واشنطن ـ أحمد عبدالله
أكد الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط مايكل ايزنستات أن الأزمة في العراق ستستغرق وقتا طويلا قبل أن تحل. وقال ايزنستات في ندوة عقدت بالمعهد أول من أمس وتناولت أوضاع العراق «لا اعتقد أننا أمام أزمة عارضة. لقد استقبلنا بارتياح خبر إبعاد داعش عن سد الموصل إذ إن سيطرة التنظيم على السد كانت تمثل خطرا عاجلا جدا. فقد بني النظام العراقي السابق السد على أرض جيرية غير متماسكة مما جعل الخبراء يعتبرونه أخطر سد في العالم. وكان من شأن ضعف الصيانة تحت سيطرة داعش أن يؤدي إلى تشققات في الأرض التي أقيم عليها ومن ثم زيادة احتمال اغراق آلاف البشر. إلا أن ذلك لم يكن إلا خطرا مباشرا».
وقال ايزنستات إن الخطر الأبعد مدى يتمثل في تجذر داعش في مناطق واسعة من العراق. وشرح ذلك بقوله «تسيطر داعش على حقول نفط في سورية والعراق وهي تراكم موارد وتجند عناصر وتدرب مقاتلين وتحسن من وسائل القتال. وفي كل الأحوال فإن مرور الوقت يولد زخما مواتيا للدولة الإسلامية في مناطق أبعد. لقد ترددت أنباء مقلقة عن الوضع في الأردن وفي مصر يظهر مقاتلون يرفعون راية داعش في سيناء، وهناك تواجد للمنظمة في اليمن، وبطبيعة الحال فإنها موجودة بقوة في سوريا، نحن إزاء مواجهة ستستمر لسنوات».
وقال الباحث الأميركي المتخصص في الشؤون الاستراتيجية إنه يعتقد أن السنة وحدهم هم القادرون على مواجهة داعش، وشرح ذلك بقوله «من الخطأ تصور أن السنة يؤيدون داعش. إن من يعارضونها يفوقون من يؤيدونها بعدة أضعاف. وتصدي غير السنة لمقاتلة داعش سيجعل من المواجهة قضية طائفية في منطقة يتصاعد فيها الشحن الطائفي باطراد. إنني اعتقد أن من الخطأ تصور أن الأكراد بوسعهم مقاتلة داعش لأن ذلك يحمل خطر تحويل الصراع إلى صراع عربي ـ كردي. وقد رأينا ملامح ذلك من سيطرة البشمركة على كركوك مثلا».
وقال ايزنستات إن فشل حكومة العراق الجديدة في تبني سياسة تمثل كل مكونات العراق سيفضي إلى تشرذم البلد بأكمله، وتابع «أعتقد أن واشنطن ستدعم إعلان الأكراد الاستقلال إن رأت تكرارا لنموذج المالكي في بغداد. وأعتقد أن الساسة العراقيين يدركون ذلك، إن الأمر الآن بيد العراقيين أن يوحدوا صفوفهم ويحشدوا قواهم لإلحاق الهزيمة بداعش التي لا تمثل أي مشروع مستقبلي للبناء والتعمير ولكنها تمثل كل ما هو متخلف وظلامي».
وأشار الباحث الأميركي إلى أن الأمل في هزيمة داعش في سورية بات محصورا بالتوصل إلى تفاهمات بين المعارضة السورية المعتدلة والنظام لتوحيد الجهود لمحاربة داعش، وأضاف «من الوجهة الواقعية فأنا لا أرى ذلك مستحيلا. الظروف الراهنة جعلته ممكنا إلى حد كبير».