تكشف الازمة السورية يوميا عن قصص مأساوية لم تكن تتصور إلا في قصص الخيال.
وبعد أن ذاق السوريون طعم الموت بكل أشكاله وعانى اكثر من نصفهم من مرارة التهجير القسري واللجوء الاجباري، أصبح أطفال سورية يباعون ويشرون رغم أننا قاربنا على الانتهاء من العقد الثاني من القرن 21.
فقد نشر الصحافي الأميركي فرانكلين لامب المعروف بمواقفه المؤيدة للنظام السوري، قبل أيام مقالا في موقع «بيت المعلومات المنقحة» أو «information clearing house» بعنوان «اشتريت 4 أطفال سوريين».
ويروي لامب تفاصيل شرائه للأطفال بمبلغ 600 دولار من منطقة شاطئ الرملة البيضاء خلال وجوده في لبنان للعمل.
ويقول انه ليس متأكدا مما إذا كانت السيدة التي اشترى منها الأطفال صادقة في روايتها أم أنها عضو في عصابات الاتجار بالبشر، التي تعمل على نطاق واسع حاليا في لبنان.
وينقل عنها أنها أخبرته بأنها كانت «جارة لأهل الأطفال في حلب، وأن الأهل فقدوا حياتهم في غارات القصف التي لا تهدأ في حلب، وأنها أنقذت الأطفال.
والاطفال اثنان منهم بعمر الخمس سنوات وهما فتاتان توأمين، وصبي بعمر سنة وبضعة أشهر والأخ الأكبر بعمر الثماني سنوات.
وحاول لامب كتابة كل تفاصيل حديثه مع المرأة، مشيرا الى انها لم تسجل بمفوضية اللاجئين لأن وجودها غير شرعي في لبناني، وأنها لم تعد قادرة على رعاية الأطفال، وفي الوقت نفسه قالت إنها لا تريد تركهم في الشارع يرتجفون، وعرضت أن تعطيه الأطفال الأربعة مقابل 1000 دولار، أو اختيار أي طفل منهم مقابل 250 دولارا لكل واحد.
ويقول لامب الذي يزور سورية باستمرار ويشارك في البرامج الحوارية على تلفزيون النظام، إنه صدم بشدة من العرض الذي سمعه من المرأة، وقال باشمئزاز «كفى»، ونظر حوله يفتش على أي سيارة شرطة، وتابع «نظرت إلى الخلف فوجدت الأطفال خائفين جدا، يرتجفون من البرد والمطر، يبدون جائعين، دون تفكير عرضت مبلغ 600 دولار لجميع الأطفال، فقبلت المرأة بالعرض وقالت إنها تريد الذهاب إلى تركيا لمحاولة الوصول إلى جزيرة ليبوس باليونان».
ويشير الكاتب إلى أن المرأة أصرت على أن تحصل على ثمن الأطفال بالدولار وليس بالعملة اللبنانية المحلية، وكان هو يدرك بناء على اطلاعه على الأرقام والإحصاءات الأممية عن وضع السوريين، أن ثمة 14 مليون سوري على الأقل في سورية بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة، وأكثر من نصفهم من الأطفال، بسبب القصف المستمر والغارات الجوية والاعمال القتالية.
ويختم حديثه عن الساعات التي تلت تأمين بعض الرعاية لهم، حيث قال انه قام «بعدة اتصالات بمنظمات إنسانية للحصول على مساعدة لأولئك الأطفال، ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل، وجاءت جهود لامب بلا أي نتيجة بعد أسبوع من المحاولات المستمرة والمتكررة».
ويعرف عن الكاتب تأييده للنظام حيث قال في تصريحات من دمشق عام 2011 «سيتمكن نظام بشار الأسد من الصمود رغم بعض الجهود الخارجية التي تحاول الاستفادة من المشاكل الداخلية في سورية».
وقد واجه انتقادات واسعة من زملائه الصحافيين وسائل إعلام غربية.