أعلنت المعارضة السورية تحقيق تقدم ميداني جديد بسيطرة ثوارها على مدينة سراقب الاستراتيجية بريف ادلب، في وقت خرجت عشرات المظاهرات في جمعة «داريا اخوة الدم والعنب.. نحو تحقيق عدالة دولية»، وذلك للمطالبة بإجراء تحقيق دولي حول المجازر التي ترتكبها القوات السورية والتي كانت أشنعها مجزرة داريا. وقد امتدت هذة المظاهرات من عمودا في محافظة الحسكة حتى إبطع وداعل في درعا مروراً بإدلب وحماة وحمص وحلب واريافها. وما بين تقدم ميداني ومظاهرات مناهضة، استمرت الطائرات السورية والمدفعية السورية في قصف العديد من المدن الثائرة حاصدة أكثر من 70 مدنيا، بحسب المعارضة السورية.
إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد انسحبت من آخر قواعدها قرب بلدة سراقب بشمال البلاد مما يضعف من قدرتها على قتال قوات المعارضة في حلب اكبر مدن البلاد.
وتقع سراقب على تقاطع الطريقين السريعين الرئيسيين المؤديين الى حلب وسيصعب الانسحاب على القوات الحكومية تعزيز الصفوف أو إرسال الإمدادات الى حلب، حيث تقاتل قوات الأسد قوات المعارضة للسيطرة عليها منذ أواخر يوليو.
وقال المرصد إن القوات السورية انسحبت من الويس شمال غربي سراقب مما جعل البلدة والمناطق المحيطة «خارج نطاق سيطرة قوات النظام تماما».
وتقع سراقب على بعد 50 كيلومترا جنوب غربي حلب عند نقطة التقاء الطريق السريع الرئيسي بين شمال سورية وجنوبها الذي يربط حلب بدمشق وطريق آخر يربط حلب باللاذقية المطلة على البحر المتوسط.
وستكون اي قوافل تستخدم الطرق السريعة من دمشق او البحر المتوسط معرضة لهجمات مقاتلي المعارضة.
وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد إن هذا سيضطر الجيش لاستخدام الطرق الريفية او ارسال الإمدادات على طريق خطر من الرقة في الشرق.
من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب في محيط معسكر وادي الضيف قرب مدينة معرة النعمان بمحافظة ادلب شمال سورية. وذكر المرصد، في بيان نقلته «د.ب.أ» أمس، أن الطائرات الحربية قصفت بلدة محمبل وقريتي قرية سلة الزهور وتل أعور بريف جسر الشغور بإدلب. وأضاف المرصد أن «معلومات وردت عن خسائر بشرية نتيجة الاشتباكات والقصف».
من جهتها، قالت صفحة الثورة السورية على الانترنت ان الجيش الحر سيطر على القلعة الأثرية في بلدة حارم بريف ادلب ايضا.
وردت قوات النظام بقصف المناطق المدنية الآهلة مما أوقع العشرات بين قتلى وجرحى.
وفي حلب القريبة، قصف الطيران الحربي حي الشيخ نجار وتعرضت أحياء باب النصر وتراب الغرباء وقسطل مشط والمعادي لقصف بالمدفعية، بحسب شبكة شام الاخبارية، التي نقلت عن نشطاء تأكيدهم أن قصف الطيران الحربي طال ايضا مدينة دير حافر، كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات كفرناها والأتارب وجبرين. في غضون ذلك شهدت العاصمة دمشق أمس انفجارا هز حي الزاهرة تلاه تصاعد للدخان من مكان التفجير. وقد أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن جرح 16 شخصا في انفجار عبوتين ناسفتين قرب حديقة الزاهرة الجديدة في إحدى ضواحي دمشق.
وقال مصدر رسمي سوري في تصريح لـ «سانا» إن مسلحين فجروا عن بعد عبوة ناسفة زرعوها في سيارة خلف مبنى العيادات الشاملة وبعد تجمع المارة ووصول طواقم الإسعاف تم تفجير عبوة ناسفة ثانية في المكان ما أدى إلى إصابة 16 مواطنا. وأضاف المصدر ان الانفجار الثاني أدى الى إصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة بينهم ممرض وسائق سيارة اسعاف وصلا الى المكان لإسعاف المصابين.
كما قصفت المدفعية الثقيلة مزارع رنكوس وقصف الطيران الحربي مدن دوما وحرستا وزملكا وعدة مناطق في الغوطة الشرقية وسط اشتباكات عنيفة في دوما وحرستا وعربين بين الجيش الحر وجيش النظام الذي حاول اقتحام المنطقة، بحسب شبكة شام الاخبارية. وفي حمص، تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على حي دير بعلبة والمزارع الشرقية للحي، كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة الرستن.
وقام الطيران المروحي بقصف بلدات حوش حجو وبلدة البويضة الشرقية بريف القصير.
ودوت أصوات انفجارات هزت أحياء القصور وطريق حلب في مدينة حماة وسط انتشار أمني كثيف في المنطقة.
وطال قصف الطيران الحربي بلدة الشعيطات ومدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور، كما تجددت الاشتباكات العنيفة في محيط مدفعية بادية الميادين بين الجيش الحر وجيش النظام. وقد أعلن الثوار اسقاط طائرة من طراز ميغ في قرية الموحسن في دير الزور.
وامتد قصف المدفعية الثقيلة الى أحياء مخيم النازحين وطريق السد بدرعا المحطة. وشمل مدينة داعل وغباغب. كذلك شنت قوات النظام، حملة دهم وحرق للمنازل واعتقالات في قرى بكاس وشيرقاق بريف الحفة في محافظة اللاذقية وقصف الطيران المروحي قرى ناحية كنسبا ومنطقة مصيف سلمى وقراها وبلدة الناجية. وانهمرت الصواريخ وطلقات الرشاشات من الطيران الحربي على بلدات الكرين والمشيرفة بريف الطبقة الغربي التابعة لمحافظة الرقة.
روسيا تنتقد الدعوات الأميركية لتشكيل حكومة في المنفى
من جانبها انتقدت روسيا الاتحادية أمس الدعوات الأميركية لتشكيل حكومة سورية في المنفى واعتبرتها منافية لاتفاقية جنيف حول سورية.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان ان هذه الدعوات تشجع المعارضة السورية على مواصله النهج الرامي الى إسقاط النظام السوري.
ودعا لوكاشيفيتش الأطراف الدولية المعنية الى الالتزام باتفاقية جنيف التي صاغتها مجموعة العمل في جنيف يونيو الماضي وإقناع المعارضة السورية بالانخراط في حوار مع السلطات هناك.
وجدد تأكيد عزم بلاده على مواصلة العمل لتحقيق التسوية السلمية في سورية من قبل السوريين انفسهم بما في ذلك عن طريق إعطاء ضمانات لجميع الأقليات الدينية والاثنية هناك.