تبادلت موسكو وواشنطن الاتهامات بقصف حلب، فيما تتواصل معاناة الآلاف من سكانها العالقين تحت القصف والحصار، أو الفارين باتجاه الحدود التركية التي لم تفتح بوجههم بعد.
ورفض الجيش الأميركي «مزاعم» روسية سابقة اتهمته بالوقوف وراء قصف حلب أمس الأول، واصفا إياها بأنها «ملفقة».
وكان يرد بذلك على وزارة الدفاع الروسية التي قالت إن طائرتين أميركيتين هما من قصفتا حلب الاربعاء وإن الطائرات الروسية لم تكن تعمل في المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في بيان: «لم يحلق فوق المدينة أمس سوى طيران من التحالف المناهض لداعش».
في المقابل اتهم متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية القوات الروسية والقوات الحكومية السورية بتدمير المستشفيين الرئيسيين في حلب بضربات جوية وإن كان لم يحدد متى حدثت الضربات.
ومما يفاقم أزمة اللاجئين، أن قوات النظام باتت على مشارف مدينة تل رفعت، ابرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، حيث خاض الطرفان أمس اشتباكات على بعد ثلاثة كيلومترات منها، وفق ما اكد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتعرضت تل رفعت بحسب المرصد، لغارات جوية شنتها الطائرات الروسية، حيث تسعى قوات النظام للتقدم باتجاه الشمال للسيطرة عليها ثم على اعزاز في محاولة «للوصول الى الحدود التركية ومنع اي تسلل للمقاتلين او دخول للسلاح من تركيا».
لكن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية وما يسمى بجيش الثوار، «باتوا غداة سيطرتهم على مطار منغ العسكري موجودين على الطريق الذي يصل بين تل رفعت واعزاز، وبالتالي هم قادرون على قطعه في اي لحظة» بحسب المرصد.
وأفادت الأمم المتحدة أمس ان اكثر من 51 الف مدني نزحوا منذ بدء الهجوم الذي اطلقه النظام السوري في الاول من فبراير بدعم من الطيران الروسي على فصائل المعارضة في محافظة حلب.
وفي حمص، قالت الأمم المتحدة في تقرير لها امس إن الهجوم العسكري الذي تشنه الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها قطع خطوط الإمداد عن 120 ألفا في شمال محافظة حمص منذ منتصف يناير الماضي ويهدد بحدوث مجاعة ووفيات نتيجة نقص الرعاية الصحية.
وقال التقرير الذي أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: «هناك تقارير حول زيادة حادة في نقص الغذاء والسلع الأساسية والمواد الطبية والوقود في المنطقة.
وبعد قطع مسارات الإمداد غير المنتظمة التي ظلت تستخدم حتى منتصف يناير تباع المواد الغذائية التي لاتزال غير متوافرة بأسعار أعلى بكثير عن أسعارها الفعلية».
وأشار التقرير إلى أن هناك عجزا أيضا في المواد الطبية الأساسية وأن مرضى الغسيل الكلوي في ريف حمص لا يمكنهم الحصول على علاج ينقذ حياتهم وذكرت تقارير أن 14 من 34 مريض سرطان في المنطقة توفوا بسبب نقص الرعاية الصحية.