أكد الرئيس السوري بشار الأسد ان نظامه لن يسقط، وان النمط الليبي لن يتكرر في سورية، وهاجم الأسد بشدة تركيا وقطر والسعودية لمساندتهم المعارضة السورية وتسليحها، مضيفا ان المعارضة المسلحة لن تنجح.
وقال الأسد في حديث لمجلة «الأهرام العربي» المصرية تنشره بعددها الصادر اليوم ان الحوار مع المعارضة هو السبيل الوحيد لعلاج الأزمة، مؤكدا ان التغيير لايمكن ان يتم من خلال تغييب رؤوس الأنظمة او بالتدخل الأجنبي.
ولفت بشار الأسد الى انه ماض في التغيير من خلال الإصلاح حتى في الدستور وان البلاد شهدت الكثير من الإصلاح معترفا بوجود أخطاء وفساد يقوم النظام بمكافحته.
وأكد الرئيس السوري ان المثلث الحقيقي للتوازن الاستراتيجي في اقليم الشرق الأوسط كان دائما وسيظل مصر وسورية والعراق.
وهاجم الأسد الدور التركي بشأن الأزمة السورية، وقال «خسر الأتراك كثيرا جدا بموقفهم الذي اتخذوه من الأزمة السورية».
وأضاف ان تركيا كانت من بداية الأزمة تصطف إلى جوار الحلول السياسية، وترى في العنف اضرارا بمصالحها الإقليمية والاقتصادية، لكن التحول جاء بمثابة انحياز لمصالح ـ ما وصفها ـ بالجماعة السياسية التي تدير الحكومة.
ووصف الأسد المعارضة المسلحة بانها تمارس الإرهاب ضد كل مكونات الدولة، والحل لن يكون إلا بالحوار الداخلي، مضيفا ان باب الحوار مفتوح حيث قدم مبادرات عديدة للعفو عن كل من يدع السلاح تشجيعا للحوار.
في هذا الوقت وبعد ساعات من مغادرة وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي سورية، استبعدت فرنسا أن يحترم النظام السوري مهمة مراقبين دوليين جديدة اقترحتها طهران للمساعدة في وقف الصراع في ضوء سلوكه نحو البعثات العربية والأممية السابقة.
وكانت طهران اقترحت إرسال مراقبين من «مجموعة الاتصال» التي تضم المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا وايران الى سورية الا أن تفاصيل الاقتراح لاتزال غير واضحة حتى الآن.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو امس ردا على سؤال لـ «كونا» ان بعثات المراقبين التي نشرت في سورية تحت رعاية جامعة الدول العربية والأمم المتحدة للإشراف على تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار «لم تحترم».
وأعرب لاليو في مؤتمر صحافي عن اعتقاده بأن موقف نظام دمشق لن يكون مختلفا في المستقبل.
وأوضح أن النظام السوري اليوم كما كان قبل بضعة أسابيع لا يبدو مستعدا لاحترام الالتزامات التي قطعها للمجتمع الدولي.
الا أن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية حث جميع المشاركين في الجهود الرامية لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية على التنسيق والعمل معا لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف «من المهم أن يتم التنسيق عن كثب للجهود الديبلوماسية لوضع حد للأزمة في سورية لاسيما القيام بالتنسيق مع ممثل الجامعة العربية والأمم المتحدة الخاص الأخضر الابراهيمي».
بدوره، أكد وزير الخارجية المصري محمد عمرو امس أن مصر اطلعت الجانب السعودي على ما تم في الاجتماع بين وزراء خارجية مصر وتركيا وايران بناء على طلب الجانب السعودي معلنا عن اجتماع قادم بين وزراء خارجية الدول الاربعة في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
جاء ذلك في تصريحات صحافية امس ردا على سؤال حول إبلاغ الجانب المصري الجانب السعودي بما تم في اجتماعات وزراء خارجية مبادرة الرئيس المصري محمد مرسي لحل الأزمة السورية.
ونفى عمرو وجود غضب سعودي من هذا الاجتماع بسبب حضور ايران لافتا الى انهم شاركوا في اجتماع كبار المسؤولين الاسبوع الماضي.
وردا على سؤال حول ما نشرته بعض وسائل الإعلام الايرانية عن تراجع مصر خلال الاجتماع الوزاري لمبادرة الرئيس مرسي لحل الأزمة السورية باشتراط تنحي الرئيس الأسد عن السلطة قال الوزير ان مصر لا تعلق على ما تنشره وكالات الأنباء أو وسائل الإعلام الايرانية.
وقال ان طبيعة مثل هذه المباحثات والاجتماعات في بدايتها لابد أن تتميز بالخصوصية وليس من المصلحة أن يتم طرح الافكار التي يتم طرحها منذ البداية لضمان نجاحها، مشددا على أن ثوابت الموقف المصري المعروفة في هذا الشأن ثابتة ولم تتغير.
وحول ما نشر عن مقايضة رفع مستوى العلاقات المصرية ـ الايرانية بتخلي ايران عن نظام بشار الأسد قال عمرو ان مصر لا تقايض أحدا، مشيرا الى ان مصر اكدت لإيران انها جزء من المشكلة السورية وان أمامها فرصة لتكون جزءا من الحل واذا قاموا بذلك فهذا بالقطع سيؤثر على صورة ايران ليس في مصر فقط ولكن في المنطقة كلها.
وأكد ان بلاده منفتحة في المرحلة المقبلة للتعاون مع أي دولة فيما يخص الأزمة السورية للوصول الى حل.
وقال ان هناك اجتماعا قادما للمبادرة الأسبوع المقبل بين وزراء خارجية الدول الأربع «مصر وإيران وتركيا والسعودية» على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، مشيرا الى ان كل طرف قام بطرح رؤيته للخروج من الأزمة خلال الاجتماعات الماضية على المستوى الوزاري وكبار المسؤولين.
في هذا الوقت، اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي الكسي بوشكوف امس أن إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد سيؤدي إلى إقلاق الانسجام القائم بين الأديان في البلاد.
ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن بوشكوف قوله في تصريح أدلى به في مقر الوكالة إن «سورية طالما كانت نموذجا للتعايش بين مجتمعات إثنية ودينية متنوعة».
وأضاف أن نظام الأسد أتاح للمجتمعات الدينية المتنوعة أن تعيش بسلام مع بعضها بعضا وقال إن «المسيحيين والسنة والأكراد والعلويين تمكنوا من أن يعيشوا بسلام».
وقال «مهما انتقدنا الرئيس السوري السابق حافظ الأسد والرئيس الحالي بشار الأسد لا يمكننا إنكار أن سورية كانت أحد البلدان القليلة التي لم ينشأ عن تنوعها نزاعات دامية».
وأعرب عن اعتقاده بأن «الأشخاص الذي يدلون بتصريحات تطالب بسقوط الأسد لتصبح سورية بعدئذ دولة ديموقراطية ومزدهرة إما يعتبروننا حمقى أو أنهم هم الحمقى أو أن لديهم جدول أعمال مخفيا».
من جهة ثانية، وحيال مشكلة جزر الكوريل المتنازع عليها مع اليابان دعا بوشكوف إلى عدم تشكيل هذه المسألة حجر عثرة أمام العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأضاف «علينا أن نحرص على ألا تتحول هذه المشكلة إلى حجر عثرة بين البلدين»، مشيرا إلى أنه «يبقى أن ننتظر لنرى ما ستؤول إليه الأمور».
واعتبر أن «البلدين ربما يتوصلان إلى اتفاق على صيغة تتيح التنمية المشتركة لهذه الجزر». وقال معلقا على التوترات المتزايدة بين الصين واليابان على خلفية الجزر المتنازع عليها بين البلدين إنه من غير المرجح أن تسبب مشكلة الجزر توترا بين روسيا واليابان وقال إن «هاتين المسألتين مختلفتان تماما».
وأضاف ان «الصين تحاول إثبات نفسها كقوة عظمى جديدة على الأقل في آسيا» متابعا «لست خائفا من قول ذلك.. وهو شيء علينا أن نأخذه الجميع بعين الاعتبار».
واعتبر بوشكوف أن الصين ستتصرف نوعا ما بعقلانية وقال «ستلجأ الصين لكل الوسائل بهدف توفير الدعم المعنوي» معربا عن عدم اعتقاده بأن «يتحول النزاع إلى نزاع كبير يتخطى أطر المواجهة السياسية المحضة».