أكد العربي انه «ليست هناك خلافات وقد شاركت أنا والاخضر الابراهيمي في العشاء الذي أقيم مؤخرا بوزارة الخارجية المصرية وضم كلا من مصر وتركيا وايران».
وأوضح انه التقى وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي في مقر الجامعة أمس وتباحث معه في موضوعات كثيرة مضيفا أنه رغم وجود اختلاف في الرأي الا أن وزير الخارجية الايراني أكد رغبة بلاده في مساعدة الابراهيمي من أجل النجاح في مهمته لافتا الى أن الابراهيمي سوف يزور أنقرة وطهران في وقت قريب.