طالبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المعارضة السورية بإعادة ترتيب بنيتها بحيث يتم توسيعها لكي لا تقتصر على المجلس الوطني السوري لتشمل الجهات التي تكافح من اجل حرية الشعب السوري، محذرة من تزايد «التطرف في سورية». واضافت كلينتون في مؤتمر صحافي عقدته مساء اول من امس في العاصمة الكرواتية زغرب، ان المجلس الوطني السوري هو جزء من المعارضة السورية ولكنه لا يمثل كل المعارضة السورية التي تقاوم النظام السوري من الداخل. واوضحت في المؤتمر الذي نقله التلفزيون الكرواتي صباح امس ان اجتماع المعارضة السورية في قطر الاسبوع المقبل يجب ان يضم تحالفا اوسع لمقاومة اولئك الذين يحاولون اخماد الثورة السورية التي تطمح الى تحقيق الحرية لشعب السوري.
واعتبرت كلينتون ان الاجتماع المزمع عقده في قطر الاسبوع القادم أنه فرصة لتحقيق التوافق بين اطياف المعارضة السورية التي لابد ان تشمل اولئك الذين يقاتلون ويدفعون ارواحهم في مقاومة نظام بشار الاسد. بدوره، حمل رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا امس المجتمع الدولي مسؤولية «تزايد التطرف في سورية» نظرا «لعدم دعم الشعب السوري» في مواجهة نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال سيدا في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» ان «المجتمع الدولي هو المسؤول عن تزايد التطرف في سورية لعدم دعمه للشعب السوري». واضاف انه «في المناطق المحررة من ايادي النظام هناك حالة فوضى واحباط لأن النظام مازال يقتل بشكل جنوني ويستخدم جميع انواع الاسلحة من طيران وقنابل عنقودية». وتابع «في مثل هذه الحالة من الطبيعي ان يتواجد التطرف من بعض العناصر».
ورأى سيدا ان «المجتمع الدولي يجب ان يوجه لنفسه النقد ويسأل نفسه ماذا قدم للشعب السوري وكيف ساعد السوريين ليوقفوا القتل بشكل جنوني».
واضاف «حذرنا دائما المجتمع الدولي من ان التطرف قد يتزايد في حال استمر القتل». رغم ذلك اكد سيدا ان «الثورة باقية على مسارها، ومازالت تدور حول الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية للشعب السوري». واذ اعتبر ان «زيادة التطرف هو بسبب عدم فاعلية المجتمع الدولي، وليست سببا له»، قال انه «رغم سعينا لضمان الا يحظى التطرف الاسلامي بتأثير، الا ان نقص الدعم المادي للمجلس الوطني السوري من قبل المجتمع الدولي يجعل امكاناتنا محدودة اكثر مما نرغب».
واكد سيدا ان «ثمة حال طبيعية من الفوضى والعجز بسبب استمرار الهجمات من قبل النظام» على المناطق التي خرجت من سيطرته «وفي جو كهذا، من الطبيعي ان ينمو التطرف»، معتبرا ان سورية «مجتمع متنوع، لذا في نهاية المطاف لن يتمكن مشروع اسلامي متطرف من التجذر في البلاد». من جهة اخرى، اعلنت الصين امس انها قدمت «اقتراحات جديدة بناءة» لوقف العنف في سورية بما يشمل اعلان وقف اطلاق نار على مراحل، منطقة بعد منطقة وتشكيل حكومة انتقالية.
وفي محاولة واضحة لوضع الصين في صلب الجهود الهادفة الى حل الازمة، تحدثت الخارجية الصينية بالتفصيل عن الاقتراحات التي قدمتها الى موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية الاخضر الابراهيمي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي في تصريح صحافي «هناك اقتراحات جديدة بناءة مثل وقف اطلاق نار يعلن منطقة بعد منطقة ومرحلة بعد مرحلة وتشكيل هيئة قيادية انتقالية». واضاف ان «الاقتراحات تستند الى آخر تطورات الوضع وجهود الامم المتحدة وجهود الوساطة التي يقوم بها الموفد الخاص المشترك الابراهيمي».