عقد في العاصمة السورية دمشق أمس أعمال «المؤتمر الوطني لإنقاذ سورية» بدعوة من «هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي» بغياب كامل للمعارضة المنفية في الخارج وبمشاركة مجموعة من القوى والتيارات السياسية التي يطلق عليها اسم معارضة الداخل وهي التي يسمح لها النظام بالعمل في سورية وشخصيات مستقلة وبحضور عدد من أعضاء السلك الديبلوماسي في دمشق يتقدمهم سفراء روسيا والصين وإيران والجزائر. وانعقد الاجتماع بمباركة من السلطات السورية على الرغم من اعتقال العديد من شخصيات المعارضة في الأيام الأخيرة واتهامات المعارضين بأنهم يعطون انطباعا خاطئا بأن الرئيس السوري بشار الأسد يسعى للوصول الى حل سياسي للأزمة السورية. وجاء في المبادئ الأساسية لمؤتمر إنقاذ سورية إسقاط النظام بكافة رموزه ومرتكزاته بما يعني ويضمن بناء الدولة الديموقراطية المدنية، والتأكيد على النضال السلمي كاستراتيجية ناجعة لتحقيق اهداف الثورة.
وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، رجاء الناصر، في كلمة له خلال الافتتاح إن المؤتمر جاء ليقول: «كفى للحرب المجنونة المعلنة على الشعب وثورته، كفى لتمزيق المجتمع ودفعه إلى حافة الصراعات الطائفية والمذهبية، كفى لتحويل سورية إلى ساحة للصراع بين المشاريع والأجندات الخارجية». وأضاف الناصر أن المؤتمر جاء ليقول أيضا أنه «كفى لنظام الاستبداد الجاثم على صدور شعبنا.. وما فتحه من نوافذ للتدخل الخارجي». وأوضح المعارض السوري أن المشاركين في المؤتمر يهدفون إلى «التغيير الديموقراطي الجذري الشامل.. وتغيير النظام الحاكم السبب الأول» لما يجري في البلاد، ورأى الناصر أن «عنف السلطة هو ما دفع إلى العنف المضاد»، مشددا على ضرورة «استعادة النضال السلمي». وأشار الى أنه «مورس الكثير من الضغوط على المشاركين ومن بينها اعتقال 3 من الأعضاء»، وذلك في إشارة الى المعارضين الثلاثة الذين اعتقلتهم المخابرات الجوية الخميس الماضي بعيد وصولهم الى مطار دمشق الدولي في ختام زيارة للصين.
وأوضح «تلاقينا على نبذ العنف في عملنا السياسي والثورة مدركين أن طريق العنف هو الأكثر كلفة». وتابع قائلا «فقدت ولدي الذي سقط شهيدا للوطن منذ أيام. هذا الألم يدفعني لأقول بوضوح أنني لا أريد لغيري أن يعيش هذه المأساة وأن الانتقام ليس هو الحل».
ودعا إلى عدم تحول سورية إلى ساحة للصراع بين المشاريع والأجندات الخارجية.
ووجه الناصر تحية للسفير الروسي «الذي بذل الكثير» لنجاح المؤتمر وللدور «المهم الذي ساعدنا في تذليل العقبات».
من جانبه، قال السفير الروسي في دمشق عزت كولموخاميت إن المؤتمر يؤكد رغبة المشاركين فيه «وضع حد للعنف والدمار ومعاناة الشعب السوري في أقرب وقت ممكن وتحقيق تطلعاته المشروعة في الديموقراطية والرفاهية والتقدم»، مشيرا إلى أن بلاده تؤيد هذه التطلعات «بشكل كامل».
وأوضح كولموخاميت أن «الهدف الرئيسي حاليا وضع حد للعنف في سورية بشكل فوري سواء من طرف الحكومة أو المجموعات المسلحة»، مضيفا ان الهدف الآخر هو تحويل المواجهات إلى «المجرى السياسي». وشدد السفير الروسي على ضرورة رفض التدخل الخارجي ورفض تمويل وتسليح المسلحين، مشيرا إلى وجود مرتزقة أجانب بين المجموعات المسلحة في سورية.
بدوره شدد عبد المجيد منجونة باسم هيئة التنسيق على تمسك المعارضة «بالنهج السلمي ورفض العنف والطائفية والتدخل العسكري». وقال «ان إسقاط النظام هو الجسر الذي نمر عليه الى الدولة المدنية والديموقراطية ندين ممارسات النظام ونعلن استنكار اعتقال زملائنا الثلاثة».
وأشار الى أن الهيئة توصي بتبني وثيقة العهد الصادرة عن مؤتمر القاهرة وتبني وثيقة المرحلة الانتقالية التي صاغتها اللجنة المنظمة لهذا المؤتمر.